حوادث غامضة(المشرحة)
من اعداد سامي ميشيل...
لكل حاجة مادية بتتلمس وتتحس في الكون مكان
بتتحط فيه في وقت من الأوقات..هدومنا اكلنا شربنا..حتي الجثث بتاعتنا بيكون ليها
أماكن كتيره..منها القبر والمستشفي والمشرحة..خلوني اتكلم معاكم بأستفاضة عن
المشرحة وهي أكتر شئ مرعب ممكن تدور حواليه الشكوك وقصص الجن والعفاريت..والمكان
ده كان ويظل مصدر الهام لكثير من المخرجين والكتاب الي نسجوا خيالهم حواليه
وكونولنا افلام وروايات تستحق..بس النهاردة هنتكلم عن حاجات بتحصل بجد مش مجرد
خيال مؤلف او مخرج..المشرحة هي المكان الي بيتحط فيه اجساد الناس الي بتتعرض للقتل
احياناً وفي حوادث احياناً اخري بهدف التشريح ومعرفة سبب الوفاة..واينما تواجد
الموت والجثث تتواجد الأرواح التانيه الي معانا وحوالينا....المواقف والحاجات الي
هحكيهالكم دلوقتي موثقة علي اكتر من موقع علي شبكة الانترنت يعني مش مجرد قصص...
سنة 2012 صحفي شاطر في سنة تانية اعلام حب
يعمل تقرير في اشهر مشارح مصر الي بيدور حواليها الغموض والأثارة الشديدة..والصحفي
ده راح بليل وكان مظبط مع عامل المشرحة انه يديله قرشين ويتكلم معاه شوية ويدخل
المشرحة يصور جوه..وفعلاً علي قبل الفجر الصحفي ده راح وقعد يتكلم مع عامل المشرحة
ودار بينهم الأتي ذكره:
قولي يا عم حسين كلام الناس عن العفاريت
والجن في المشارح ده حقيقي فعلاً ايه ؟
العامل قاله:والله يا بيه انا معرفش حكاوي
الناس بره بس انا اعرف حكاوي تخصني وتخص ناس اعرفها شافوا وسمعوا بلاوي بتحصل بليل
الصحفي قاله:زي ايه ياعم حسين ؟؟
قاله:طبعاً اصوات وحركة بليل بس الأغرب يابيه
بليل اني احياناً كنت بسمع صوت حد بينده عليا وبيقولي ياحسين ولما كنت بروح اشوف
مين مكنتش بلاقي حد موجود..ومن ساعتها أي صوت او حركة اسمعها مبتحركش من مكاني
نهائي وبسيبهم يعملوا الي هما عايزينة من غير ما اقطع عليها خلوتهم..
الصحفي قال:هما مين دول ؟؟
قاله:اعوذ بالله اخوانا البعده يابيه اللهم
ماحفظنا...
الصحفي قال:طيب ياعم حسين انت كنت وعدتني انك
هتخليني مع دكتور من الدكاترة الي بتشرح واسمع منهم واعرف كام حاجة كده
قاله:تمام يابيه اتفضل معايا لدكتور (م ن)
وهيقولك كل حاجة
الصحفي بيقول انه مشي مع عم حسين ودخل اوضة
كده لقا فيها دكتور قاعد ودخل واتكلم معاه وبيكمل كلامه وبيقول:انا دخلت وسألت
الدكتور سؤال صريح ايه اكتر مشكلة بتواجهكم هنا او بتواجه أي مشرحة في العالم
رد الدكتور كان:احنا عندنا مشكلة كبيرة وهي
اننا بيبقي عندنا اعداد رهيبة من الجثث مبنكنش لاقين ليها صاحب او حد ياخدها
والجثث دي بتفضل مدة ست شهور بعدها بتدفن في مدافن الصدقة من غير ما يتعرفلها
قريب...واحياناً بيجي وقت علينا ومش بيبقي في اماكن تتحط فيها الجثث لاني علي
الاقل كل يوم او اتنين بيجلنا جثة مجهولة المصدر منهم بقي الي بيبقي ميت في حادثة
والي مقتول والي ميت طبيعيي..واحنا بنشرحهم وبنعرف سبب الوفاة وبنستني النيابة
العامة تصدر قرار بدفنهم او التحفظ عليهم..
الصحفي قاله:تمام يادكتور طيب سؤال لحضرتك
اكيد انت شوفت كتير اوي في الشغلانة دي عمرك حصلك حاجة غريبة مكانش ليها تفسير
الدكتور سكت شوية وقاله:للأمانة شغلتنا مش
طبيعية بنشوف فيها مناظر كفيلة انها توقف القلب وتشيب الشعر..حتي ولو مشوفناش
عفاريت او الرغي ده كفاية الاشكال الي بتجلنا..حد ايده ورجله مقطوعة..حد جاي وراسة
اتقطعت ومش لاقينها..حد جسمه متشرح في خناقة..كل الكلام ده كفيل انه يرعب خاصة لو
اطلب مننا نخلص تشريح وكتابة تقرير بسرعة فأحياناً بنضطر نسهر لحد الصبح علشان
نخلص شغل ساعتها بكون خايف نوعاً ما بس بشغل قراءن بحيث اقدر اتكيف واكمل شغل..في
مرة من المرات الي مقدرش انساها ابداً كنت بشرح في جثة طفل خبطته عربية سريعة وجت
عربية بعدها هرست جزء كبير من جسمه..الطفل كانت ايده ورجله جمبه لفيت اجيب ادوات
التشريح رجعت لاقيته رافع ايده لفوق..ساعتها اتشليت من الخوف ومكنتش عارف اعمل ايه
؟؟؟ وروحت ناحيته ونزلت ايده براحة رغم انها متخشبة..غير كده بقي بنسمع مثلاً صوت
حد بيخبط من جوه التلاجات بتاعت الموتي..حد بيدندن بأغنية حد بيزعق بيصرخ وساعتها
مبنعملش حاجة علشان بنكون عارفين اني مصدر الصوت هو روح حد عفريت بقي شبح
قرين..لما ده بيحصل مش بنتحرك من مكانا...
الصحفي كان بيتكب كل كلمة بنهم وبشغف كبير مع
ابتسامة انه هيعمل تقرير هيكسر بيه الدنيا..وبعد ماخلص كلام دع الدكتور وشكره..عم
حسين عامل المشرحة اخده والصحفي بالكاميرا قعد يصور في التلاجات وفي جثث الميتين
وفي الدم والماية الي كانوا مغرقين ارضية المشرحة...وخلص كل حاجة وادا عم حسين
مبلغ محترم..واخد بعضه ومشي...الصحفي لما وصل بيته وحط كارت الميموري بتاع
الكاميرا علي الاب بتاعه علشان يظبط الصور فتح صورة والتانية والتالتة بس اتفاجئ
بحاجة..اني الصور كلها سودة ومافيش فيها حاجة طبعاً كان هيتجنن لانه هو الي صور
بأيده وكان شايف كل حاجة قدامه...دي حادثة كانت مشهورة اوي ومنتشرة علي مواقع النت
من خمس سنين..
ياتري الصور راحت فين ؟؟ ايه الي عمل فيها
كده ؟؟ مافيش سبب محدد نقدر نجزم بيه..ملفنا مبيقفش عند الحد ده لا بيكمل وخلونا
نتوغل أكتر في التفاصيل والقصص الي البعض منها موثق والبعض منها تأليف...
سنة 2002 في مقالة نزلت في جرنال الأهرام
بتتكلم عن شخص عمل حادثة وقلبة وقف واتحط في المشرحة وتقريباً النور قطع ساعتها
فعامل المشرحة قبل مايحطه جوه التلاجة راح يشوف سيكنة الكهرباء..ولما رجع بص علي
الترولي الي كانت عليه الجثة لكن ملقاش حاجة..اتجنن طبعاً وفضل يلف في المستشفي
كلها ويدور هنا وهنا..لحد ما لقا الجثة واقعة في طرقة الدور التاني..الدنيا كانت
ليل ساعتها..ومكانش في حد كتير في المستشفي او المشرحة..العامل فضل يقدم خطوة
ويأخر خطوة لورا..لحد ماوصل للجثة..حط ايده علي رقبة الراجل ده ولقا النبض
شغال..وادرك ساعتها اني الشخص ده لسه عايش مماتش..نقلة بسرعة علي الترولي وحطه في
غرفة الانعاش وكلم الدكاترة والممرضات الي كانوا موجودين..والحمدلله الشخص ده
اتعمله اعادة للحياة مرة اخري..الراجل ده طبعاً كان حديث الصحافة لفترة معينة
والناس كلها تهافتت عليه وعرضوا عليه فلوس مقابل انه يطلع يحكي الي حصله وهو نايم
جمب الجثث في المشرحة..بس الغريب انه كان بيرفض واتعصب علي كذا صحفي ومعد برامج
وبدأ كمان يشتمهم ويضربهم..لحد ما راحلة صحفي محنك وذكي ودار بينهم الحوار التالي:
-
بص انا لا معايا تسجيل ولا معايا ورقة ولا
قلم ولا هسألك ايه الي حصلك ولا انت شوفت ايه ؟ بس عايز افهم حاجة واحدة ايه سر كرهك
ورفضك انك تطلع تتكلم ياعم كريم
عم كريم قاله بصوت واطي:لو اتكلمت مش هيسبوني
لواحدي
-قاله:هما مين دول وليه بتتكلم بصوت واطي كده
انت في حد هنا بيضايقك او بيهددك بحاجة..طيب في جهة مثلاً هددتك انك لو اتكلمت مش
هيحصلك كويس ؟؟؟ كلمني بالله عليك عايز افهم
عم كريم قاله:مش هيسبوني في حالي
-هما مين دول ؟
قاله:الي قاعدين جمبك
الصحفي بص جمبه بس ملقاش حاجة وقاله:طيب
شكلهم ايه الي قاعدين جمبي ؟
قاله:واحد معندوش عين والتاني مدبوح من رقبته
الصحفي بيقول انه ساعتها حس برياح شديدة
بتضرب المكان كله رغم انهم كانوا في الصيف..بص حوالية ملقاش حاجة تستدعي كل الهواء
القوي ده...
ساعتها بص لعم كريم وقاله:طيب ممكن تقولي انت
ليه برضوا مصمم تبقي ساكت كده انت الحمدلله لسه عايش وبتاكل وبتشرب وبصحة كويسة
ومفقدتش حياتك..
عم كريم قرب منه وبصله بعيون مكانتش بتتحرك
ثابته زي الصقر وقاله:هما هددوني في ودني وقالولي لو اتكلمت مش هنسيبك في حالك
هنجيلك ليل نهار..في كل وقت وكل مكان..مش هنرحمك...وانا يا بيه خايف اعمل حاجة او
اروح في حته وعايز افضل هنا في الاوضة دي مخرجش منها..
الصحفي قاله:مين الي هددوك دول ؟؟
قاله بصوت خافت:العفارييييت وجثث الميتين..وانا
جوه المشرحة وقبل مايحطوني في التلاجة اه كنت فاقد الوعي بس كنت سامع اصوات كثيرة
حواليا..كنت سامع صوت ناس بتتكلم من جوه التلاجات وبتتحرك وبتضحك وبتهزر..بس كانوا
بيقولوا كلام مخيف..كلام مقدرتش افهمة حتي مش فاكره كله..لكن شبت منه جزء بسيط في
مخي كان محوره..انهم متحمسين للدفن في الترب ولحياتهم الجديدة..والي فوقني كان حد
منهم..حد جالي وفضل يهز في ايدي جامد ودلق علي وشي سائل غريب زي الزيت وريحته كانت
زي الخل..ساعتها فوقت بعيون واكلها التعب الشديد ولما بصيت قدامي لاقيت قدامي جسم
راجل كان كله عريان وكانت عينه بيضه وجسمه ناشف ومتلج..فضل باصصلي ثواني لحد ما
اتأكد اني فوقت ولاقيته بيشاور عليا وبيقولي:قوم انت لسه ميعادك مش دلوقتي
رديت وقولتله:انت مين وانا فين ؟
ساعتها مردش عليا وكمل مشي لحد ما فتح باب
التلاجة ونام وقفل عليه..قمت من مكاني واتمشيت وانا جسمي كله مكهرب ومليان تنميل
شديد..لحد مانزلت للدور التاني في المستشفي..وبعد كده لقوني....
ساعتها الصحفي كان بيضرب كف علي كف مش قادر
يدرك ايه الي بيقولوا الراجل الغريب ده..خلوني انتقل معاكم لحاجة جديدة
ومختلفة..بس المرة دي مش هحكيلكم موقف بس هقولكم علي أكتر مشكلة بيشتكي منها كل
العاملين بقطاع المشارح في مصر...اي حادثة بتحصل او جريمة قتل من المعروف انهم
بيودوا الجثة للمشرحة علشان شوية اجراءات مهمة..طيب مابالكم بقي لما بتحصل حوادث
عربيات واجسام الناس بتتقطع ميت حته...عمركوا فكرتوا الاجزاء او زي مابيسموها
الاشلاء دي بتروح فين وبيتعمل فيها ايه ؟؟؟
بتروح المشرحة بيتعمل عليها تشريح وبيتكتب
تقرير وبيروح للنيابة العامة..والمشرحة بتستنا قرار النيابة العامة بدفن الأشلاء
دي..بس في الفترة الأخيرة بسبب كتر الحوادث والمشاكل وانشغال النيابة العامة في
التحقيقات..بتفضل اشلاء الجثث مستنيه في المشرحة لحد مايجلها القرار...بتتراكم
الاشلاء دي فوق بعضها مع مرور الايام لحد مايحصل تكدس ومبيكنش في مكان..عارفين
بيعملوا ايه ؟؟ الدكاترة والعاملين بيضطروا انهم بيحركوا الاشلاء او الاجزاء
البشرية دي بأيدهم...بيحكي محمد عبد العال عامل بأحدي المشارح الكبري في مصر
وبيقول:بنسبالي أصعب شئ بيواجهني في شغلي لما اجي المس رجل او ايد او حتي راس
بشرية علشان ننقلهم من مكانهم لحته تاني..فكرة اني المس جزء لشخص مقتول والله اعلم
روحه بتكون فين في الوقت ده والمس الدم واللحم والحاجات اللزجة دي ابشع شئ ممكن
تتخيلوه..وبيكون الافراج بنسبالنا او حلول الجنة بالمعني الديني..لما بيجي قرار
النيابة العامة اننا ندفن الاجزاء دي او نحرقها في محرقة المشرحة..
اسمحولي اتنقل معاكم لحاجة جديدة شوية ونخرج
برة اطار مشارح مصر..ونخش في جو المشارح الأجنبية,سنة 1990 في دولة بريطانيا اشتكي
السكان المحليين من المشرحة الي جمبهم في المنطقة السكنية الخاصة بيهم..ومحتوي
الشكوي كان غريب للغاية (كانوا بيقولوا انهم بيسمعوا اصوت ضرب نار وناس بتصرخ
وبتجري وبتخبط علي بيبان المشرحة من جوه..ولما كانوا بيبصوا كانوا بيلاقوا كل ابوب
المشرحة بتتفتح..وبيخرج منها هواء شديد جداً..الموقف ده كان بيتكرر مرة كل شهرين
يوم الخميس بليل بالتحديد..لما النيابة راحت حققت هي والشرطة علشان يوصلوا لحل للي
بيحصل ده..ملاقوش حاجة تفهمهم سبب الي الناس بتشتكي منه..بل اني رجال النيابة شكوا
اني عمال المشرحة هما الي كانوا بيعملوا كده علشان المشرحة تتقفل ويروحوا مكان
احسن ومجهز وياخدوا فيه مرتبات اعلي..
بس بعد مراجعة تقارير المشرحة من ساعة ما
اتبنت وبدأ العمل فيها..اكتشفت النيابة اني الي بيحصل ده نتيجة وجود جثث لناس في
المشرحة جم في حادثة اكثر من بشعة..كانت بتتمثل في صاحب عمارة..حاول بقدر الامكان
يطرد ويطفش السكان بأي طريقة علشان يهد العمارة ويبني مكانها برج سكني ضخم..الراجل
ده حاول كذا مرة يمشي السكان لكنه فشل..وفشله ده خلاه يوصل لحالة من العصبية
الشديدة..خليته يجيب بندقية ويطلع علي كل شقة يموت كل الي فيها..الجدير بالذكر اني
الراجل ده بعد ما عمل كده اختفي تماماً ومحدش قدر يوصل لجثته او مكانه فين ؟؟ هل
هرب ؟؟ اتقتل ؟؟ انتحر ؟؟..كل دي كانت اسئلة بتدور في دماغ المحققين....المشرحة
اتقفلت وتم نقل كل العاملين فيها لمكان تاني..والسكان ارتاحوا نوعاً ما من الي
كانوا بيسمعوا عنه..ليه بقول نوعاً ما ؟؟؟ علشان كل سنة في نفس ميعاد الذكره بتاعت
موت الناس دي ورغم اني المشرحة اتقفلت نهائي كانت الناس بتسمع وبتشوف الصراخ
والعويل وبينتهي كل ده بصوت ضرب النار العنيف الكثيف..
هل الارواح بتتعلق بالمشارح ولا بالترب
والمدافن ؟؟؟ ايه سبب الظهورات الغريبة الي بتحصل في كل مكان بيموت فيه الانسان
حتي ولو بطريقة طبيعية يعني موتة
ربنا..ايه السبب الغير مفسر في اني الجسد لما بتخرج منه الروح وتطلع لخالقها..لازم
يحصل حاجات غريبة مصاحبة لده ؟؟؟؟
هل مثلاً جسم الانسان بيخرج منه روح وحاجة
تانية شيطانية او قرينة مثلاً..الروح بتمشي اما الشئ التاني الي بيخرج ده بيفضل في
المكان..طب وبمناسبة الكلام عن الموت والجثث..مين من الي بيسمعنا دلوقتي مبيخفش
يروح بيت العيلة وينام او يقعد في اوضة مات فيها حد من قرايبة..اكيد حصلت عندكم
حالات وفاة في البيوت وكنتوا بتبقوا خايفين تخشوا المكان ده صح ؟؟
وعلي سبيل القصص الحقيقية من فترة طويلة كان
في شخص اسمه مارك عمه كان تعبان جداً ومكانش متجوز ولما والد مارك حس اني اخوة
خلاص بيشطب قرر يجيبه يقعد معاهم الفترة دي في بيته..وفعلاً فترة بسيطة وكان عم
مارك مات..الولد بيحكي وبيقول:اني التلات تيام الي بعد وفاة عمه كان كل يوم بليل
وهو نايم علي السرير الي مات عليه عمه..كان بيحس بهزة غريبة في السرير جمبه كأني
حد نايم وبيتقلب او بيتحرك..وبيقول في مرة كان نايم..شاف عمه داخل من باب الاوضة
وبينام جمبه علي السرير الولد فضل مشلول مكانه مش قادر يتحرك او يعمل حاجة نهائي..وبعد
ما التلات تيام خلصوا..الموضوع اتنقل من حيز الزمان والمكان الي حيز الاحلام..كان
بيشوف عمه كل يوم في احلامه..انه ماشي في طريق عادي جداً ومارك ماشي وراه..لحد ما
العم يقف ويلف وشه لمارك ويديله حاجة غريبة في ايده مكانش بيقدر يعرف ايه هي
الحاجة دي ؟؟
فضل الحال علي مارك بالشكل ده و بيحكي لكل
الي بيقابلة اوي يعرفة وحكي لابوة وامة بس لاحياة لمن تنادي..باباه لما سمع الكلام
ده اتعصب عليه جداً..وقعد يقوله حرام وعيب الي بتحكية ده ومينفعش تجيب سيرة
الميتين بكلام وحش..بعد مرور الاربعين بتاع عمه..مبقاش يشوفه خالص.لا في احلامه
ولا في الواقع ولا في أي حته خالص..بس في حاجة فضلت بتحصله لحد يومنا هذا وهي انه
بليل بيصحي علي صوت سريرة وهو بيتهز كأني حد بيتقلب وراه ايه السر ؟؟ مكانش في سر
واضح او حجة منطقية تفسر الي بيحصل ده..بس في النهاية مارك اتحول لمريض نفسي محتاج
يتعالج..محتاج حد يسمعه بدل مايتجنن اكتر واكتر...
خلونا نرجع لمصر تاني ونسمع حكاية غريبة علي
لسان طبيب بأحدي المشارح الكبري في محافظة البحيرة..بيقول انهم من فترة طويلة
جالهم بلاغ بوجود جثة ملهاش ملامح في جنينة كبيرة هناك وبالتقريب من شكل الجسم
وحالته اني ده شاب في العشرينيات من عمره وكان معاه كتب للجامعة الي بيدرس
فيها..بيقول انهم راحوا ونقلوا الجثة وطبعاً النيابة طلبت منهم تشريح الجثة في
اسرع وقت ممكن وكتابة تقرير جيد بيفسر الجثة دي ماتت ازاي؟؟..الطبيب ده بيقول اني
الجثة كانت مشوة تماماً..زي مايكون حد جاب سكينة او سلك خشن وقعد يشوة في الوش
وباقي الجسم كله..يعني فكرة اننا كنا نعرف شكل الجثة دي او حتي بعض الملامح
البسيطة الي ممكن تحل اللغز كان مستحيل والي صعب الموضوع اني الشاب ده مكانش معاه
لا بطاقة ولا أي اثبات شخصية حتي كتب الجامعة بتاعته مكانش كاتب عليها اسمه..من البشاعة
كمان اني حتي الايدين كانت مشوة لاخفاء البصامات...الي عمل كده اكيد حد مش
طبيعيي..
الدكتور بيقول انه شرح الجثة دي هو وواحد
زميلة وللأمانة هو مقالش أي حاجة غريبة..لا التشريح مر بسلام رغم خوفهم من منظر
الجثة المرعب..ومحصلتش أي خوارق..التقرير اتكتب والنيابة العامة قدرت توصل لصحاب
الجثة دي وامرت بدفنها فوراً..بس الدكتور ده بيقول انه من ساعة الموضوع ده وهو
بيحلم أحلام مزعجة جداً..بيشوف نفسه بيجري من كائنات ملهاش شكل بس ليها صوت
مخيف..بيحس بحاجات بتخنقه بتحاول تموته..وفي بعض الأحيان بيحس بكائنات بتحاول
تتواصل معاه تبلغه رسالة تقوله سر ممكن يكشف القضية الغريبة الي تم تأيدها ضد
مجهول وعدم معرفة سبب واضح..والدكتور بيكمل وبيقول في مرة واسمحولي اتكلم واحكي
علي لسانة
بيقول:انا صحيت في يوم ونزلت المستشفي وخلصت
يومي عادي وكان عندي نباطشية بليل في المشرحة..عملت شاي وقعدت علي باب الدخول اشم
شوية هواء نقي بدل الهواء الملوث بريحة الدم..وانا قاعد سمعت صوت البوابة بتاعت
المشرحة بتتفح قمت من مكاني وروحت اشوف في ايه ؟؟ بس ملقتش حد..بصيت حواليا الدنيا
كانت ليل ومكانش في نفس لنملة ممكن تعدي من هنا..اما البوابة فالقفل الحديد بتاعها
كان مفتوح..ندهت علي البواب والي جيه بدوره واستغرب اني القفل مفتوح وقفله وقالي
يادكتور انا قفلت القفل ده النهارده بتاع اربع مرات ومش عارف مين الي بيفتحه؟؟
قولتله:يعني ايه مش المفروض تبقي صاحي ومركز
افرض في حرامية
قالي:يابيه منا صاحي ومركز بدليل انك لما ندهت
جيتلك من جوه بسرعة..بس القفل ده كل شوية حد يفتحه وانا اقفله..اعوذ بالله من
الشيطان الرجيم
قولتله:اه انت هتشتغلي بقي في جو العفاريت
وقصص احمد يونس الي ملهاش أي اساس من الصحة
قالي:اسف يادكتور انا هقعد هنا اهو ومش هدخل
جوه لحد ما اعرف مين الي بيفتح القفل..
سيبته ودخلت جوه احط كوباية الشاي
الفاضية...وساعتها لمحت حد كان بيتحرك جوة في المشرحة وبيفتح باب الغرفة بتاعت
التلاجات..علشان اكون دقيق الي شوفته اني الخيال ده اختفي والباب بيفتح
لواحدة...جريت بسرعة علي هناك وقعدت اقول:مين الي بيفتح الباب مين هنا ؟؟؟
بس مجاليش أي رد اطلاقاً..روحت وقبل ما اقفل
الباب بصيت جوه ولاقيت باب التلاجة مفتوح وخارج طرولي والجثة الي كانت عليه مش
موجودة..دخلت وبصيت بس ملقتش اثر لحاجة..وانا برجع لمحت رجل سودة بتتسحب وبتخرج
برة المشرحة والنور قطع عليا وانا جوة لواحدي...معرفش ايه الي حصل بس في ثواني من
الرعب كنت برة المشرحة...اخدت بعضي وانا بترعش وروحت..اول مرة في حياتي كنت ممكن
اشوف حاجة زي دي..ولما روحت تاني كان كل شئ طبيعيي جداً ومكانش في جثث ناقصة ولا
حتي باب الغرفة اتفتح نهائي...حاولت محكيش لحد الي حصل وقررت اخد اجازة اريح بيها اعصابي...مضيت
الاجازة من المدير العام للمشرحة...واخدت بعضي وانا بخرج من المشرحة..لاقيت عم
وحيد البواب الي اتكلمت معاه امبارح..نازل من تاكسي اجرة ومعاه شنطة
قولتله:انت كنت فين ياعم وحيد
قالي:انا لسه راجع من السفر يادكتور والله
وحشتني انت والمشرحة والدكاترة
قولتله:امال مين الي كان معايا امبارح ؟؟
ساعتها الراجل بصلي اني مجنون وسابني ومشي...
لحد هنا حكاية الدكتور بتخلص..مافيش حل للي
حصل ده واكيد محدش عمره هيصدق..بس الجثث الي بتحاول تتواصل معانا ده شئ مؤكد حكاه
دكاتره كتيرة اوي في مذكراتهم وفي قصص ليهم..في النهاية دكاترة التشريح في مصر وفي
أي حته في العالم بيشوفوا وبيلمسوا وبيتعاملوا مع الجثث اكتر ما بيتعاملوا مع
البشر..وده شئ صعب جداً محتاج قلب يستحمل ميت بالمعني الحرفي للكلمه..
في نهاية ملفنا السري النهاردة هيفضل موضوع
الموت والمقابر والمشارح واي حته ممكن تتواجد فيها جثة غريبة الاطوار او
طبيعية..هيفضل كل ده غامض للغاية مافيش تفسير مافيش حدث مناسب يقدر يقول او يجزم
بخطر الجثث والأرواح..هنفضل من النهاردة لحد اخر يوم في عمرنا نبحث وندور ورا
العلاقة الي بين تواجد الجثث وتواجد الجن لاني العلاقة دي وثيقة جداً..مش معني كده
اني كل الي بيموت بيطلع مكان جثته عفريت لاطبعاً الكلام ده مش منطقي..بس خلونا
نجزم ونفسر حاجة بسيطة..اني في جزء كبير من البشر لما روحهم بتطلع فوق بيحصل
بسببهم لعنات وظهورات مرعبة ومفزعة والي بيشوف او بيحس هو الخاسر الأول
والوحيد..خلوني برضة في النهاية افكركم بحاجة قمة القساوة الي بيشوف جن او عفاريت
او أي حاجة غريبة من الكلام ده بيفضل طول عمره قدامه منظر الشئ الغريب الي
شافه..وهو بياكل وبيشرب وهو خارج وهو قاعد لواحدة وهو بيفكر وهو نايييييم هيفضل
المشهد يتجسد قدامه ويفتكره بكل تفاصيله..في النهاية هيتحول الانسان الي بيشوف او
بيحس الي روح معذبة في الأرض..بيخاف ينام لواحدة بيخاف يقعد لواحدة..النور لازم
يبقي منور علي طول في كل اركان الشقة..ولحد ما ربنا هيفتكر الشخص ده هيكون شاف
المر..فبتالي بلاش دايماً تدوروا ورا الجثث والمقابر والمشارح او الجن بشكل
عام..لاني الذكره الي بتتشاف عمرها ماهتتمسح من الذاكرة وهتفضل مدي الحياة متعلقة
في حبل الذكريات اللعين...