رواية حكواتى الليل – رفيق شامى
ثلاثة وعشرون ناشراً ألمانياً رفضوا طبع هذه الرواية.
لم يخطر ببال أحد منهم أن قصة عن دمشق٬ وعن الحديث
الشفهي٬ تهم أي قارئ ألماني٬ فالأدب العربي كان آنذاك
قارة مجهولة. وكان رفيق شامي كاتباً مغموراً نشر سبعة
كتب لم تلق نجاحاً يذكر. وبعد عنا ٍء٬ أخذ مدير جديد لإحدى
دور النشر النص٬ وأوكل أحد خبرائه بتنقيح الكتاب٬ فقصقص
أجنحة القصة الدمشقية ليحولها إلى رواية أوروبية صغيرة
لطيفة لا أثر فيها للشفاهية.
كانت تلك اللحظة حاسمة في مسيرة رفيق شامي الأدبية.
بعد تفكير دام ثلاثة أيام أبلغ الناشر أنه يرفض هذا التنقيح
وأنه لا يريد تغيير سطر من أسطر الكتاب وكانت المفاجأة
أجابه الناشر أنه عندما قرأ اقتراحات المحقق قال له: لن
يقبل بهكذا مسخ لرواية أي كاتب يحترم نفسه. لذلك قرر
أن يوكل رجلاً آخر بتدقيق لغة النص فقط والحفاظ عليها
أن يوكل رجلاً آخر بتدقيق لغة النص فقط والحفاظ عليها
كما رواها رفيق شامي. وهكذا كان.
صدر هذا الكتاب في تشرين الأول (أكتوبر) 1989م وبيع
منه خلال السنة الأولى 200 ألف نسخة وبيعت حقوق
الترجمة لـ 22 لغة. وبعد ثلاث سنوات حصد الكتاب ست
جوائز أدبية وتجاوزت طبعاته حتى اليوم المليوني نسخة
قالوا عن الرواية
واخيراً إنتهت رحلتنا الدمشقية في ليالي الحكواتية الجميل ..
سليم العربجي الذي لم يتوقف يوماً عن سرد القصص المبهرة التي
كان يلتقطها مرة من الواقع وأخرى عن عالمه الخيالي الثري٬ ألهم
هذا الحكواتي البسيط بمقدرته الأدبية الفريدة ألباب أبناء حارته
وفتح شهيتهم دوماً إلى الاستماع لقصصه والتماهي في سحره
القصصي.. بدا أنه في لحضة من الزمن قد فقد مقدرته على الكلام٬
بدا وكأنه قد فقد كل حواسه بضربة واحدة.. كان يرى ويسمع ويتكلم
ويشعر ويحيا بفعل تلك القصص التي كان يسردها على مسامع أهل
حارته وأصدقائه ويرى تأثير ذلك السحر القصصي الذي يسري في
نفوسهم .. إجتمع أصدقائه السبعة على أن يعيدوا إليه النطق من
خلال محاولات كثيرة وأنتهى بهم الرأي أن يقوم كل فرد منهم بسرد
قصة قد تعيد سليم إلى سابق عهده .. تتضمن الرواية العديد من
قصة قد تعيد سليم إلى سابق عهده .. تتضمن الرواية العديد من
القصص الخلابة المحفزة حقاً لرحلة إلى عالم متناهي الخيال
والجمالية الواقعية..