البدع والهراطقة فى هذا العصر
أولاً : بدعة الملك
الألفي الحرفي
صاحبها نيبوس الأسقف من اساقفة الأقباط بالفيوم , يدعي أن المسـيح
سيحـكم علـى الأرض ألف سنة حرفيا .
قام البابا ديونيسيوس البطريرك القبطى بمقاومة هذه البدعة .
كما قاوم أوريجينوس أيضا هذه الفكرة في عهده من قبل.
ثانياً : بولس السميساطى بطريرك العراق
قال بولس السميساطى وكان يشغل منصب كهنوتى كبير كبطريرك العراق كأن كلمة
الله حل في المسيح بعد ولادته وفارقه في الآلام حُرم وعُزل من البطريركية.
ثالثاً : بدعة ماني الفيلسوف
ادعى مانى الفيلسوف أن الباراقليط
مكمل الفداء ادعى أنه يوجد إله النور وإله الظلمة الشيطان الذي خلق الإنسان.
كما أدعى مانى أن المسيح لم يكن له جسـد حقيقي وظن اليهود أنهم صلبوه .
رابعاً : الخلاف على عماد الهراطقة
مصر والكنـائس الشرقية رفضت معمـودية الهراطـقة، وأوجبـت معمودية من ينضم
منهم ويؤمن افيمان الأرثوذكسى
كنيسة روما والغرب قبلتها ولا تعيد معمودية المنضمين منهم.
حسمت الأفكار في مجمع نيقية حسب فكر الكنيسة القبطية.
أما من بخر للأوثان زمن الاضطهاد فلا تعاد معموديتهم بل تقبل توبتهم فقط .
.
====================================================
البدع والهرطقات التى
قامت ضد المسيحية
أولاً
: الخلاف على عيد الفصح
كنائس آسيا كانوا يعيدون الفصح والقيامة يومي 14، 16.
في مجمع نيقـية أقـروا رأي الكنيسة القبطية.
وضع البابا ديمتريـوس الكرامـة لتحـديد عيـد الفصح في كل عام.
في سنة 1582م حـذف بابا رومية إغريغوريوس 10 يـوم مـن التقويـم اليوناني فصار
الاختلاف الحالي في موعد العيد في الغرب ( يراجع ايضاً موضوع التقويم القبطى
فى هذا الموقع ) .
ثانياً
: باسيليوس
من أتباع الغنوسية ادعى أن المسيح عندما أرادوا أن يصلبوه اتخذ صورة سمعان
القيرواني وأعطاه صورته فصلب
سمعان لا يسوع نظراً لعدم تصديقهم بأن صاحب هذه المعجزات لا يصلب ويموت هكذا
بالرغم من وجود نبوءات موجوده فى كتب اليهود الموحى بها والتى ما زالت فى يدهم حتى
الان ومن أشهرها النبوءات الموجوده فى كتاب أشعياء النبى اليهودى . أمـا يسـوع
فصـعد إلـى السـماء [من هذا أخـذ عثمان بن عفان هذه البدعة ووضعها فى قرآن
المسلمين ولكن المفسرين لم يثبتوا على رأى واحد فيمن هو الذى وضع عليه شبه المسيح
]
كما أن هذا ادعاء أن سمعان القيروانى أخذ
صورة السيد المسيح ليس له سند فى آيات الكتاب المقدس وأن هذا العمل الرخيص يدخل
تحت بند خداع ومكر ودهاء إله وهذا الإله المخادع والماكر لا يخدع أو يمكر على
الناس فهو إله بعيد تماماً عن إله المسيحية ويدخل هذا العمل تحت بند الأعمال
الشيطانية أو نوعاً من أنواع السحر والسحر هى أستعمال قوة شريرة فى التأثير على
الناس وهذا ضد عمل وصفات الإله الحقيقى ولا شك ان سمعان كان معروفاً لأنه كان
عملاق وأن المسيح ضرب وآثار الجروح من الضربات ظاهرة عليه أى أن هناك فروق ظاهرة
وواضحة بين الأثنين ولما فند المسيحيين هذه البدعة قال المسلمين ربما شخص آخر وأنتهت
تعليقاتهم كما تنتهى دائماً بـ الله اعلم .
.
====================================================
ؤ
البدعة ( الهرطقة ) الغنوصية / الغنوسية / الغنوسطية
البدعة ( الهرطقة ) الغنوصية /
العارفين بالرب
أسم الغنوسية
يعنى المعرفة أو البصيرة
كلمة "غنوص"
gnōsis، التى أطلقت على هذه الطائفة هى كلمة
اليونانية تعنى
"معرفة" أو "بصيرة" ,
وأُطلِقَ هذا الإسم على طائفة دينية لها فكر
فلسفى ليس لها تنظيم معين ازدهرتْ في القرنين الأول والثاني للميلاد وخاصة فى مصر
حتى عصر أثناسيوس الرسولى , وكانت الإسكندرية بمصر أهم مراكز الغنوصية أو الغنوسية
فقد عثر على كتاباتهم من ضمن مخطوطات نجع حمادى الشهية (الصورة الجانبية أحدى
أوراق مجموعة نجع حمادى ) (1) والغنوصية كلمة يونانية تعني المعرفة أو
الحكمة.
وقد اطلقت الجرائد التى تصدر فى مصر عن هذه
الفئة الغنوسية أسم " العارفين بالله"
المذهب أو
البدعة الغنوسية المصرية
يقول القس منسى يوحنا تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة
سنة 1982 م الطبعة الثالثة ص 23 الغنوسطية
أى مذهب التوليد وقد نشأت فى فلسطين أو سوريا عند ظهور الدين المسيحى , ولم يكن
مذهب الغنوسطيين إلا خلط ما بين المسيحية والأديان الوثنية القديمة , وأنشأوا له
مدرسة فى الأسكندرية فى أوائل القرن الثانى الميلادى وأعتنقة بعض المصريين , ولكن
الغنوسطية المصرية كانت تختلف عن الغنوسطية الأسيوية فقد أعتقد المصريون أن المادة
أبدية وحيوية أيضاً , وكانوا يعتقدون أن المسيح هو شخصان .. الأنسان يسوع وابن
الله أو المسيح - فالمسيح الشخص الإلهى زعموا أنه دخل فى يسوع الإنسان حين أعتمد
من يوحنا وتركه حين قبض عليه اليهود .
وكانوا يعتقدون أن للمسيح جسداً حقيقياً لا وهمياً مع أنهم لم
يتفقوا على ذلك , ووضعوا شرائع أخرى تبيح بفساد أميال البشر , وقد أنقرضت هذه
البدعة أو الهرطقة فى أواخر القرن السادس .
لماذا درس
عالم ألمانى الغنوسية ؟
أشتهرت الهرطقة أو البدعة الغنوصية بعد
قام البروفيسور كورت رودولف وهو من من أبرز العلماء الألمان الذين اهتموا بتاريخ
الأديان وفلسفتها بعد كتب عدة كتب منها كتابه الشهير "الغنوصية: طبيعة وتاريخ
الغنوصية" (الترجمة الانكليزية 1987), و الكتب الأخرى هى كتاب
"المندائيون" (بالألمانية 1960-1961 في مجلدين), وكتاب آخر بالانكليزية
عن المندائيين (لايدن 1978) ومن المعروف ان البروفيسور كورت رودولف قام بالتدريس
فى جامعات أميركية عديدة كما شغل منصب بروفيسور في جامعة فيليبس في مدينة ماربورغ
الألمانية قبل تقاعده . , وقام ايضاً بترجمة أحد كتبهم الدينية "ديوان
نهرواثا" (أي ديوان الأنهر, برلين 1982). وأصبح البروفيسور كورت رودولف عضوا
فخرياً مدى الحياة في الاتحاد الدولي لتاريخ الأديان .
ويرجع إهتمام البروفيسور كورت رودولف
بالغنوصية لأنه كان لها علاقة بالمعرفة الخاصة بأصل النفس البشرية وبكيفية عودة
النفس الى عالم النور . ويعتقد أن الأقباط وهراطقة مسيحيين آخرين قاموا بنسخ
مخطوطات الغنوصيين فى القرون اللاحقة لهذا السبب بعينه , وقد تأثرت فئات أو
مجموعات من البشر بالأفكار الغنوصية تعود الى القرن الأول الميلادي, ويرجح بعض
المؤرخين إلى أنها كانت موجودة في فترات أقدم, لكن بالتأكيد عاشت هذه
الجماعات عصرها الذهبي في القرنين الثاني والثالث الميلاديين.
الفلسفة
الغنوسية
وفكر الغنوصية هو فى الأصل خليط من أفكار
مسيحية ويهودية وإغريقية وثنية , . فالثقافة اليونانية الغربية القديمة التى كانت
قبل المسيحية تمازجت بالمصرية الشرقية . هذه الجماعات أنتشرت وعاشت في مناطق
متفرقة من مصر , وكان يقودها أسقف بتنظيم صارم كالبابا , وعندما كان هؤلاء
الغنوصيين يعيشون فى مجموعات قليلة متفرقة كان يراسهم كاهن وكان كثير من الغنوصيين
من النساك ويؤكد
بعض المؤرخون أن الغنوصية هى خليط من فكر فارس? وحكمة مصر والفلسفة الأفلاطونية
(2)
يقوم الفكر الفلسفى على التأمل وتجيب
الغنوسية على :" الأسئلة الأساسية عن الوجود أو عن
"الوجود–في–العالم" Dasein، بمعنى: مَن نحن
(كبشر)؟ .. من أين أتينا؟ .. إلى أين نتَّجه؟ – تاريخيًّا وروحيًّا " (3)
الغنوسية تجيب
من أين أتينا ؟
العالم – الكون المادي – وفقًا للغنوصيين،
هو نتيجة لخطأ أصلي من جانب الكائن فوق الكوني، السامي الألوهية، الذي عادة ما
يُطلَق عليه اسمُ صوفيا (الحكمة) التى هى "الكلمة" Logos. هذا
الكائن يوصف باعتباره الفيض الأخير لتراتبية إلهية، تُدعى "الملأ
الأعلى" Plērōma أو "الكمال"، على رأسها يقيم الإلهُ الأسمى، الواحد
المتعالي على الوجود. خطأ صوفيا – الذي يوصف كرغبة طائشة في معرفة الإله المتعالي
– أدَّى إلى "أقْنَمَة" [= تحويل إلى أقنوم] رغبتها على هيئة مخلوق نصف
إلهي، جاهل أساسًا، عُرِفَ بالـديميورغوس (من الإغريقية: Dēmiourgos، "الباري")، أو يلضباؤوث Ialdabaoth، هو
المسؤول عن تكوين الكون المادي. هذه الصنعة الماهرة هي في الواقع محاكاة لعالم
الملأ الأعلى؛ لكن الديميورغوس يجهل ذلك ويُعلِن نفسه بكلِّ اعتداد بوصفه الإله
الأوحد الموجود. عند هذه النقطة، يبدأ النقد التنقيحي الغنوصي للكتب المقدسة
اليهودية، كما يبدأ الرفض العام لهذا العالم بوصفه نتاجًا للخطأ والجهل، ويبدأ افتراض
وجود عالم أعلى تعود إليه النفسُ الإنسانية في المآل.
مَن نحــن؟
إن الإجابة عن هذا السؤال تتضمن تعليلاً
(الكلمة) لطبيعة النفس psukhē ؛ ومحاولةُ تقديم
إجابة عن هذا السؤال أطلق عليها "علم النفس" أو ممارسته فى العصر الحديث
– وهو يقدم تعليلاً للنفس أو الذهن psukhē
في اللغة اليونانية القديمة، كلمة تطلق على معنيين فى آن واحد الأول على النفس،
كمبدأ الحياة، ويطلق أيضاص على الذهن، كمبدأ العقل.
لقد ميَّز كارل يونغ – اعتمادًا على
النظريات الغنوصية الأسطورية – الوعي الموجَّه موضوعيًّا بالجزء المادي أو
"الجسدي" من الجنس البشري – أي، بحسب الغنوصيين، ذلك الجزء من الإنسان
المشدودَ إلى الدورة الكونية للكون والفساد والخاضع لقيود الجَبْر والزمن
(4) إن الإنسان الذي يتماهى مع العالم الموجود موضوعيًّا يؤوْل إلى بناء
شخصية أو حسٍّ بـ"ذات"، فيكون، من حيث الأساس، متكلاً كليًّا على البُنى
المتغيِّرة أبدًا للوجود الزمني. وما ينجم عن ذلك من انعدام أيِّ حسٍّ بالديمومة
وبالاستقلالية يؤدي بمثل هذا الفرد إلى اختبار القلق بأنواعه كافة، وفي المآل، إلى
الانصراف عن النماذج السرَّانية ذات المغزى الجمعي للوجود الإنساني لصالح الانكفاء
على سياق ذاتي شخصي وخانق، تستهلك الحياةُ نفسَها في إطاره دون الرجوع إلى أيِّ
مخطط أو نظام أوسع. والقنوط والإلحاد واليأس هي نواتج حياة كهذه.
ما هى الذات
ليست الذات المبنية زمنيًّا هي الذات
الحقيقية: الذات الحقيقية das Selbst هي الوعي الأسمى
الموجود والمتواصل فيما يتعدى كلَّ زمان ومكان الذي أطلق عليه يونغ اسم الوعي
المحض أو الذات، في تمييز قاطع له عن "وعي الأنيَّة"، الذي هو الصورة
المبنية والمحافَظ عليها زمنيًّا للوجود المنفصل (5)
أما أهم تعاليم الغنوصية فهي أنها كانت
تُعلِّم بوجود نوعين من الألوهية:
وهذا الشكل الأخير للوعي "الدنيوي" طابَق الغنوصيون بينه
وبين النفس psukhē، بينما طابَقوا بين الذات أو الوعي المحض وبين الروح pneuma – بمعنى
العقل المنعتق من سياقه وقيوده الزمنية. ولقد كان لهذا التمييز دورٌ هام في الفكر
الغنوصي؛ وقد أخذ به القديس بولس، بصفةٍ أخص في مذهبه في القيامة الروحية (الرسالة
الأولى إلى الكورنثيين 15: 44). والأساس النفساني أو التجريبي لهذا الرأي ، هو
الإقرار بعجز العقل البشري عن تحقيق مساعيه العظمى مادام خاضعًا للقانون وللنظام
الصارم لكوسموس لامبالٍ ومتعالٍ. إن التمييز بين الروح والنفس (الذي يُترجَم إلى
التمييز الأكثر أساسية بين العقل والجسم، وربما يحتِّم هذا التمييز أصلاً) يعيِّن
بداية موقف مُسْتَعْلٍ ومخلِّصي تجاه الكوسموس والوجود الزمني بصفة عامة.
وجــــــود الإنسان
تتضمن الخبرة الأساسية للوجود التي وصفتْها الفلسفةُ التي تُعْرَف الآن بـ"الوجودية"
شعورًا عامًّا بالعزلة والهَجْر Geworfenheit، أي
"الانقذاف" في/إلى عالم لا ينصاع لرغبات الإنسان الأصلية (راجع: جوناس،
ص 336). إن الاعتراف بأن رغبة الإنسان الأولى أو الأولية هي في تحقيق أو ترسيخ ذات
أو "أنا" عيانية (فرد مستقلٍّ ومنفصل موجود ومستمر وسط فيض
"الواقع" الزمني والخارجي وجريانه) يؤدي إلى إدراكٍ مزعج بأن العالم ليس
متجانسًا مع الكائن البشري؛
إذ إن هذا العالم (على ما يبدو) يتبع مسلكه
الخاص – المسلك المخطَّط له والمحرَّك مسبقًا قبل مجيء الوعي البشري بوقت طويل. لا
بل إن النشاط الأساسي للإنسان – أي تحقيق ذات مستقلة ضمن العالم – يُنفَّذ على
تضادٍّ مع سلطان أو "إرادة" (قوة الطبيعة) يبدو وكأنها تُحبِطُ هذا
المسعى الإنساني بامتياز أو تُفسِده على الدوام، بما يقود إلى الإقرار بوجود قدرة
مضادة للإنسان، وبالتالي مضادة للعقل؛ وهذه القدرة، بما أنها فاعلة على ما يبدو،
موجودة حتمًا. غير أن حقيقة أن فعل تلك القدرة لا يتجلَّى كاتصال بين الإنسانية
والطبيعة (أو الموضوعية المحضة)، بل بالحري كسيرورة ميكانيكية للضرورة العمياء، في
معزل عن المسعى البشري، تضع الكائن الإنساني في مقام أعلى. إذ على الرغم من أن قوة
الطبيعة قد تمحق موجودًا فرديًّا بشريًّا ما محقًا اعتباطيًّا بالسهولة ذاتها التي
توجِده بها، فإن هذه القوة الطبيعية ليست واعية بنشاطها. أما العقل البشري، فهو
على العكس، واعٍ بما يفعل. وبهذا تحدث فجوةٌ أو صَدْع – كنتاج للانعكاس – قد
يتمكَّن الإنسانُ من خلاله أن يوجِّه نفسه، لبرهة وجيزة، مع ونحو العالم الذي يوجد
فيه ويستمر. وقد وصف مارتن هيدغِّر تلك البرهة الوجيزة من التوجُّه مع العالم وفيه
(نحوه) بوصفها "رعاية" Sorge، هي دومًا رعاية
واهتمام بـ "اللحظة" Augenblick التي يحدث
فيها كلُّ وجود. وهذه "الرعاية" ["الإنسان هو راعي الوجود"]
تُفهَم بوصفها نتاجًا لإقرار الإنسانية بحتمية كينونتها نحو الموت.
لكن هذا التوجُّه لا يكتمل أبدًا، من حيث إن النفس البشرية
تكتشف أنها لا تستطيع تحقيق غايتها أو تحقُّقها التام ضمن الحدود التي وضعتْها
الطبيعة. وفي حين أن الضرورة المقيِّدة للطبيعة هي حقيقة بسيطة غير قابلة للشكِّ
في نَظَر الوجودي، فإنها، عند الغنوصيين، نتاجٌ لمخطَّطات خبيثة من وَضْع إله
أدنى، هو الديميورغوس، تمَّ تنفيذُها عبر قانون هذا الإله الجاهل وبه. بعبارة
أخرى، فإن الطبيعة، في نَظَر الوجودية الحديثة، لامبالية فقط، في حين أنها كانت
عند الغنوصيين معادية بالفعل للمسعى الإنساني: "إن القانون الكوني، الذي كان
معبودًا ذات مرة كتعبير عن عقل يمكن لعقل الإنسان أن يتواصل معه في فعل التعرُّف،
لا يُرى في حالتنا هذه إلا في مظهره القسري الذي يُجهِض حرية الإنسان."
(جوناس، ص 328). وبذلك يؤول الزمن والتاريخ إلى فهمهما كمنشأ للعقل البشري على
الضدِّ من مفاهيم مثالية عبثية من نحو القانون nomos والنظام cosmos. المعرفة،
من هذا المنطلق، تصير مسعى عيانيًّا – مهمة مخلِّصة للنفس يكلَّف بها الجنسُ
البشري. والذات، إذ تعي نفسها، تكتشف كذلك أنها ليست ملكًا لنفسها حقًّا، بل هي
بالحري أشبه ما تكون بالمنفِّذ اللاإرادي لمخطَّطات كونية. والمعرفة (الغنوص) قد
تحرِّر الإنسان من هذه العبودية. ولكن، بما أن الكوسموس معاكِس للحياة وللروح، فإن
المعرفة المُنجِيَة لا يمكن لها أن تهدف إلى الاندماج في الكلِّ الكوني وإلى الانصياع
لقوانينه: "فعند الغنوصيين [...] لا بدَّ لغربة الإنسان عن العالم من أن
تُعمَّق وتتسنَّم ذروتَها من أجل استخلاص الذات الباطنة التي لا يمكن لها أن تفوز
بنفسها إلا على هذا النحو." (جوناس، ص 329)
إذ ذاك يصير السؤال البيِّن "من أين جئنا؟" أكثر معقولية في محاذاة وضمن
السؤال الأكثر دينامية "إلى أين نمضي؟"
التأويـــــــــل
في سياق التفكير الإغريقي القديم، غالبًا ما تلازمتْ كلمةُ hermēneia (تأويل)
مع كلمة tekhnē (فن)، فيما عُرَف بـtekhnē hermēneutikē، أو "فن التأويل"، الذي ناقشه أرسطو في رسالته في
التأويل Peri
Hermēneias (باللاتينية: De Interpretatione). والتأويل، بحسب أرسطو، لا يقودنا إلى معرفة مباشرة لمعنى
الأشياء، بل إلى مجرد فهمٍ للكيفية التي تؤوْل بها الأشياءُ إلى الظهور أمامنا،
وبذلك يزوِّدنا بمنهاج إلى المعرفة التجريبية، إذا جاز التعبير: "علاوة على
ذلك، يُعَدُّ الخطابُ تأويلاً لأن العبارة الخطابية إنما هي قبضٌ على التعبير
المعنوي الحقيقي، وليست طائفة من الانطباعات المزعومة القادمة من الأشياء
ذاتها." (بول ريكور، تعارُض التأويلات، 1974، ص 4) بهذا المعنى، يجوز أن نقول
إن "فنَّ التأويل" طريقةٌ تاريخية بامتياز لفهم الواقع أو للتفاهم معه.
بعبارة أخرى، بما أن "تعبيرنا" هو دومًا طرح، أي خروج من الأشكال أو
النماذج الجاهزة للواقع باتجاه استعمال حيٍّ لتلك النماذج مع الحياة وفيها، إذ ذاك
فإننا، بوصفنا كائنات إنسانية مستمرة في عالم الصيرورة، مسؤولون، في التحليل الأخير،
ليس عن الحقائق الأبدية أو "الأشياء في ذاتها"، بل فقط عن الصور التي
تتخذها تلك الأشياء ضمن سياق وجودٍ حيٍّ ومفكِّر. إذن، فالمعرفة أو الفهم لا
يتناولان الأشياء السرمدية والأبدية في ذاتها، بل بالحري السيرورة التي تنكشف من
خلالها الأشياءُ – أي الأفكار والموضوعات والأحداث والأشخاص إلخ – ضمن السيرورة
الوجودية أو الأونطولوجية للصيرورة المعرفية. فالانتباه إلى السيرورة وإلى انبثاق
المعنى يحدث على المستوى الاختباري الأكثر مباشرة للوجود البشري؛ وبالتالي فهو لا
يتصف بأية صفة ميتافيزيقية. غير أن ولادة الميتافيزيقا قد تتعيَّن ضمن البِنية
الأصلية أو الظاهرية للخبرة الأساسية "الخام"؛ إذ إن العقل البشري مفطور
على تنظيم معطياته وترتيبها بحسب مبادئ عقلانية.
بيد أن السؤال الذي سينطرح حتمًا هو عن أصل اشتقاق تلك المبادئ العقلانية: أهي
نتاج مشتق من العالم الظاهري للتجربة؟ أم أنها، على نحو ما، مستوطِنة للعقل البشري
بما هو كذلك، وبالتالي أزلية؟ إذا اتخذنا السؤال الأول إجابةً نصل إلى
الفينومينولوجيا، التي "تكتشف، بدلاً من ذات مثالية محبوسة ضمن منظومة من
المعاني، كائنًا حيًّا اتخذ منذ الأزل عالَمًا – العالمَ – أفقًا لكلِّ مقاصده"
(ريكور، ص 9). وبحسب الصياغة العامة المعاصرة أو "ما بعد الحداثية"، فإن
مثل هذا "الكائن الحي" مقود دائمًا وفقط، بشكل مقصود، نحو عالَم أو فلك
تعددي، حيث النشاط البشري نفسه يصير الهدف الأوحد للمعرفة، في معزل عن أية مُثُل
أو ترسيمات ميتافيزيقية "متعالية". من جانب آخر، فإن الغنوصيين، الذين
اشتغلوا ضمن السؤال الثاني وعليه وأعطوا عنه جوابًا إيجابيًّا – وإن يكن مشوبًا
بشيء من الشاعرية الميثولوجية – يذهبون إلى أن المبادئ العقلانية، التي تبدو
وكأنها مستمَدة من مجرد التَّماس مع الواقع المحسوس، تُعَدُّ تذكيرات بوجودٍ موحَّد
هو إمكانية أبدية، مُتاحة لأيِّ فرد قادر على التسامي فوق عالم التجربة والسيرورة
هذا – أي عالم التاريخ – لا بل على خَرْقه. وهذا "الاختراق" عبارة عن
فعل موازنة النفس ضمن التاريخ وفيه، وعن توجيه النفس نحوه، بوصفه نَوَسانًا بين
الماضي والحاضر، فيه يتمالك الفردُ نفسَه للأخذ بأحد خيارين: إما الخضوع لفيض
وجريان وجود كوني خارج عن مركزه بالدرجة الأولى، أو الكفاح في سبيل إعادة الاندماج
في الألوهة، التي يكاد ألا يستذكرها والتي هي أشد إبهامًا من الإدراكات المباشرة
للواقع.
"إلى أين نمضـــــــــــــي؟"
هذا التساؤل يقع في اللبِّ من التفسير
الغنوصي؛ وهو بالفعل يلوِّن ويوجِّه سائر محاولات التوافق، ليس فقط مع العهد
القديم اليهودي الذي مثَّل النصَّ الرئيسي الذي أعمل فيه الغنوصيون تأويلهم، بل مع
الوجود بعامة أيضًا. إن المقترَب التأويلي المعياري، في كلا عصرنا الحالي وفي
الأزمنة الهلينية المتأخرة، هو نهج التلقِّي – أي التعاطي مع نصوص من الماضي
تعاطيًا يحكمُه، من جهة المؤوِّل، اعتقادٌ بأن هذه النصوص تنطوي على ما يمكن لنا
أن نتعلَّمه. وسواء كنَّا نكافح من أجل تخطِّي "أحكامنا" وافتراضاتنا
المسبقة، التي هي النتيجة الحتمية لانتمائنا إلى موروث معيَّن عن طريق الفعل
التأويلي (غدامر)، أو كنَّا نسمح لأحكامنا المسبقة بتشكيل قراءتنا للنص، فإننا، من
جراء فعل "استهتار إبداعي" (بلوم)، ما نزال نعترف، على نحو ما، بما ندين
به للنصِّ الذي نتعاطى معه أو باتِّكالنا عليه. أما الغنوصيون، في قراءتهم للكتاب
المقدس، فلم يعترفوا بمثل هذا الدَّيْن؛ إذ إنهم اعتقدوا بأن الكتاب العبري
صُنِّف، بوحي من إله خالق أدنى dēmiourgos، مليئًا
بأكاذيبٍ القصد منها تشويش عقول وأحكام البشر الروحانيين pneumatikoi الذين عزم هذا الديميورغوس على استعبادهم في هذا الكوسموس المادي.
وبالفعل، بينما ينطوي منهج التلقِّي التأويلي على وجود شيء ما نتعلَّمه من النص،
فإن الطريقة التي استعملها الغنوصيون (التي يمكن تسميتها منهج "الوحي")
تأسَّست على فكرة أنهم – أي الغنوصيين – تلقَّوْا وحيًا "فوق كوني"، إما
على هيئة "نداء" أو رؤيا أو حتى، ربما، من خلال إعمال الجدل الفلسفي.
وهذا "الوحي" كان هو معرفة (غنوص) أن الجنس البشري غريب عن هذه الدنيا
وأن له "مسكنًا سماويًّا"، في "الملأ الأعلى" plērōma، حيث تصير
الرغباتُ العقلانية للعقل البشري إلى إيناعها التام الكامل. انطلاقًا من هذا
الاعتقاد، فإن المعرفة كلَّها مُلْك للغنوصيين أولاء، وكلُّ تأويل للنصِّ الكتابي
إنما غايته تفسير الطبيعة الحقيقية للأشياء بالكشف عن أخطاء الديميورغوس
وتحريفاته. وهذا المقترَب تَعامَل مع الماضي كشيء تمَّ تجاوزُه أصلاً، لكنه ما
ينفك "حاضرًا" مادام بعض أفراد الجنس البشري يكابدون تحت الناموس القديم
– أي ماداموا يقرأون الكتاب المقدس قراءة المتلقِّي. أما الغنوصي، مادام يحيا في
الدنيا بوصفه كائنًا موجودًا، فهو، من ناحية أخرى، حاضر ومستقبل في آنٍ معًا – أي
أنه يجسِّد في ذاته الديناميةَ الخلاصية لتاريخٍ على قطيعة مع قيد الماضي الاستبدادي،
وَجَدَ حرية ابتكار نفسه من جديد. لقد فهم الغنوصي نفسَه بوصفه، في آنٍ معًا، في
القلب من التاريخ، وفي نهايته، وفي نقطة الأوج منه؛ وهذه الفكرة أو المثال انعكس
انعكاسًا قويًّا للغاية على التأويل الغنوصي القديم. فلننتقلْ الآن إلى مناقشةٍ
للنتائج العيانية لهذا المنهج التأويلي.
1.2: الميثولوغوس الغنوصي
الفكرة أو المفهوم الغنوصي ليس ابن منهاج أو نظرة فلسفية إلى العالم؛ إذ إن الرؤية
الغنوصية للعالم تأسَّست بالحري على حَدْس بوجود هوَّة جذرية، تبدو غير قابلة
للردم، بين عالم المكابدة pathos، من جانب، وبين عالم
الكينونة الحق، أي الوجود في مظهره الإيجابي والخلاق والأصيل. والمشكلة التي
واجهها الغنوصيون هي كيفية تعليل مثل هذا الحدس الجذري ما قبل الفلسفي. وهذا الحدس
هو "ما قبل فلسفي" لأن الخبرة الخام للوجود، في عالم مُعادٍ لأشواق
الجنس البشري، يمكن لها أن تُسلِسَ ذاتها للعديد من التأويلات؛ ومحاولة التأويل قد
تتخذ شكل إما "القصة" muthos أو "العقل"
logos: إما مجرد ترجمة وصفية للخبرة، وإما رواية مرتَّبة عقلانيًّا لمثل
هذه الخبرة، تتضمَّن شرحًا لأصولها. وقد قُيِّض للتعليل الإغريقي القديم لهذه
الخبرة أن يدعوها "رهبة" أو "دهشة" أولية، يشعر بها الإنسان
وهو يواجه العالم الذي ينتصب بكلِّ هذا الاستقلال عنه، ثم يضع هذه الخبرة كبداية
للفلسفة (راجع: أرسطوطاليس، الميتافيزيقا، 982 ب 10-25 وأفلاطون، ثيئيطيطس، 155
د). لكن الغنوصيين رأوا هذه "الرهبة" بوصفها نتاجًا لاختلال جذري في
تناغمِ عالمٍ دائم فيما يتعدى الصيرورة – أي فيما يتعدى "الصيرورة"
بمعنى "المعاناة" pathos أو "ما
يُكابَد".
تتوافق "القصة" دائمًا مع الترجمة "الفورية" التي قام بها
امرؤٌ كابَدَ مكابدةً مباشرة تأثيرَ حَدَثٍ ما؛ وهي دومًا تعليلٌ لشيء معروف
أصلاً، وبالتالي تحمل ادِّعاءها الحقيقةَ بين طياتها، مثلما أن فورية حَدَثٍ ما
تحول دون أيِّ شكٍّ أو تشكيك فيه من جانب مكابِده. أما "العقل"، من
ناحية أخرى، فهو نتاج تفكُّر dianoia متأنٍّ، يحيل، من حيث
حقانيَّته، ليس إلى اللحظة الفورية لـ"التقاط" الظاهرة prolēpsis، بل إلى
لحظة التفكُّر التي يبلغ المرءُ في أثنائها معرفةً مفهومية للظاهرة ويكون أول مَن
يعرفها بما هي كذلك – وذلكم هو "الغنوص": البصيرة. والنتيجة المباشرة
لهذا الغنوص هي الانبعاث من حسِّ الوجود كـ"مكابدة" إلى فعلية الكينونة
كـ"شعور" aesthesis – أي تلقِّي الخبرة
والحكم عليها عن طريق معايير عقلانية أو محض إلهية. ومثل هذه المعايير ينبع مباشرة
من "العقل" logos، أو "المبدأ
المنظِّم" الإلهي، الذي اعتقد الغنوصيون أنهم متصلون به عن طريق النَّسَب
الإلهي.
وعلى الرغم من أن الأونطوثيولوجيا (علم اللاهوت الوجودي) الغنوصي تنبسط عن طريق
أسطورة متقنة السَّبك، فإنها أسطورة يُخبِر عنها "العقل" دومًا؛ فهي،
إذن، بهذه المثابة، "ميثولوجيا" حقيقية – أي أنها رواية، عِبْرَ آنيَّة
اللغة، لما هو حاضر أبدًا (عند الغنوصي) كنتاج لتفكُّر ممتاز.
نحن الإنسانيــــــــــــــــة
بحسب الميثولوجيا الغنوصية (عمومًا)، موجودون في هذه الدنيا لأن إحدى
أفراد الألوهة المتعالية، صوفيا (الحكمة)، رغبت في تحقيق كمونها الفطري للإبداع من
دون إذْنٍ من شريكها أو زوجها الإلهي. وكبرياؤها، في هذا الصدد، كان بمثابة مادة
خام، ورغبتُها (التي توجَّهتْ إلى الآب السرِّي المبهم) تجلَّتْ بوصفها يلضباؤوث،
الديميورغوس – مبدأ الكون والفساد المرتد ذاك، الذي عِبْرَ ضرورته الجبرية، يَهَبُ
الكائناتِ جميعًا الحياة، للحظة وجيزة، ثم يقضي عليها بالموت إلى الأبد. غير أنه
بما أن "الملأ الأعلى" ذاته، بحسب الغنوصيين، ليس مستثنى من الرغبة أو الهوى،
لا مندوحة من تدخُّل حَدَثٍ خلاصي أو مخلِّص – أي المسيح، الكلمة،
"الرسول"، إلخ – ينزل إلى العالم المادي من أجل إبطال الأهواء كافة
والارتقاء بـ"الشرارات" الإنسانية البريئة (التي سقطت من صوفيا) إلى
مرتبة الملأ الأعلى (راجع: كتاب يوحنا المنحول [سفر المخطوطات 2] 9: 25-25: 14 وما
بعدها). وإن سيرورة الاندماج من جديد هذه مع الألوهة وفيها هي واحدة من المعالم
الأساسية للأسطورة الغنوصية. والهدف من هذا الاندماج (ضمنًا) هو تأسيس سلسلة من
الموجودات متأخِّرة أونطولوجيًّا عن صوفيا، وهي التجسيد العياني لرغبتها
"المُصدِّعة" – ضمن الحلبة الموحَّدة للملأ الأعلى. فبالفعل، إذا كان
الملأ الأعلى حقًّا هو الامتلاء، الحاوي على الأشياء كلِّها، فلا بدَّ أن يحتوي
المبادئ العديدة لتوق الحكمة. بهذا المعنى يجب ألا ننظر إلى الخلاص الغنوصي كقضية
وحيدة الجانب وحسب: فـ"الشرارات" الإلهية التي سقطت من صوفيا، في أثناء
"آلامها"، هي مظاهر غير مندمجة بعدُ للألوهة. في وسعنا القول، إذن، أن
الإله الغنوصي الأسمى يسعى أبدًا، بالمعنى الهيغلي، إلى تحقُّقه الخاص عن طريق
الوعي الذاتي الكامل (راجع: غ.ف.ف. هيغل، تاريخ الفلسفة، الجزء 2، ص 396-399). لكن
الأمر ليس بهذه البساطة فعلاً: فإله الغنوصيين الأسمى يلد الملأ الأعلى من غير
جهد؛ ومع ذلك (أو ربما لهذا السبب!) يتفق لهذا الملأ الأعلى أن يسلك في استقلالية
عن الآب – وهذا لأن جميع أفراد الملأ الأعلى (المعروفين بالأيونات Aeons) هم
أنفسهم "جذور وينابيع وآباء" (الرسالة المثلثة، 68: 10)، يحملون الزمن
في أنفسهم كشرط من شروط كينونتهم. حين أزعج الاختلال الذي نجم عن رغبة صوفيا الملأ
الأعلى، لم يُفهَم هذا الأمر كاختلال لوحدة مسبَّقة الرسوخ، ولكن بالحري كاختلالٍ
لركود لا يطاق، قُيِّض له أن يُحتَفى به بوصفه إلهيًّا. وبالفعل، عندما نظر
الإغريق إلى السماء للمرة الأولى وأُعجِبوا بانتظام دوران النجوم والكواكب، فإن ما
أُعجِبوا به – بحسب الغنوصيين – ليس صورة الألوهة، بل صورةٌ أو تمثيلٌ لركود
"إلهي"، لقانون ونظام خَنَقا الحرية، التي هي أصل الرغبة (راجع: جوناس،
ص 260-261). إن آلام صوفيا – إنتاجها للديميورغوس، استعباده
لـ"الشرارات" الإنسانية في الكوسموس المادي، الفداء والتجديد اللاحقين –
ليست إلا فصلاً عرضيًّا في الدراما المتفتِّح اللانهائي للوجود الأرضي. ونحن،
بوصفنا بشرًا، اتَّفق لنا أن نكون الضحايا غير المقصودين لهذا الدراما. وإذا كان
خلاصنا، كما يذهب الغنوصيون، عبارة عن صيرورتنا آلهة (بويماندرس، 26) أو
"سادة على الخلق وعلى كلِّ فساد" (فالنتينوس، المقطع و، ليتون)، كيف
نكون واثقين من أنه، في أزمنة قادمة، لن يضع أحدُنا كونًا ملعونًا آخر، مثلما
فعلتْ صوفيا؟
الغنوصية المسيحيـــــــــــــة
كان للفكرة المسيحية القائلة بأن الربَّ قد أرسل "ابنه" الوحيد (الكلمة)
ليتألَّم ويموت من أجل خطايا البشرية جمعاء، وبهذا يجعل الخلاص متاحًا للجميع،
وَقْعٌ عميق على الفكر الغنوصي. ففي المجموعة الواسعة والهامة من الكتابات
الغنوصية المكتشَفة في نجع حمادي (مصر) في العام 1945، ليس ثمة غير حفنة منها من
الممكن أن تكون نشأت في وسط ما قبل مسيحي، هلِّيني يهودي على الأغلب؛ ذلك أن
غالبية هذه النصوص هي كتابات مسيحية غنوصية تعود إلى الفترة من أوائل القرن الثاني
وحتى أواخر القرن الثالث الميلادي، وربما بعد ذلك بقليل. وعندما ننظر في مفهوم
الخلاص ومعناه عند الغنوصيين الأوائل، الذين ركزوا على المظهر الخلاق لوجودنا ما
بعد الخلاصي، يذهلنا التأكيدُ الجريء الذي مفاده أن حاجتنا إلى الخلاص نشأت، في
المقام الأول، من خطأ اقترفه كائنٌ إلهي، هو صوفيا (الحكمة)، إبان قيامها بفعلها
الخلاق (راجع: كتاب يوحنا المنحول [سفر المخطوطات 2] 9: 25-10: 6). وبما أن الحال
هي كذلك، كيف – نتساءل قطعًا – سيكون وجودُنا فيما بعد الخلاص أقل تعرضًا للغلط أو
للجهل، وحتى للشر؟
لقد قدَّمتْ الرسالةُ الجذرية للمسيحية الأولى الجوابَ على هذا السؤال الإشكالي؛
وبهذا التقط الغنوصيون الفكرة المسيحية وحوَّلوها، بقوة فنِّهم القصصي العقلي، إلى
ترسيمة تأملية فلسفية ولاهوتية التركيب.
*** النوع الأول : وهو الإله السامي? أو العظيم? وهذا الإله
يرأس سلسلة كثيرة الحلقات من الآلهة المتميزين الواحد عن الآخر في الدرجة والسلطان
قد انبثعوا سواء من هذا الإله الأعظم أو خرجوا الواحد من الآخر , وهذه الكائنات
سواء كانت منفردة منعزلة أو كانت أزواجاً فإنها كوّنت معاً ما يسمى المجموعة
الإلهية , وقد حدث خلل في هذه المجموعة نتيجة لسقوط أحدها? ولكن هذا الكائن الإلهي
الذي سقط سيرد إلى رتبته وطهارته عندما تتم عملية الفداء,
*** والنوع الثاني : وهو يشبه النوع الأول من حيث النظام
والتكوين? ولكنه يختلف من حيث النوع لأن الذي يرأس هذه المجموعة إله شرير? الإله
الذي خلق المادة? نصف الإله وقد ساعد الإله? وتعاون معه الآلهة الأشرار والمخربون,
والصراع بين إله الشر وأعوانه? وإله الخير وأعوانه مستمر (6)
غير أن المرء ما يلبث أن يجد، بعد أن يقال كلُّ شيء ويُفعَل، أن خطأ صوفيا
واستيلاد كونٍ أدنى هما حدثان يتبعان قانونًا محددًا للضرورة، وأن ما يُسمَّى
ثنوية الإلهي والأرضي هو حقًّا انعكاسٌ وتعبيرٌ عن التوتر المعيِّن الذي يشكِّل
كينونة الإنسانية – الكائن البشري.
أثناسيوس الرسولى وأكليمنضس السكندرى والغنوسية
ويرجع أصول العنوسية إلى القرنين الأول والثاني ق م، مثل المقالات المبكرة للـ
Corpus
Hermeticum ["المجموعة
الهرمسية"]، والكتابات العبرية الرؤيوية – وخاصة الفلسفة الأفلاطونية والكتب
اليهودية المقدسة
وكان من أبرز كبار قادة الغنوصيين فى القرن
الرابع بالإسكندرية هم باسيليدس وكربو كراتس وفالنتينوس. وقد حذر القديس
أثناسيوس الرسولى من خطرهم على العقيدة المسيحية بينما قام القديس اكليمنضس
الإسكندري بوضع دراسات تحليلية لعقيدة فئات غنوصية متعددة وحاول أن يؤسس
"غنوصية مسيحية حقيقية".
التعاليم
الغنوصية
1- تؤمن الغنوصية بالثنائية وتفصل بين العالمين الروحي والمادي.
2- اعتقدت الغنوصية بأن الكون شئ مادي خلق
نتيجة لنزول الحكمة. وقال بعضهم إن العالم هو أصلا من صنع إله مزج بين الإنسان
الأبدي وعناصر الشر. وأن الإله له القدرة على إصلاح العالم . . وقالت الغنوصية بأن
خلق الكون المادي قد خرج من الكون الإلهي بواسطة سلسلة انبثاقات طويلة أو قصيرة.
3- قسّم الغنوصيون المؤمنين بها إلى طبقتين
: الروحيون الذين هم نفوس مستنيرة والجسديون أو الماديون وهم عبيد المادة. وأضاف
بعض فئات الغنوصيين فئة النفسانيين وهم طبقة متوسطة.
4- أرجع الغنوصيون اكتسابهم للمعرفة السرية
بواسطة الصبر و المثابرة على استقامة الأخلاق والاستنارة الفجائية التي تمكنهم من
إدراك الطريق الإلهى والكون وذواتهم. وقالوا إن هذه المعرفة تحرر البشر وتكشف لهم
أسرار الحق.
5- أعتقد الغنوصيون أنهم تبحروا فى فهم
المعرفة والحكمة فقالت جماعة منهم هي جماعة ناسن (200م): "إننا وحدنا
نعرف أسرار الروح غير المنطوق بها".
6- وأعتقد للغنوصيين أن السيد المسيح هو
مبعوث الله العلي الجالب "المعرفة". وبما أنه الكائن الإلهي فقد اتخذ
الجسد البشري ولكنه لم يتعرض للموت. فهو قد سكن مؤقتا في جسد بشري.
7- آمن الغنوصيون بالقضاء والقدر.
دخل الغنوصيون في جدال عنيف مع معارضيهم من المسيحيين الأقباط الأرثوذوكس من قادة
مدرسة أفسكندرية حول العلاقة بين العهدين القديم والجديد. فبينما أكد
اباء الكنيسة على الحفاظ على العلاقة بين العهدين على أساس العلاقة الواحدة
لروح الكتاب أبرز الغنوصيون المتناقضات بين ناموس العهد القديم والأناجيل. كما عاب
الأرثوذوكس على الغنوصية إيمانها بالقضاء والقدر وبالعقيدة الثنائية.
*****************************************************************************************
فقد تركت الغنوصيّة أدب دعاية
غزيرًا انتشر في الشرق الأوسط: في سورية مع الكسائيّة (شيعة تحافظ على عادات
يهوديّة) والمعمدانيّين الذين سيلدون التيّار المندعي (أو العارفين). وفي الإسكندريّة
التي ظلّت مكان تخمير فكريّ. ومن هناك انتقلت إلى المراكز المثقّفة في عالم البحر
المتوسّط (رومة، أثينة) رفي العالم الفارسيّ حيث ستنفصل عنها المانويّة في القرن
الثالث.
كان لهذا الأدب سوابقُ وثنيّةٌ ولاسيّما في مجموعة هرمس. ولكن حين أدخل النهج
الغنوصيّ عناصر مسيحيّة. دخل في عالم المعمّدين والموعوظين. من جهة، اقتدى
الكتَّاب بالفنون الأدبيّة في الكتابات الرسوليّة فدوّنوا أناجيلَ ورؤىً (لا رسائل
لأنّهم لا يقدرون أن يزيّفوها). ومن جهة ثانية، تخفّت المؤلَّفات تحت اسم رسل
المسيح: توما، يعقوب، فيلبّس، برثلماوس، متّيّا... وهكذا عُرض تعليمُ المعلّمين
الغنوصيّين في مؤلّفاتهم. مثلاً: تفسير يوحنّا لهيراكليون، الذي سيرد عليه
أوريجانس. "رسالة من بطليموس إلى فلورا". كتبها تلميذ إيطاليّ لولنطينس
واحتفظ بها إبّيفانيوس. وانتقل التقليد الدينيّ لباسيلديس (بين 120 و150) وولنطينس
(بين 135 و160) من خلال الأدب المنحول، فانتشر في أوساط واسعة: إنّ مسيح الإيمان
قد أعطى تعاليم سريّة لبعض تلاميذَ مختارين، قبل انطلاقه من هذا العالم أو بعد
قيامته. واتّخذ مضمونُ هذا التعليم شكلَ "أقوال" انحرفت فجها بعض
الموادّ الإنجيليّة الأولى عن معناها، فأعيد تفسيرها وتأليفها، وصيغت صياغةً
جديدةً وموسّعة. إنّ إنجيل توما (يعود إلى القرن الثاني وإلى محيط سوريّ) يعطينا
أمثلة عن هذه العمليّات المختلفة.
.
*****************************************************************************************
المـــــــــــراجع
(1) المتحف القبطى - الرقم: 10544 -
الاسم: بردى من مكتبة نجع حمادى - التاريخ: القرن4 - المصدر : نجع
حمادى - المادة: بردى
الوصف : " ورقتان من كودكس رقم 2 فى
مكتبة نجع حمادى الورقة رقم 32 عليها جزء من أبو كريفا يوحنا الورقتان مرقمتان برقم
32 , 111 مكتوبة باللغة القبطية الصعيدية وهما جزء من الفلسفة الغنوسية التى
انتشرت فى الاسكندرية فى القرن الاول الميلادى ".
(2)(تاريخ
الكنيسة - لوريمر - دار الثقافة - ج 1 ص 103)
(3) (هانس جوناس، الدين الغنوصي، 1958، ص 334)
(4) (راجع: كتاب يوحنا المنحول [سِفْر
المخطوطات 2] 28: 30).
(5) (راجع: ك.غ. يونغ، "الرموز الغنوصية
للذات"، في يونغ الغنوصي، 1992، ص 55-92).
(6) (تاريخ الفكر المسيحي - حنا الخضري - دار
الثقافة - ص 476),
====================================================
بدعة آريوس
وفى عام 270 م ولد
آريوس فى ليبيا وكانت ليبيا تابعة لكنيسة الأسكندرية والأقباط لهذا يطلق عليهم
أقباط ليبيا الذى قسم العالم المسيحى صاحب أكبر هرطقة فى التاريخ فى القرن الرابع
الميلادى.
فى عام 285 م أصبح الأنبا بطرس السابع عشر
وقد اصدر البطريرك قراراً بان جميع الذين اجبروا لكى يدعوا للأوثان وكانوا ضعفوا
وأفقدهم العذاب الشديد شعورهم وإحساسهم وأنكروا السيد المسيح . واصدر أمراً
بقبولهم رعايا فى الكنيسة مرة أخرى بدون فحص أو قصاص أو عقاب بدنى أو روحى .
وبناء على قرار البطريرك بقبول التائبين
ومن المعتقد أن آريوس بخر للأوثان فذهب آريوس إلى البطريرك واعلن خضوعه وندمه
فقبله ورسمه شماساً ورقى لوظيفة واعظ لفصاحتة وقدرته على الخطابة وكان آريوس يمزج
اقوالة باقوال الفلاسفة ولكن لم يكن هذا هو الخط الكنسى البسيط التى أتبعته كنيسة
الأسكندرية فى تعليمها , وكان آريوس بدا فى بدعة جديدة فى المسيحية فجردة البطريرك
من وظيفته وأصدر قرار بحرمانه من الوعظ
فــــــــــــــــــــكر آريــــــــــــــوس
كان آريوس ذو موهبة فى
الخطابة فصيحاً بليغا قادر على توصيل أفكارة بسلاسه بين العامة والمفكرين ونشر
آريوس افكاره عن المسيح مستغلاً مركزه كشماس وواعظ فى الأسكندرية , ولم تكن فكرته
عن المسيح من بنات أفكاره ولكنها كانت فى الأصل نقلها من يهودى متنصر أسمه فيلون اليهودى فى نظريته عن اللوغس (الكلمة) Logos وكانت فكرتة تتلخص فى :
أن
الكلمة كائن متوسط يعبر الهوة التى لا تعبر بين ايلوهيم والعالم .. خلق ايلوهيم
الكلمة ليخلق به العالم والمادة
وإيلوهيم
الإله الحقيقى فى نظر فيلون عال عن المادة ولا يمكن أن يتصل بها مياشرة من غير
وسيط .. هذا الوسيط هو المسيح الكلمة .
ولم يكن فيلون هو فقط
الذى تأثر به آريوس ولكنه تأثر أيضاً بـ أفلوطين
فى نظريته فى النوس Nous ومركز الكلمة المتوسط
بين الإله أو " الواحد" وبين العالم .
وفى الحقيقة أن آريوس
لم يأتى بفكراً جديداً ولكن أستهوته الفكر الفلسفى اليهودى الأصل الناتج من فكر
فيلون اليهودى عن اللوغس , والفكر الوثنى القادم من أفلوطين فى "النوس"
ومزج هاتين النظريتين وألبسهما لباساً مسيحياً بإستغلال آيات من الإنجيل لتأييد
فكره بنصوص من الكتاب المقدس وأعتقد أنه ساندت رأيه وكان تعليق البابا أثناسيوس عن
آراء آريوس " أنها آراء وثنية "
ولما أنحرف آريوس عن
الفكر المسيحى المستقيم بالتأويل , أعتبرت المسيحية الأرثوذكسية تفكيره كفراً
وزندقة
وأشتعلت نار الخلاف
وتأججت نار الفرقة عندما قال آريوس عن المسيح كلمة الإله : " أنه خالق ومخلوق .. خالق الكون , ومخلوق من الإله "
وقالت الكنيسة : " أن المسيح مولــــــــود .. غير مخلـــــــــــوق , وهو كان
بأقنومه الأزلى قبل أن يولد من العذراء مريم بل قبل الدهور ,, ومنذ الأزل , وهو من
ذات جــــوهر الآب , ومن طبعه , وأنه لم تمر لحظة من الزمان من الزمن كان الآب
موجودا من دون اللوغوس ( الكلمة) , وهو المسيح قبــــل التجـســــــد "
*******************
كان آريوس يقول بأنّ الكلمة ليس بإله، بل بما أنه "مولود" من
الله الآب فهو لا يُشاركه طبيعتهِ، بل تقوم بينهما علاقة "تبنّي"،
فالكلمة إذاً ليس بأزليّ بل هو مجرد خليقة ثانويّة أو خاضعة.
حُرِمَ آريوس وأنصاره في المجمع المسكونّي النيقاويّ الأوّل
عام 325 وعلى إثره نُفيَ. لكن هذا لم يمنع هذه البدعة من التوسع جغرافياً ومن
استخدام أصحابَها لأغراضٍ سياسيّة.
في عام 334 أعادَ الأمبراطور قسطنطين آريوس من منفاهُ وبسبب نفوذ بعض الشخصيات
المهمة كأسقف القسطنطينية أوسابيوس النيقوميديّ والأمبراطور كوستانتيوس الثاني
أصبحت هذه البدعة حتى عام 359 ديناً رسمياً للأمبرطورية الرومانية.
رد فعل الآريوسيين حول قرارات المجمع
النيقاوى
أنقسمت فيما بعد الآريوسية عدة طوائف لنفس البدعة وهم :-
الطائفة الأولى
: فكان
البعض يعتقد بصحة قانون الإيمان النيقاوي رغم تشكيكهم بمساواة الابن للآب في
الجوهر هؤلاء دُعيوا بأشباه الآريوسيين.
الطائفة
الثانية : كان يطعن في صحة قانون الإيمان النيقاوي معتبراً أن طبيعة الابن هي
مختلفة تماماً عن طبيعة الآب.
الطائفة
الثالثة : ظهرت أيضاً جماعة ثالثة تعتقد بأن الروح القدس هو أيضاً خليقة
ثانوية.
مع صعود فالنتِس عام 361 إلى العرش بدأت الأمور تعود إلى مجراها الطبيعي أي لما
جاءَ في مجمع نيقيا المسكوني. فينا بعد أُعلن الإيمان النيقاوي عام 379 إيماناً
قويماً وديناً رسميّاً للإمبراطورية بفضل الإمبراطور ثيودوسيوس. تثبَّت هذا
الإيمان بواسطة المجمع المسكوني الثاني في القسطنطينية عام 381.
بالرغم من هذا فقد استمرت الآريوسية لقرنين من الزمن وخصوصاً بين الشعوب الجرمانية
التي كانت قد بُشِّرَت عن يد مُرسَلين آريوسيين.
=====================================================
بدعــــــــــــة أو هرطقة النيقولاويين
بدعة
وهرطقة النيقولاويين
أسسس هذه البدعة أو الهرطقة شخص أسمه
نيقولاوس كان أحد الشمامسة وسننقل ما جاء عنه فى كتاب لمؤرخ فى القرون الأولى
للمسيحية تــــاريخ
الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع
بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى
ص 159 - 160
********
1 - وفى هذا الوقت ظهرت الشيعة المسماة بشيعة النيقولاويين
ولم تستمر إلا وقتاً قصيراً , وقد ذكرها الإنجيل فى رؤيا يوحنا (1) , وأعضاء هذه
البدعة يفتخرون بأن الذى بدء هذا الفكر هو نيقولاوس أحد الشمامسة الذين أقامهم
الرسل مع أستفانوس لخدمة الفقراء (2)
ويخبرنا عنه أكليمنضس السكندرى فى الكتاب الثالث من مؤلفه
المسمى "ستروماتا " ( فى
هذا المؤلف يحاول أن يثبت بأن الأسفار اليهودية أقدم من أى كتابة يونانية . )
2 - " يقولون أنه كانت له زوجة جميلة , وإذا أتهمة
الرسل بالغيرة والحسد بعد صعود المخلص , أخذ زوجته وأوقفها فى وسطهم وسمح لأى واحد
أن يتزوج بها , لأنه قال أن هذا كان يتفق مع القول المعروف عنه أن المرء يجب أن
يذل جسده , أما الذين أتبعوا هرطقته وقلدوا حماقته وكل ما فعله وقاله إنما أتبعوه
كعميان يتبعون أعمى فإرتكبوا الزنى بلا خجل ولا حياء .
3 - ولكنى علمت أن نيقولاوس لم يعرف أمرأة اخرى غير زوجته
التى تزوجها , وأن بناته أستمرين فى حالة العذراوية حتى سن الشيخوخة , أما أبنه
فلم يتدنس , وإن صح عنه أعنه عندما أحضر زوجته ( التى كان غيوراً فى محبتها ) وسط
الرسل فقد كان واضحاً أنه ينبذ شهوته , وعندما أستخدم تعبير " إذلال الجسد
" كان يشهر سيف ضبط النفس فى وجه تلك الملذات التى تقتفى البشرية أثرها
بإلحاح , لأننى أعتقد أنه , إتماماً لوصية المخلص .. لم يشأ أن يعبد سيدين ..
الشهوة والرب (4)
4 - " ويقال أن متياس أيضاً نادى بنفس التعليم أننا
يجب ان نحارب الجسد ونذله , وأن لا نرخى له العنان بملذاته , بل يجب أن نقوى للروح
بالإيمان والمعرفة "
هذا ما قيل عمن حاولوا قلب الحق , ولكن الأمر أتضح كل إتضاح
فى وقت أقل مما أستدعى الأمر لأذاعته (أ.هـ)
تعليق من الموقع : لم تستمر هذه البدعة كثيراً لأنها مخالفة
للتعليم المسيحى بشريعة الزوجة الواحدة - ومن نظر لأمرأة ليشتهيها فقد زنى فى قلبه
وقد طردوا من الكنيسة وتكلم عنهم الإنجيل بأنهم هرطقة
**************************************************
أقوال الاباء عن هذه البدعة
أما الأخير في قائمة الرسل فهو نيقولاوس. اسم يوناني معناه
"المنتصر علي الشعب". (5)
يرى البعض مثل القديسين ايريناؤس وأبيفانيوس أن بدعة النيقولاويين (رؤ 2: 6، 15)
تُنسب إلى الشماس نيقولاوس:
1. يقول القديس ايريناؤس [النيقولاويون هم أتباع نيقولا أحد الشمامسة السبع (أع
5:6)، وهؤلاء يسلكون في الملذات بلا ضابط ويعلمون بأمور مختلفة كإباحة الزنا وأكل
المذبوح للأوثان.]
2. يبرئ القديسان إكليمنضس الإسكندرى وأغسطينوس نيقولاوس من
البدعة وينسبانها لأتباعه. ويعلل البعض نسبة هذه الهرطقة إليه ترجع إلي تأويل
كلماته، فقد قال بأن الذين لهم زوجات كأنه ليس لهم، أي يحيا مع زوجته بالروح
ينشغلان بالأكثر بخلاصهما ونموهما الروحي والشهادة لإنجيل الخلاص. لكن بعض أتباعه
قاموا بتأويل كلمته، ظانين أنه نادى بأن من له زوجة فليهجرها ويصير كمن بلا زوجة،
ويسمح إن تكون مشاعًا.
3. يرى العلامة ترتليان والقديس جيروم أنه لما أختير
للشموسية امتنع عن الاتصال بزوجته، وبسبب جمالها عاد إليها. ولما وبَّخوه على ذلك
انحرف في البدعة إذ أباح الزنا. جاء رد الفعل في كتابات العلامة ترتليان حيث قال:
"كل الأشياء مشترك بيننا فيما عدا زوجتنا" Omnia indiscreta apud nos praeter upores.
** القديس جيروم : نيقولاوس أحد الشمامسة السبعة، والذي في
فسقه لم يعرف الراحة ليلاً أو نهارًا، انغمس في أحلامه الدنسة.
4. يرى آخرون أنه كان يغير على زوجته جدًا بسبب جمالها،
فلما ذمَّه البعض بسبب شدة تعلقه بها أراد أن يظهر العكس فأباح لمن يريد أن
يأخذها، فسقط في هذه البدعة.
لا تسقط مسؤليته انحراف نيقولاوس على الرسل القديسين. في رسالة وجهها القديس جيروم
إلى الشماس سابينيانوس Sabinianus
يدعوه إلى التوبة وألا يتكل على أن الذي سامه أنه أسقف قديس: أتوسل إليك أن
ترحم نفسك. تذكر أن حكم الله سيحل عليك يومًا ما.
تذكر أي أسقف هذا الذي سامك. لقد أخطأ هذا القديس في اختياره لك، لكنه سيكون
بريئًا (ربما لأنه ندم على سيامته)، والله نفسه ندم أنه سمح شاول ملكًا (1 صم 15:
11).
وُجد حتى بين الاثنى عشر رسولاً يهوذا خائنًا. ووُجد نيقولاوس الأنطاكي شماسًا
مثلك (أع 6: 5)، نشر الهرطقة النيقولاوية وكل وسيلة للدنس (رؤ 2: 6، 15).
القديس جيروم : يلاحظ أن السبعة يحملون أسماء يونانية، ولعلهم أقيموا لخدمة
المتذمرين من اليونانيين بشيء من التعاطف معهم، ولم يكن من بينهم شخص واحد يهودي
بالمولد.
لقد كان الاثنا عشر تلميذًا عبرانيين، لذلك اُختير السبعة من اليونانيين لتحقيق
شيء من المساواة والشعور بالتزام الكل بالعمل.
واضح أن عمل السبعة لم يدم كثيرًا، فقد استشهد استفانوس ثم حدث ضيق شديد على
الكنيسة، وتشتت الشعب خارج أورشليم يكرزون بالكلمة، بينما بقي الرسل في أورشليم.
*********************
====================================================
المــــراجع
(1) رؤ 2 : 6 و 15
(2) أعمال الرسل 6
(3) فى هذا المؤلف يحاول أن يثبت بأن الأسفار اليهودية أقدم
من أيه كتابة يونانية .
(4) متى 6 : 24
(6) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) -
تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة
الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب الثالث الفصل 29 (ك3 ف 29 ) ====================================================
بدعة أوطاخى
أوطاخي...
[ضد ناسوت المسيح]
من حوالى
سنة 378 - 454 م
eutychianism
eutychianisme
eutichianesimo
تطرف في الدفـاع عن اللاهـوت
فأنكر ألناسوت.
أمام مجمع أفسـس الثاني ندم فلـم يحرم.
من هو
أوطـــــــــاخى ؟
كان اوطاخى أرشمندريت أى رئيس دير فى احد الأديرة بالقسطنطينية مركز الحكم
البيزنطى الرومى على العالم الشرقى فى هذا الوقت .
كيف سقط فى
بدعته ؟
وكان غيوراً على ألإيمان المسيحى وكانن
يقاوم النسطورية فسقط فى بدعة , فأنكر أن المسيح له جسداً وبلغة أهل اللاهوت
المسيح ليس له ناسوتاً , وأن شكل المسيح الجسدى ليس مثل إنسانيتنا ولا من ذات
جوهرها , فنادى بوجود طبيعتين قبل حلول اللاهوت فى الجسد أى قبل افتحاد وصارت
الطبيعتين واحدة بعده , لأن الطبيعة اللاهوتية أبتلعت الطبية الجسدية , وضاع
الناسوت تماماً , وذاب جسده فى ألوهيته .
ولكنه كان يستخدم عبارات إستخدمها الآباء
الأرثوذكس مثل : " بخصوص مجيئة بالجسد أعترف أن هذا تحقق من جسد العذراء ,
وأنه صار إنساناً كلنلاً لأجل خلاصنا "
فإنه هو نفسه , كلمة الرب الإله ,
نزل من السماء بلا جسد , صار جسداً من ذات جسد العذراء دون أن يتغير أو يتحول ,
بطريقة هو نفسه يعلمها ويريدها , وهو الإله الكامل قبل كل الدهور هو بعينه صار
إنساناً كاملاً لأجلنا ولأجل خلاصنا "
فـ أوطاخى كان عنده حرارة فى
الأيمان وكان يدافع دفاع مستميت ضد النسطورية ولكنه سقط فى بدعة أخرى وهى أن ناسوت
المسيح ذاب فى لاهوته أى أن العذراء ولدت الله فقط ولكنه عاد وندم وقبله
البابا المصرى ديسقوروس فأتهمنا العالم المسيحى منذ ذلك الوقت بهذه الهرطقة وستجد
بعض الموسوعات العالمية ومنها The World Book Encyclopedia التى
قالت عن الكنيسة القبطية : -
Coptic
Church : the national Christian church of Egypt and formerly of
Ethiopia:
The Coptic Church in Egypt... has been an independent Monophysite Church
since the fifth century ..
وإذاً الموسوعة تتهم الكنيسة القبطية بأنها كنيسة أوطاخية بما يعنى أن العذراء
ولدت الله أى بدعة أوطاخى -
بدعـــــــــــة كرنثيوس
كورنثيوس هو يهودي تعلم الفلسفة بالإسكندرية وبدأ في نشر
بدعته سنة 73 م - وقد أنشأ ديانة جديدة أثناء حياة يوحنا الرسول ألفها بخلط تعاليم
السيد المسيح ومبادئه السامية مع تعاليم الكنوسسيين (1) ويقول القس منسى يوحنا (2)
: " تعاليم الكنوسسيين بنيت على خرافات البليروما ( أى العالم العلى )
والأيون ( أى الأشخاص السماوية الخالدة بنو الأرواح ) ودميورج ( أى خالق العالم
الذى يختلف عن الإله الأعظم ) ولكنه أظهر مبادئة بصورة لا ينفر منها اليهود فعلم
أن الذى سن الشريعة اليهودية هو خالق العالم وهو ذو مناقب حميدة وصفات شريفة
مكتسبة من الإله الحق , ولكن هذه الفضائل لم تلبث أن تدنست فأراد الله أن يلاشى
سلطان مشترع اليهود بواسطة أيون مقدس أسمه المسيح .
ويسوع هو رجل يهودى كامل وقدوس وأبن بالطبيعة ليوسف ومريم ,
فهذا حل فيه المسيح بنزوله عليه على هيئة حمامة عند عماده من يوحنا فى نهر الأردن
.
وعندما أتحد المسيح بيسوع قاوم إله اليهود ( خالق العالم )
بشجاعة وعندما رأى إله اليهود مقاومة المسيح يسوع فقام بتحريض أتباعه اليهود
فقبضوا عليه ليصلبوه , فلما رأى المسيح أنهم قبضوا على يسوع طار إلى السماء وترك
يسوع وحده يصلب .
ولهذا أوصى كورنثيوس أتباعه بإحترام الإله الأعظم أبى
المسيح وبإحترام المسيح , وأمرهم بعدم إتباع شريعة اليهود ورفض مبادئ الناموس
الموسوى , وأوصاهم بالسير على نظام المسيح معلماً إياهم بأنه سيعود ثانية ويتحد
بالإنسان يسوع الذى حل فيه قبلاً ويملك مع تابعيه على فلسطين ألف سنة , ثم وعدهم
بقيامة أجسادهم وتمتعها بأفراح سامية فى مدة ملك المسيح ألف سنة وبعد ذلك يدومون
فى حياة سعيدة فى العالم السماوى .
*****************
ويقول يوسابيوس القيصرى (3) : " كيرنثوس زعيم الهراطقة
(4) -
1 - وقد أعلمنا أنه فى هذا الوقت ظهر شخص يدعى كيرنثوس مبتدع
شيعة أخرى , وقد كتب كايوس الذى سبق أن أقتبسنا كلماته (ك2 ف 6و 7) فى المساجلة
المنسوبة إليه ما يلى عن هذا الرجل :
2 - ويقدم أمامنا كيرنثوس أيضاً - بواسطة الرؤى التى يدعى أن
رسولاً عظيماً كتبها - أموراً عجيبة يدعى زوراً أنها أعلنت إليه بواسطة الملائكة ,
ثم يقول أنه عند قيامة الأموات سوف يقوم ملكوت المسيح على الأرض , وأن الجسد
المقيم فى أورشليم سوف يخضع ثانية للرغبات والشهوات , وإذ كان عدو للأسفار الإلهية
فقد أكد - بقصد تضليل البشر - أنه ستكون هناك فترة ألف سنة (رؤ 20 :4) لحفلات
الزواج "
3 - أما ديونيسوس (5) الذى كان أسقفاً لأيبروشية الأسكندرية
فى أيامنا , فإنه فى الكتاب الثانى من مؤلفه عن "المواعيد " حيث يتحدث
عن رؤيا يوحنا بأمور أستقاها من التقليد , يذكر نفس هذا الرجل فى الكلمات ألآتية
(راجع ك7 ف 40) "
4 - " ويقال أن كيرنثوس مؤسس الشيعة المسماة بأسمه (
الكيرنثيون) إذ أراد أن يعطى قوة لشيعته صدرها بأسمه وكانت التعاليم التى نادى بها
تتلخص فيما يلى : أن ملكوت المسيح سيكون مملكة أرضية .
5 - " ولأنه هو نفسه كان منغمساً فى الملذات الجسدية ,
وشهوانياً جداً بطبيعته , توهم أن الملكوت سوف ينحصر فى تلك الأمور التى أحبها ,
أى فى شهوة البطن وشهوة الجسد والشهوة الجنسية , أو بتعبير آخر فى الأكل والشرب
والتزوج , والولائم والذبائح وذبح الضحايا , وتحت ستارها ظن أنه يستطيع الإنغماس
فى شهواته بباعث أفضل " هذه كلمات ديونيسيوس "
6 - على أن إيرناوس , فى الكتاب الأول من مؤلفه " ضد
الهرطقات " يصف تعاليم أخرى أشد قبحاً لنفس الرجل , وفى الكتاب الثالث يذكر
رواية تستحق أن تدون هنا , فيقول , والحجة فى ذلك بوليكاربوس : أن الرسول يوحنا
دخل مرة حماماً ليستحم , ولكنه لما علم أن كيرنثوس كان داخل الحمام قفز فازعاً
وخرج مسرعاً , لأنه لم يطق البقاء معه تحت سقف واحد , ونصح مرافقيه للأقتداء به
قائلاً : " لنهرب لئلا يسقط الحمام , لأن كيرنثوس عدو الحق موجود بداخلة
" (6)
====================================================
المـــــــــــراجع
(1) الكنوسيين هم قوم زعموا بانهم قادرين أن يردوا للبشر ما
فقدوه من معرفة أى كنوسس= الإله الأعظم , وكان من تعاليمهم أن المملكة التى
شيدها خالق العالم وأصحابه سوف تنقلب - وبدأوا فى نشر بعتهم بعد موت الرسل .
(2) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة
المحبة سنة 1982 م الطبعة الثالثة ص 32
(3) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) -
تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة
الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب الثالث الفصل 28 (ك3 ف 28 )
(4) Cerinthus قال إيريناوس عنه
أنه تعلم حكمة المصريين , ونادى بأن الله لم يكن هو خالق العالم , بل قوة معينة
متميزة عنه , وأن المسيح ولد من أجتماع يوسف بمريم , وأن المسيح الحقيقى نزل عليه
وقت المعمودية وفارقة وقت الصلب .
(5) بخصوص ديونيسيوس وكتاباته راجع (ك6 ف 40)
(6) لقد كرر يوسيفوس هذه الرواية فى (ك4 ف 14)
====================================================
بدعة
نسطور
نسطورهو بطريرك القسطنطينية. [ضد لاهوت المسيح]
أنكر ولادة العذراء للقدوس المتأنس.
حكم عليه مجمع أفسس سنة 431م قرارت المجمع خاتمة قانون الإيمان [نعظمك يا ام
النور
====================================================
كتب صموئيل بولس فى مقالة بعنوان نهاية أم بداية 1 : " كانت البداية عقب
انتهاء مجمع أفسس، حيث أعلن أرباب النسطورية، من أساقفة المشرق، تحزبهم لنسطور،
والانشقاق عن كنيستهم السريانية الأرثوذكسية، وذهبوا إلى المناطق الخاضعة لنفوذ
الفرس في المشرق، وأسسوا لأنفسهم كنيسة خاصة بهم أطلقوا عليها اسم (كنيسة الفرس
النسطورية). وذهب تلميذهم النجيب ( الأسقف النسطوري : برصوما النصيبيني )- المضطهد
والسفاح – إلى العراق، وقطع لسان جاثليق المشرق (باباي ) لرفضه قبول تعاليم نسطور
، ثم قتله. وقتل رهبان دير مار متى، كما قتل سبعة آلاف نفس من المسيحيين
العراقيين، واستطاع بدعم من ملك الفرس الوثني، تحويل جل المسيحيين العراقيين الى
النسطورية، وتوغلت الهرطقة النسطورية إلى كل مكان في المشرق، فتعاظم نفوذهم في منطقة
ما بين النهرين، ولم تمضي سوى عدة عقود قليلة، حتى أصبح لهم مركزاً هاماً في مملكة
( الحيرة)، ومنها انطلقوا إلى الأراضي الحجازية نفسها، فاختلطوا بالعرب
“الأحناف"، وجذبوا الكثيرين منهم لهرطقتهم، وصارت لهم مراكز هامة في الخليج،
وخصوصاً " البحرين"، ثم أوجدوا لهم مركزاً خطيراً داخل مكة نفسها، وكان
يترأسه أحد أقارب مؤسس الإسلام، وهو القس ورقة ابن نوفل ابن أسد، والذي رافقه منذ
صباه، بجانب من رافقوه من الرهبان النساطرة الذين تعربوا، أمثال: بحيرا، وعيصا،
وعداس ( وللأخير هذا مسجداً يحمل اسمه بمدينة الطائف بالقرب من مكة ) تقديراً
وعرفاناً من المسلمين لدوره الكبير في نصرة الإسلام !!! وتمدنا المصادر النسطورية
نفسها، بالكثير من المعلومات التي تتناول علاقة بطاركة النساطرة بمؤسس الإسلام،
واتصالاتهم السرية معه منذ بداية المجاهرة بدعوته:
( كان الفطرك " البطريرك " ايشوعياب الثاني يكاتب صاحب الشريعة الإسلام
ويهدي له ويسأله الوصية برعيته في نواحيه، فأجابه محمد إلى ذلك، وكتب إلى أصحابه
كتباً بليغة مؤكدة، وبره صاحب الشريعة عليه السلام ! ببر كان فيه عدة من الإبل
وثياب عدنية وتأدى ( وبلغ ) ذلك إلى ملك الفرس ، فأنكره على الفطرك فعله ومكاتبته،
وخاصة عند ورود هداياه ، فداراه ايشوعياب حتى سلم منه. وعاش ايشوعياب إلى أيام عمر
ابن الخطاب (عليه السلام!) فكتب له كتاباً مؤكداً بالحفظ والحيطة وأن لا يؤخذ من
إخوانه وخدمه الجزية وأشياعه (النساطرة) أيضاً .وهذا الكتاب محتفظ به لهذه الغاية)
[ أنظر: ماري في المجدل، أخبار بطاركة المشرق، روما 1899 ص 62 ].
ويقول صاحب تاريخ السعردي: ( كان ايشوعياب قد أنفد هدايا إلى النبي - عليه
السلام!- وفي جملتها ألف أستار فضة، مع جبريل أسقف ميشان، وكان فاضلاً عالماً.
وكاتبه وسأله الإحسان إلى النصارى. ووصل الأسقف إلى يثرب وقد توفي محمد. فأوصل ما
كان معه إلى أبي بكر، وعرفه ما الناس عليه من ملك الفرس، وأنهم يخالفون الروم.
فسمع قوله وقبل ما كان معه، وضمن له ما يحبه، وعاد إلى الجاثليق ايشوعيباب مسروراً
) .[ التاريخ السعردي ج 2 ، ص 618 ، 619 ].
ويقول صليبا بن يوحنان الموصلي:
( وفي أيامه " أي أيام أيشوعياب " بدأ يظهر أمر العرب بني إسماعيل..
ولما كشف الله لهذا الأب [!] ما يؤول إليه هذا الظهور من السلطان والملك والقوة
وفتح البلاد جمع رأيه وسابق بعقله وحكمته إلى مكاتبة صاحب شريعتهم وهو بعد غير
متمكن، وأنذره بما يصير إليه أمره من القوة، وقدم له هدايا جميلة. فلما قوي أمره
وتمكن، عاد كاتبه واخذ منه العهد والزمام لجميع النصارى " النساطرة " في
كافة البلدان التي يملك عليها هو وأصحابه من بعده، ,أن يكونوا في حمايته آمنين على
جاري عادتهم في إقامة الصلوات والبيع والأديرة ).[ أنظر: صليبا في المجدل، ص 54 ،
55 ]. ويذكر السعردي أيضاً إن بطريرك النساطرة أيشوعياب الثاني قد التقي وجهاً
لوجه مع عمر ابن الخطاب، فيقول:( وتوفى أبو بكر وولى الأمر بعده عمر ابن الخطاب..
ولقيه ايشوعياب وخاطبه بسبب النصارى " النساطرة"، فكتب له عهداً )
.[أنظر: التاريخ السعردي ج 2 ، ص 620 & ماري في المجدل ص 62 ].ويذكر عن هذا
البطريرك النسطوري أيضاً أنه قدم دفاعاً حاراً عن أترابه المسلمين قائلاً عنهم:(
إن المسلمين ليس فقط لا يهاجمون الديانة المسيحية [!!!] بل انهم يوصون بإيماننا
خيراً [!!!] ، ويكرمون الكهنة وقديسي الرب ، ويحسنون إلى الكنائس والأديرة )!![
أنظر الأب: ألبير أبونا: تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية. ج 2 ص 67 ].
====================================================
بدعة
أو طائفة أو شيعـــة الناصريـــــين
بدعة أو طائفة أو شيعة
الناصريين
لم ينكر أتباع هذه الشيعة أن السيد المسيح ولد من عذراء ومن الروح
القدس , ولكنهم مع ذلك رفضوا الإعتراف أنه كان كائنا من قبل لأنه هو كلمة الله ,
وحكمته وتمسكوا بعبادات ناموس موسى الجسدية وقد حافظوا على السبت وسائر نظم اليهود
ولمتهم فى نفس الوقت حافظوا على أيام الرب مثلنا كتذكار لقيامة المخلص يوسابيوس
القيصرى – تاريخ الكنيسة – ك3 ف 27 فقرة 3 , 5 ص 156 ترجمة القمص مرقس داود
وقد أشار إليها سفر الأعمال بأن بولس أتهم أنه مقدام شيعة الناصريين وقد نفى بولس
هذه التهمة أعمال 24: 5
البدع والشيع والهرطقات اللآهوتية
التى إنحرفت عن الطريق
المستقيم
البدع والشيع والهرطقات اللآهوتية المسيحية هو الإيمان بالسيد المسيح , ولكن
إختارت وإنتخبت وإعتنقت أفكار مخالفة للتسليم الرسولى منذ المجمع المسكونى الرسولى
الأول الذى كان يعقوب الرسول رئيسة والمجامع المسكونية الكنسية التابعة له وهناك
طوائف كثيرة والإختلافات قد تكون فى الغالب جوهرية وفى بعض الأحيان سطحية ..
وألإختلافات
الجوهرية هى : -
4- العقيدة اللآهوتية : جوهر الرب الإله وطبيعته – لاهوت الإبن – لاهوت الكلمة –
طبيعة السيد المسيح ومشيئته ..
5- العقيدة الطقسية وغيرها من المسائل العقيدية مثل : الأسرار الكنسية , التقليد
المقدس , شفاعة القديسين , ما يتصل بالآخرة والدينونة والثواب والعقاب ..
6- عقيدة الطقس وترتيبات العبادة مثل : القداسات , والأصوام , والأعياد , وإقامة
المذابح , والأحجبة , والصور , والأيقونات .. ألخ من شكل الكنيسة ومباشرتها
وترتيبها .
حدة الكنيسة فى المجامع المسكونية
أولاً : المجمع الرسولى الأول
إنعقد المجمع المسكونى الأول فى أرشليم .. بسبب قوم إنحدروا من اليهودية وجعلوا
يعلمون الإخوة أنه إن لم يختتنوا حسب عادة موسى لا يمكنهم أن يخلصوا : "
وانحدر قوم من اليهودية وجعلوا يعلمون الاخوة انه ان لم تختتنوا حسب عادة موسى لا
يمكنكم ان تخلصوا". أعمال 15: 1
" وقد أخبروا عنك ( بولس) انك تعلّم جميع اليهود الذين بين الامم الارتداد عن
موسى قائلا ان لا يختنوا اولادهم ولا يسلكوا حسب العوائد. أعمال 21: 21
أثارت هذه المناقشات ثائرة الرسل الذين إجتمعوا وتدارسوا فى الأمر طويلاً وأسفر
النقاش بينهم عن قرار حاسم أبلغ إلى جميع الكنائس فى ألفاظ محددة ليس فيها لبس أو
تشويش أو عمومية فقالوا :
بل يرسل اليهم ان يمتنعوا عن نجاسات الاصنام والزنى والمخنوق والدم. أعمال 15: 20
" بل يرسل اليهم ان يمتنعوا عن نجاسات الاصنام والزنى والمخنوق والدم ".
أعمال 20: 20
ان تمتنعوا عما ذبح للاصنام وعن الدم والمخنوق والزنى التي ان حفظتم انفسكم منها
فنعمّا تفعلون.كونوا معافين أعمال 15: 29
واما من جهة الذين آمنوا من الامم فارسلنا نحن اليهم وحكمنا ان لا يحفظوا شيئا مثل
ذلك سوى ان يحافظوا على انفسهم مما ذبح للاصنام ومن الدم والمخنوق والزنى. أعمال
21: 25
ثانياً : المجمع المسكونى الأول فى نيقية سنة 325م
إنعقد المجمع المسكونى الأول فى نيقية 325 م وحضره 318 أسقفاً من أساقفة العالم
المسيحى لينظروا فى هرطقة آريوس
وبالنسبة لهرطقة آريوس أعد المجمع قانون الإيمان : " بالحقيقة نؤمن بإله واحد
.. "
ثالثاً : المجمع المسكونى الثانى فى القسطنطينية سنة 381م
إنعقد المجمع المسكونى الثانى فى القسطنطينية وحضره مائة وخمسون أسقفاً من أساقفة
العالم , ليحكموا فى هرطقة مقدونيوس الذى زعم أن الروح القدس مخلوق .
وهرطقة مقدونيوس أكملت قانون الإيمان : " نعم نؤمن بالروح القدس .. ألخ
"
رابعاً : المجمع المسكونى الثالث فى أفسس سنة 431 م
إنعقد المجمع المسكونى الثالث فى مدينة أفسس سنة 431 م وحضره مائتى اسقف من أساقفة
العالم للنظر فى هرطقة نسطور الذى أنكر أن تسمى السيدة العذراء بوالدة الإله , بعد
ان نادى بأن للسيد المسيح طبيعتين منفصلتين .
وهرطقة نسطور جائت إلينا بمقدمة قانون الإيمان : " نعظمك يا أم النور الحقيقى
.. ألخ " وبعبارة القداس : " بالحقيقة أؤمن ان لاهوته لم يفارق ناسوته
لحظة واحدة ولا طرفة عين .. ألخ "
أما هرطقة أوطاخى كانت سبباً فى وجود عبارة القداس : " وجعله ( أى الجسد)
واحداً مع لاهوته بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيي
====================================================
البدعة المنتانية - بدعة مونتانوس التى أدعى فيها أنه الروح
القدس
لم يتفق المؤرخين على
تسمية المونتانية بالبدعة أو الهرطقة الا أن الكنيسة قد واجهت خطورة فكر المنتانية
مجمع القسطنطينية قبل عام 381 ميلادية بإدانة المونتانية بالرغم من وقوف
(ترتليانوس)-وهو واحد من رجال الكنيسة العظام- واقتناعه ببعض أفكار المنتانية حتى
اصبح رئيس لجماعه فيها ( الخضري، حنا. تاريخ الفكر المسيحي.517 )
بدعة مونتانوس ( البدعة المنتانية )
منتانوس
مؤسس البدعة
المونتانية ,
وكانت أفكارة منحصرة فى عدة نقاط
*** الوحي لا ينقطع من العالم
*** الوحي مستمر في
شخصه – أي أن منتانوس هو الوحى -
الذي هو البارقلط أو المعزي الذي يتكلم الروح القدس من خلاله للكنيسة (كرنز ايرل. المسيحية
عبر العصورص 115)
*** المسيح قريب على
الابواب وعلى الكنيسة ان تبتعد عن العالم وتترقب قدوم المسيح *** وما دام أنه يعتقد انه
الروح القدس فهو فقط الذى يستطيع قبول الساقطين الى أحضان الكنيسة وليس الاساقفة
(كرنز، ايرل. المسيحية عبر العصور 115 ) . لان الأساقفة على حد قوله ينقصهم قياده
الروح القدس (سعيد، حبيب. تاريخ المسيحية. 122 ) .
*** وقد تطرف للقول بأنه هو نفسه الروح القدس الذي قال عنه ووعد به السيد المسيح (
بايكر، لوبرت. موجز التاريخ الكنسي.21 )
*** الاستناريّة النبويّة عند مونتانوس
عارضوا عمل
رؤساء الكنائس، وجابهوهم بسلطة تفوق سلطتهم، هي سلطة الرسل، وادّعَوا أنّهم
يستندون إليها. ومن جهة ثانية، رأى الأساقفة أنّ سلطتهم يعارضها تيّار مختلف يقدّم
نفسه وارثًا للروح النبويّة المواهبيّة: أنّه تيّار مونتانوس الذي يخصّص له
أوسابيوس القيصريّ مقطعًا هامًّا.
فحماس مونتانوس الاستناريّ وُلد في فريجية
حيث انتشرت عبادة قيباليس، إلاهة الخصب. تأثّر مونتانوس حين اهتدى إلى المسيحيّة
بهذه العبادة، فاعتبر نفسه "أُرْغُنَ" الروح القدس، وأنّه يحمل وحيًا
جديدًا يتفوّق على وحي التقليد والكتابات الرسوليّة. ولهذا رفضت المجموعات
المرتبطة بهذا الانبعاث الروحيّ سلطة الأساقفة المحلّيّين المتعلّقين بالتقليد
القديم، ولكنّ أصحابها بَقُوا في الكنيسة وحاولوا أن يدخلوا إليها التقشّف
والتقوى. حارب أساقفة آسية هذا التيّار، ولكنّه انتشر في الغرب فوصل إلى ليون (فرنسا)
ورومة وقرطاجة (ربحوا ترتليانس سنة 210- 211 الذي أسّس جماعة منشقّة). حاولت
المونتانيّة أن تفبرك "كتبًا مقدّسة جديدة" ولكن لم يبق لنا إلاّ كتابات
ترتليانس الأخيرة. بدأت الحرب ضدّ المونتانيّة مع ديونيسيوس أسقف كورنتوس (بين 160
و170) وامتدّت حتّى القرن الثالث، حين شجبها البابا زافيران حوالي السنة 200..
*******************************************************************************
الجزء
التالى عن بدعة مونتانوس الذى أدعى أنه البارقليط مأخوذ من مؤرخ كتبها فى القرن
الثالث - الرابع الميلادى تــــاريخ
الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع
بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى
ك 5 : ف 13 مع بعض البسيط التعديل فى لغته الناتج عن الترجمة .
======================================================================
الكتاب
الخامس ليوسابيوس القيصرى الفصل الرابع عشر
الأنبياء
الكذبة فى فريجية
مونتانوس هو البارقليط
إن عدو
كنيسة لارب , الذى هو بكل تأكيد مبغض للصلاح ومحب للشر , لا يترك أيه وسيله أو
حيلة إلا ويجربها ضد البشر , نشط ثانية فى إثارة بدع غريبة ضد الكنيسة (1) .. لأن
بعض الأشخاص زحفوا , كحيات سامة إلى آسيا وفريجية مفتخرين بأن مونتانوس هو البارقليط , وأن المرأتين اللتين
تبعتاه , وهما بريسكلا ومكسيميلا .. نبيتان لـ مونتانوس .
الكتاب
الخامس ليوسابيوس القيصرى الفصل الخامس عشر
وإزدهرت بدع
لآخرون , بزعامة فلوينوس فى روما , وقد سقط من رتبة القسوسية فى الكنيسة , كما سقط
بلاستوس فى البدعو سقوطاً مماثلاً , وقد جذبا كثيرون من الكنيسة لفكرهما , محاولاً
كل منهما أن يدس بدعة على قدر إستطاعته .
الكتاب
الخامس ليوسابيوس القيصرى الفصل السادس عشر
الظروف التى
رويت عن مونتانوس وأنبيائه الكذبة
1 - أما عن
البدعة الفريجية (الذى أعتقد مونتالنوس فيها أنه البارقليط ) فإن القوة التى تناضل
دائما من أجل الحق وإظهار الحقيقة اشهرت فى وجههها سلاحا ماضياً قوياً لا
يغلب , الذى هو أبوليناريوس وهو من هيرابوليس السابق ذكره (1) ومعه أشخاص آخرون
مقتدرون وقد تركوا لنا مادة غزيرة جداً أستقينا منها الكثير من المعلومات عند
كتابة تاريخنا هذا .
2 -
وقد قال أحد هؤلاء فى بداية كتابه الذى كتبه ضدهم أنه دخل معهم فى مناقشة شفوية .
3 -
وقد بدأ كتابة هكذا : " لأنك أيها الحبيب أفيرسيوس مارسيلوس ألححت على مدة
طويلة لكتابة بحث ضد هرطقة أولئك الذين ينتسبون إلى ملتيادس , فقد ترددت إلى ألان
, لا لعجز فى دحض الضلال أو الشهادة للحق , بل خوفاً من أن ابدو فى نظر البعض أننى
أضيف لتعليم أو وصايا أنجيل العهد الجديد , فإنه لمن المستحيل على من أختار أن
يعيش حسب ألإنجيل أن يزيد عليه أو ينقص منه شيئاٍ .
4 - ولكننى
إذ كنت مؤخراً فى أنقرا (2) بغلاطية , وجدت الكنيسة هناك ثائرة بسبب هذه البدعة ,
لا النبوة كما يدعونها , بل النبوة الكاذبة كما سيتبين , لذلك فإننا على قدر
إستطاعتنا وبمعونة الرب تباحثنا فى الكنيسة اياماً كثيرة عن هذه الأمور وغيرها مما
قدموه , حتى إبتهجت الكنيسة وإزدادت قوة فى الحق , أما الخصوم من أصحاب البدعة فقد
أرتبكوا وقتياً وحزنوا .
5 - وأما
القسوس الذين كانوا فى ذلك المكان ومنهم زميلنا القس زوتيكوس الذى من أوتروس حاضراً
أيضاً , فقد ترجانا أن ندون ما قيل ضد مقاومى الحق ونتركه لهم , على أننا لم نفعل
هذا فى حينه بل وعدناه بكتابته , حالما يسمح لنا الرب , وغرساله إليهم حالاً .
6 - وإذ قال
هذا وغير ذلك فى بداية كتابه بدأ يشرح سبب البدعة (الذى أعتقد مونتالنوس
فيها أنه البارقليط )كما يلى : -
" اما
مقاومتهم وبدعتهم الحديثة التى أفرزتهم وأبعدتهم عن الكنيسة فقد تمت كما يلى : -
7 - "
كانت هناك قرية تدعى أردابو فى ذلك الجزء من ميسيا المتاخم لفريجية , ويقال أنه
لما كان جراتوس والياً على آسيا كان هناك شخص أسمه مونتانوس متنصر حديثاً , وبسبب
تعطشه الذى لا يحد للقيادة أعطى الخصم (الشيطان) فرصة ضده , وأصبح خارج عقله
(يوسوس فى اذنه ) وإذ أصبح بغته فى حالة خبل وذهول صار يهذى وينطق بأمور غريبة ,
ويتنبأ بغير ما هو متبع عادة فى الكنيسة السليمة والتقاليد التى تسلمناها منذ
البداية " .
8 - وأشتد
غضب بعض من سمعوا أقوالة الذائفة فى هذا الوقت , ووبخوه كشخص قد مسه خبل , وواقع
تحت سلطان ابليس , ومدفوع بروح مضل , ومضلل للشعب , فمنعوه من الكلام , متبعين
ومتذكرين نصيحة الرب نحو ضرورة تمييز (3) ( الأرواح) والحذر من مجئ الأنبياء
الكذبة (4) الآخرون , فإذا توهموا أن لديهم الروح القدس وموهبة النبوة , تشامخوا
وأنتفخوا جداً , ونسوا ما أمر به الرب من ضرورة التمييز , وأتحدوا مع روح الضلال
والجنون والخبل , وأنخدعوا به , ونتيجة لهذا لم يكن من الممكن الإستمرار فى كبح
جماحة لكى يسكت .
9 - "
وهكذا بالمكر والحيل الشريرة دبر أبليس هلاكاً للعصاة فأكرموه , وهو لا يستحق أى
إكرام , فى الوقت الذى ألهب هو أذهانهم التى كانت قد أنحرفت فعلاً عن الإيمان
السليم , علاوة على هذا فقد حرك أمرأتين (5) وملأهما روح الضلال حتى صارتا تتكلمان
بشكل غريب وبلا روية ولا منطق , كالشخص السابق ذكره (مونتانوس) , أما الروح
(الشرير) فقد اعلن أنهم مباركون إذ سروا وأفتخروا به ونفخهم بوعوده الخلابة , غير
أنه فى بعض الحيان كان يوبخهم علانية بطريقة حكيمة أمينه لكى يظهر كناصح ومؤدب ,
ولكن الذين انخدعوا من أهل فريجية كانوا قليلى العدد .
وقد علمهم
الروح المتغطرس إحتقار الكنيسة بأكملها الجامعة تحت السماء , لأن روح النبوة
الكاذبة لم ينل منها أى إكرام ولا سمح بدخولها .
10 -
فالمؤمنون فى آسيا كانوا يجتمعون فى أماكن مختلفة فى جميع أرجاء آسيا للتفكير فى
هذا الأمر , وفحصوا الأقوال الغريبة , وأعلنوا فسادها ورفضوا البدعة , وإستقر
رأيهم على إبعاد هؤلاء الشخاص من الكنيسة , ومنعوهم من الشركة "
11 - وبعد
أن روى هذه الأمور فى بداية كتابهم , وأستمر فى تفنيذ ضلالتهم فى كل كتابه , تحدث
فى الكتاب الثانى كما يلى عن نهاية هذه البدعة :-
12 - "
فإن قالوا عنا اننا قتلة الأنبياء لأننا لم نقبل أبيائهم البقاقين , الذين يدعون
بأنهم هم الذين وعد الرب بإرسالهم (6) فليجيبوا كمن هم فى حضرة الرب على هذا
السؤال : من منْ بين هؤلاء أيها ألصدقاء بدأ يتكلم من مونتانوس إلى المرأتين
فنازلاً , وإضطهد من اليهود أو قتل من الأشرار ؟ .. لا أحد , وهل ألقى القبض على
أحدهم منهم , وصلب من اجل أسم المسيح ؟ يقيناً أنه لا أحد , هل جلد أحد من هؤلاء
النسوة فى مجامع اليهود أو رجم ؟ .. كــلا .
13 -
" ولكن الذى قيل هو أن مونتانوس ومكسيميلا ماتا بنوع آخر من الموت , لأن
الأخبار التى وصلتنا هى أنهما شنقا نفسيهما إذ إعتراهما روح جنون , وذلك ليس فى
وقت واحد بل فى وقتين مختلفين ذكرتهما تلك ألخبار , وهكذا ماتا وختما حياتهما
بأيديهما كالخائن يهوذا .
14 -
" وتروى أيضا الأنباء المتواترة عن ذلك الشخص العجيب , أول وكيل لنبوتهم
المزعومة , المسمى ثيودوتس , الذى كان يقع فى غيبوبته فى بعض الأحيان , كانه أصعد
إلى السماء , وسلم نفسه إلى روح الضلال , وتروى الأنباء أنه أوقفوه كهدف ومات ميته
شنيعة .
15 -
" ويقولون أن هذه الأمور تمت بهذه الكيفية , ولكن لأننا لم نراها يا صديقى ,
فإننا لا ندعى معرفتها , قد يكون مونتانوس وثيودوتس والمرأة السابق ذكرها قد ماتوا
بهذه الكيفية ام لا .
16 - ويقول
أيضاً فى نفس الكتاب : أن ألأساقفة القديسين فى ذلك الوقت حاولوا دحض روح مكسيملا
, ولكن اشخاص آخرين منعوهم ة, إذ كانوا متعاونون مع الرو (الشرير) بكيفية واضحة .
17 -
قد كتب ما يلى : -
" ولا
يقل الروح الروح فى مكسيميلا , لقد طردت من الحظيرة كذئب , أنا لست ذئباً , أنا
كلمة وروح وقوة , بل ليظهر قوة الروح ويبرهن عليها , وليتقدم بالروح لمن كانوا
حاضرين لمناقشة الروح البقاق وليدفعهم إلى الإعتراف به , أولئك الأشخاص البارزون
والأساقفة , زوتيكوس الذى من قرية كومانا , ويوليانوس الذى من أباميا , الذين سد
أتباع ثيميسو أفواههم , ولم يسمحوا لهم بدحض الروح المضل .
18 -
وبعد أن ذكر فى نفس المؤلف أموراً أخرى لدحض نبوات مكسيميلا الذائفة الكاذبة , بين
الوقت الذى كتب فيه هذا الوصف , وذكر نبواتها التى تنبأت بها فيها بالحروب والفوضى
, وأظهر ببطلانها فى الكلمات التالية : -
19 - "
الم يتبين بجلاء بطلان نبواتهم ؟ فقد مضى الآن أكثر من 13 سنة منذ موت تلك المرأة
ولم تحدث فى العالم لا حرب محلية ولا حرب عامة , بل بالعكس دام السلام حتى
للمسيحيين عامة برحمة الرب . "
هذا ما ورد
فى الكتاب الثانى
20 - وسأضيف
أيضاً مقتبسات وجيزة من الكتاب الثالث الذى يتحدث فيه ضد إفتخارهم بإستشهاد البعض
منهم بالكلمات التالية : " وعندما وقعوا فى حيرة , إذ كذبوا فى كل ما قالوا ,
حاولوا ألإحتماء فى شهدائهم , مدعيين بأن لهم شهداء كثيرين , وأن هذا دليل حى على
قوة روح النبوة عندهم ولكنها نبوة مزعومة , لأن هذا واضحاً ومحض إختلاق وليس عندهم
شهداء .
21 - لأن
بعض الهرطقات أستشهد فى سبيلها كثيرون , ولكننا مع هذا لم نتفق معهم بأنهم على حق
, والواقع .. أولاً أن المدعوين مركيونيين , نسبة إلى هرطقة مركيون , يقولون أن
لديهم شهداء كثيرين من أجل المسيح , ومع ذلك ى يعترفون بالمسيح نفسه أعترافاً
صادقاً .
22 - وبعد
ذلك بقليل يستمر فى الحديث قائلاً : " عندما دعى البعض من الكنيسة إلى
الإستشهاد من أجل حق الإيمان , وإلتقوا بمن يدعون شهداء هرطقة فريجية , أنفصلوا
عنهم , وماتوا دون أن تكون لهم أى شركة معهم , لأنهم رفضوا الإعتراف بروح مونتانوس
والنسوة , ومعروف عند الكل أنهذا هو ما حدث
الكتاب
الخامس ليوسابيوس القيصرى الفصل السابع عشر
ملتيادس
واعماله
1 - ويذكر
مؤلف آخر كاتباً هو ملتيادس قائلاً أنه كتب أيضاً كتاباً ضد هرطقة مونتانوس السابق
ذكرها , وبعد أقتباس بعض الكلمات يضيف قائلاً : " وإذا وجدت هذه الأمور فى
مؤلف لهم ضد الأح السبيادس الذى يبين فيه ان النبى يجب أن لا يتكلم فى خفة , إقتضب
الأمر "
2 - وبعد
قليل قدم فى نفس المؤلف قائمة بمن تنبأوا فى العصر الجديد , ذكر من بينهم اميا
وكوادراتس قائلاً : " أما النبى الكاذب فيقع فى خفة لا يخجل معها أو يخاف ,
وإذ يبدأ بالتظاهر بالجهل ينتقل إلى حالة خبل النفس إضطراراً كما ذكرنا .
3 -
" وهم لا يستطيعون أن يبينوا أن واحداً من الأنبياء القدماء أو الجدد حمل
هكذا بالروح , كذلك لا يستطيعون الإفتخار بأمثال أغابيوس (7) أو يهوذا (8) أو سيلا
(9) أو بنات فيلبس (10) أو أميا التى من فلادلفيا أو كودراتس أو أى واحد آخر لا
يتبعهم "
4 -
وبعد قليل يقول أيضاً : " وإن كانت النساء كن نلن مع مونتانس موهبة النبوة ,
كما يؤكدون إقتداء بكوادراتس وأميا التى من فلادلفيا , فليبينوا من منهم نالها من
أيدى مونتانس والنسوة , لأن الرسول رأة صرورياً أن تستمر موهبة النبوة فى كل
الكنيسة حتى المجئ الأخير , أما هم فلا يستطيعون أن يبينوا هذا رغم أن هذه هى
السنة الرابعة عشرة منذ موت مكسيميلا (11)
5 - هذا ما
كتبه .. أما ملتيادس الذى يشير إليه فقد ترك آثاراً أخرى عن غيرته من أجل الأسفار
الإلهية , وذلك فى الأبحاث التى ألفها ضد اليونانيين وضد اليهود , وفيها يرد على
كل منهم فى كتاب مستقل , وعلاوة على هذا فإنه وجه إحتجاجاً للحكام الأرضيين
مدافعاً عن الفلسفة التى أعتنقها .
الكتاب
الخامس ليوسابيوس القيصرى الفصل الثامن عشر
الطريقة التى
دحض بها أبولونيوس أهل فريجية الذين أتبعوا مونتانوس
1 - وإذ
كانت البدعة الفريجية لا تزال مزدهرة فى فريجية فى عصر أبولونيوس (12) وهو كاتب
كنسى , فقد أخذ على عاتقه هو أيضاً أن يدحضها , وكتب مؤلفاً خاصاً ضدها , مصححاً
بكل دقة النبوات الكاذبة التى كانت شائعة بينهم , ومنتقداً حياة مؤسسى هذه البدعة
, لكن أسمع كلماته من مونتانوس .
2 - "
إن تصرفات وتعاليم هذا المعلم هذا المعلم الجديد تكشف عن شخصيته , فهو الذى نادى
بحل الزواج (13) ووضع قوانين الصوم (14) وأطلق على ببوذا وتيميون ( وهما مدينتان
صغيرتان فى فريجية ) أسم أورشليم , لرغبته فى جمع الناس إليهما من كل الأرجاء ,
وهو الذى أقام أشخاصاً لجمع المال , ورتب قبول الهبات تحت أسم تقدمات , ورتب
مرتبات لمن نادوا بتعاليمه لكى تنتشر على حساب النهم والشراهة "
3 - هذا ما
كتبه عن مونتانوس , وبعد قليل الآتى عن نبياته : " وقد بينا أن هؤلاء النبيات
هجرن أزواجهن حالما أمتلأن من الروح , إذن فقد كذب يقولون عن بريسكا أنها عذراء
"
4 - وبعد
ذلك يقول : " ألا يتضح لكم ان كل الكتاب المقدس يمنع النبى من قبول هبات
وأموال , فعندما أرى نبية تتقبل ذهباً وفضة وثياباً فاخرة فكيف أمتنع عن توبيخها
"
5 - وبعد
قليل أيضاً يتحدث هكذا عن أحد معترفيهم : " وهكذا ايضاً لم يحتمل علامة
ثيميسو الممتلئ بالطمع الغرار , بل حطم كل القيود التى كانت تمنعه عن وفرة
الممتلكات , ورغم أنه كان ينبغة أن يحنى رأسه خجلاً بسبب هذا أفتخر بأنه شهيد ,
وظتهر بانه رسول , فكتب رسالة جامعة لتعليم أشخاص كان إيمانهم أفضل من إيمانه ,
مليئة بكلمات جوفاء , ومجدنا على الرب والرسل والكنيسة المقدسة .
6 - وكتب
ايضاً ما يلى عن بعض أشخاص آخرين أكرموهم كشهداء : " ولا داعى للكلام عن
الكثيرين , بل لنتحدث إلينا النبية نفسها عن الإسكندر الذى دعا نفسه شهيداً ,
والذى تعودت الجلوس أمامه فى الولائم , والذى يعبده الكثيرين , ولسنا فى حاجة لذكر
حوادث السرقة التى أرتكبها والأعمال الإجرامية الأخرى التى عوقب لأنه أقترفها ,
فهذه تتضمنها السجلات المحفوظة .
7 - "
أى واحد من هؤلاء يصفح عن أخطاء غيره ؟ يصفح النبى عن سرقات الشهيد أو يصفح الشهيد
عن طمع النبى ؟ .. لأنه رغم ما قاله الرب : " لا تقتنوا ذهباً ولا فضة ولا
ثوبين (15) فإن هؤلاء بعكس الوصية على خط مستقيم خالفوها فيما يتعلق بإمتلاك الأشياء
المحرمة , وسنبين أن هؤلاء الذين يدعونهم أنبياء وشهداء يجمعون أرباحهم , لا من
الأغنياء فحسب , بل أيضاً من الفقراء والأرامل والأيتام .
8 -
" وإن كانوا واثقين من أنفسهم فليأتوا ويناقشوا هذه الأمور , حتى إذا ثبت
خطأهم وأدينوا كفوا عن ترديد أفكارهم وتعديهم , لأن ثمار النبى ( أعمال النبى )
يجب أن تمتحن , فمن الثمر تعرف الشجرة (16)
9 - أما
الذين يريدون أن يعرفوا من هو الإسكندر ؟ فليعلموا أن والى أفسس أميليوس فرونتينوس
قد حاكمه , لا من أجل المسيح , بل من أجل السرقات التى أقترفها لأن الكذاب الذى
أرتد عن الحق هو سارق ولص , وبعد ذلك إذ صرح كذباً أن الرب هو الذى أطلقة من الحبس
ولكنه أطلق لأنه خدع المؤمنين الذين كانوا هناك , ولم تقبله أبروشيته التى أتى
منها لأنه كان سارقاً ولصاً , وعلى الذين يريدون أن يعرفوا عنه المزيد يذهبوا
ويطلعوا على سجلات آسيا العامة , ومع ذلك فإن النبى الذى قضى معه سنوات لا يعرف
عنه شيئا .
10 - وإذ
كنا نشهر به نشهر أيضاً بإدعاء النبوة , وهذا مجمل ما يمكن إظهارة عن الكثيرين
غيره , أما إذا كانت عندهم ثقة فى أنفسهم فى إدعائاتهم فليصمدوا أمام الإمتحان
" .
11 - وفى
جزء آخر من مؤلفه يتحدث عن الأنبياء الذين يفتخرون بهم كما يلى : " لو أنكروا
أن ابيائهم قبلوا هدايا فليعترفوا بهذا , حتى إذا ما ثبت إدانتهم من جهة قبولها
ثبت أنهم ليسوا أنبياء , وسنقدم الأدلة الكثيرة جداً عن هذا الذى ذكرناه , ولكنه
من الضرورى بل أنه ينبغة أمتحان كل ثمار النبى , قولوا لى هل النبى يصبغ شعره ؟ هل
النبى يصبغ جفن عينيه ؟ هل النبى يتلذذ بالتزين؟ هل النبى يلعب الميسر ؟ هل النبى
يقرض بالفائدة ؟ ليعترفوا إن كانت هذه الأمور جائزة أم لا ؟ أما أنا فسأوضح أنهم
أرتكبوها فعلاً !!
12 - ومما
يذكر أن ابولونيوس بنفسه ذكر هذا , ففى نفس المؤلف . أنه وقت كتابة مؤلفه كانت قد
مرت أربعون سنة منذ بدأ مونتانوس نبوته المزعومة .
13 - ويقول
أيضاً بأن زوتيكوس , الذى ذكره الكاتب السابق (17) قاوم مكسيميلا عندما كانت تزعم
التنبؤ فى بيبوزا , وحاول أن يفضح الروح الذى كان بعمل فيها , ولكن الذين كانوا
معها منعوه , كما ذكر ايضاً أن شخص أسمه ثراسيس كان من ضمن شهداء ذلك العصر .
وعلاوه على
ما كتب تحدث عن قصة رويت عن المخلص أنه أمر رسله لأن لا يغادروا أورشليم لمدة 12
سنة (18) , كما أقتبس أيضاً شهادات من رؤيا يوحنا , وروى أن يوحنا نفسه أقام ميتاً
فى أفسس بمعونة القوة الإلهية , وأضاف أموراً أخرى قام بها لفضح ضلال البدعة موضوع
حديثنا
الكتاب
الخامس ليوسابيوس القيصرى الفصل التاسع عشر
سرابيون
أيضاً يكتب ضد بدعة أهل فريجية الذين أتبعوا مونتانوس
1 - أما
سرابيون الذى يقال أنه خلف مكسيمينوس (19) كأسقف على كنيسة أنطاكية فى ذلك الوقت
(20) فإنه يذكر مؤلفات أبوليانريوس (21) ضد بدعة مونتانوس , ويشير إليه فى خطاب
خاص أرسله إلى كاريكوس وبونتينوس يفضح فيها بعة مونتانوس الذى أدعى فيها أنه الروح
القدس ثم يضيف الكلمات التالية : -
2 - وحتى
تتأكد لترى أعمال هذه العصابة المضللة للذين يتبعون هذه الضلالة المنتمية إلى تلك
النبوة الجديدة المزعومة كيهه عند كل الأخوة فى كل العالم أرسلت إليك كتابات (22)
المغبوط جداً كلوديوس أبوليناريوس أسقف هيرابوليس فى أسيا .
3 - وفى نفس
خطاب سرابيون وجدت العديد من التوقيعات لأساقفة , كتب أحدهم عن نفسه ما يلى :-
" أنا
أورياليوس كيرينيوس , أحد الشهود , أصلى لتوهبوا الصحة "
وقال آخر
بنفس الطريقة : " أنا اليوس ببليوس أسقف دبلتوم (23) وهى مستعمرة فى ثريس ,
كما يسكن الرب فى السماوات أراد سوناس فى أنكيالوس (24) أن يخرج الشيطان من
بريسكلا , ولكن المرائين لم يسمحوا بذلك " .
4 - ويتضمن
نفس الخطاب توقيعات أساقفة آخرين كثيرين متفقين معهم .. هذا ما ذكر عن هؤلاء
الأشخاص .
========================================================================
المـــــــراجع
:
(1) راجع ك
4 ف 21 و 26 و 27 وأيضاً ك 5 ف5
(2) كانت
عاصمة غلاطية .
(3) التمييز
بين أرواح الملائكة والشياطين والنبوة الحقيقة والنبوة الكاذبة .
(4) مت 7 :
15
(5)
مكسيميلا وبريسكلا السابق ذكرهما فى ف 14 , كانا متزوجتين وتركتا زوجيهما وتتلمذا
لمونتانوس وأوهبا نفسيهما لكنيسته كـ نبيتين .
(6) مت 22 :
34
(7) أعمال
11: 28 , 21 , 10
(8) أعمال
15 : 22 , 27 , 23
(9) أعمال
15 - 18 , 1 تس 1: 21 , 1 بط 5 : 12 - ولعل سلوانس هو سيلا
(10) أع 21:
9 , ك 3 ف 21
(11) ف 16
(12) قيل
أنه كان أسقفاً لأفسس .
(13) يقال
أنهم لم يحرموا الزواج قطعاً بل حرموا الزيجة الثانية .
(14) تردد
أنهم أضافوا أسبوعين لصوم الفصح وأمروا بصوم يومى الأربعاء والجمعة طول النهار بعد
كل جزء من النهار .
(15) مت 10
: 9 و 10
(16) مت 12
: 23
(17) راجع ك
5 ف 17 و 17
(18) وهذا
ما رواه أيضاً أكليمنضش السكندرى
****************************************************************************************
إنجيل يهـــوذا
فى مقاله بعنوان :
"إنجيل يهوذا المزعوم1 - لنيافة الأنبا موسي أسقف الشباب (
الصورة الجانبية ) " قال فيها
قصةالمخطوطة:
تبدأ القصة حين تم اكتشاف مخطوطة باللغة القبطية لهذا الإنجيل
المزعوم,أوائل السبعينيات 1972في مخطوطات نجع حمادي.وهذه
المخطوطة كانت علي ورق البردي,بطريقة الكشكول Codexوهذا معناه أنها ترجع إلي
القرن الثالث الميلادي,حيث كانت الكتابة علي البردي بطريقة ال
Roll في القرون
السابقة,وبدأت طريقة الكشكولمجموعة أوراق مجمعة معافي القرن
الثالث.
ومعروف أن البردي كان نباتا ينمو علي شاطيء النيل,وكانت
تعالج سيقانه بطريقة خاصة,فيتحول إلي ورق للكتابة...لهذا يدعي
البردي Papyrus,ومنه
جاءت كلمة paper
الإنجليزية,مما يظهر أن القدماء المصريين هم أول من اخترعوا
الورق والكتابة عليه.
وبعد العثور علي المخطوطة من قبل بعض الفلاحين باعوها إلي
تجار آثار,أخذوا يتحركون بها من مكان إلي آخر بحثا عن
أعلي سعر.وفي هذه الرحلة تم حفظ البردية في خزينة أحد
البنوك لسنوات طويلة,فبدأت تتهرأ وتتآكل...لاحظ أن البردي هو
مجرد نبات يخضع لعوامل التعرية.وفي النهاية وصلت المخطوطة إلي
يد العلماء,الذين بدأوا في تجميعها بمجهود شاق,ليعرفوا في
النهاية أنهاإنجيل يهوذا(المزعوم).
قصة إنجيل يهوذا:
في القرن الثاني الميلادي كتبت مجموعة منالغنوسيينهراطقة هاجموا
المسيحية وحاولوا إفسادهاوكلمةغنوسأيعارف...كتبت هذه المجموعة ما
سمتهأناجيلمثلي إنجيل المجدلية,وإنجيل فيلبس,وإنجيل توما,وإنجيل
يهوذا هذا وتمت الكتابة باليونانية حوالي سنة 150م ثم جاءت
الترجمة إلي القبطية حوالي سنة300م وهي هذه المخطوطة التي
تم العثور عليها في السبعينيات.
وقد رفضت الكنيسة المقدسة منذ البداية هذه الأناجيل المزيفة
والمدسوسة,والمؤلفة بواسطة الهراطقة الغنوسيين,ولم تضعها في
كتابنا المقدس القانوني,الذي سلمته لنا الكنيسة جيلا بعد جيل
منذ قائمة موراتوري سنة 150م ثم قانون القديس أثناسيوس في
نيقية.
وقد كتب كل من القديس ايريناوسالقرن الثانيوالقديس أثناسيوسالقرن
الرابع,عن هذا الانجيل,ورفضاه مقررين أنه مزعوم ومزيف! القصة
إذن حسمها الآباء منذ القرون الأولي.واستمرت المخطوطة مخبأة
في باطن الأرض إلي أن عثر عليها أوائل السبعينيات.
3- أهم ما في المخطوطة:
أن السيد المسيح أخذ يهوذاالخائنجانبا,وقال له إنه سيعرفه
بأسرار الملكوت دون باقي التلاميدلماذا؟!!...وأن هذا السر هو
أن يقوم يهوذا بتسليم السيد المسيح ليصلبوه وهكذا ينزع المسيح
عنهالإنسان الذي يلتحق به,وتتحرر روحه منه...وقال المسيح
ليهوذا-حسب زعم هذه المخطوطة-إنه سيجعل يهوذا فوق كل الرسلexceeding all...وأن الأجيال ستعلن
يهوذا كخائن لكنمعلهشفهو يتمم إتفاقا أساسيا لخلاصنا بأن يسلم
المسيح لليهود!!
********************
بعض ما جاء
فى أنجيل يهوذا
هو، ولكنه وُجد بينهم كطفل ". المشهد الأول (1)
يسوع يحاور تلاميذه؛ صلاة الشكر أو الأفخارستيا: " وكان (يسوع) يوما ما مع
تلاميذه في اليهودية فوجدهم وقد تجمعوا معاً وجالسين يتأملون بتقوى. وعندما
[اقترب] من تلاميذه الذين كانوا مجتمعين معاً يصلون صلاة الشكر علي الخبز, فضحك
منهم، قال له التلاميذ: " يا معلم, لماذا تضحك من صلاتنا؟ لقد فعلنا ما هو
صواب ". فأجاب وقال لهم: " أنا لا اضحك منكم, < فأنتم > لا تفعلون
ذلك لأنكم تريدون, ولكن لأنه بذلك سُيمجد إلهكم ". فقالوا: " يا معلم,
أنت [---] ابن إلهنا ". قال لهم يسوع: " كيف تعرفونني؟ الحق [أنا]
أقول لكم, ليس بينكم جيل من الناس سيعرفني " (2) التلاميذ يغضبون: وعندما سمع
تلاميذه ذلك بدأوا يغضبون ويحنقون وبدأوا يجدفون عليه في قلوبهم. ولما رأى يسوع
قلة [معرفتهم، قال] لهم: " لماذا أدت بكم هذه الإثارة إلى الغضب؟ إلهكم الذي
بداخلكم و [---] هو من دفعكم إلى الغضب [داخل] نفوسكم. فليأت أي واحد منكم
[قوى بما يكفى] بين الكائنات - 26 - البشرية، ليخرج الإنسان الكامل ويقف أمام وجهي
". فقالوا جميعا: " نحن نملك القوة ". لكن أرواحهم لم تجرؤ على
الوقوف [أمامه] فيما عدا يهوذا الإسخريوطي, الذي كان قادراً على الوقوف أمامه,
لكنه لم يقدر أن ينظر إليه في عينيه فأدار وجه بعيدا. [وقال] له يهوذا: " أنا
اعرف من أنت ومن أين أتيت, أنت من العالم الخالد لباربيلو Barbelo وأنا لست مستحقاً بان
انطق باسم ذلك الذي أرسلك " (3) يسوع يتحدث إلى يهوذا حديثاً خاصاً: ولمعرفته
أن يهوذا كان يتأمل في شيء ما كان مرتفعاً، قال له يسوع: " تعالَ بعيدا عن
الآخرين وسأخبرك بأسرار الملكوت. فمن الممكن لك أن تصل إلى ذلك. ولكنك ستحزن
كثيراً، لأن آخر سيحل محلك ليصل الأثنا عشر إلى الكمال مع إلههم ". فقال له
يهوذا: " ومتي ستخبرني بهذه الأشياء؟ و[متي] يشرق يوم النور العظيم علي
الجيل؟ ". ولكن عندما قال هذا تركه يسوع. المشهد الثاني (1) يسوع يظهر
لتلاميذه ثانية: وفي الصباح التالي، وبعد أن حدث ذلك [ظهر] يسوع ثانية لتلاميذه.
فقالوا - 27 - له: " يا سيد إلى أين ذهبت؟ وماذا فعلت عندما تركتنا؟ فقال لهم
يسوع: " ذهبت إلى جيل أخر عظيم ومقدس ". قال له تلاميذه " يا رب:
ما هو هذا الجيل الأسمى والأقدس منا والذي ليس هو الآن في هذه العوالم؟ "
وعندما سمع يسوع ذلك, ضحك وقال لهم: " لماذا تفكرون في قلوبكم في الجيل القوي
والمقدس؟ الحق [أنا] أقول لكم: " ليس أحد ولد في ذلك الايون (الدهر – aeon) سيرى ذلك [الجيل], ولا جيش من
ملائكة النجوم سيحكم على ذلك الجيل, ولا إنسان ذو مولد فان يمكن أن يشارك فيه لأن
ذلك الجيل لا يأتي من [---] الذي أصبح [---] جيل الناس الذين بين[كم]
هو من جيل البشرية [---] القوى، التي [---الـ] القوى الأخرى [التي] بها
تحكمون ". وعندما سمع تلاميذ[ه] ذلك اضطرب كل منهم بالروح. ولم يستطيعوا
النطق بكلمة. وفى يوم أخر عندما جاءهم يسوع قالوا له: " يا سيد لقد رأيناك في
[رؤيا], لأننا رأينا [أحلاما 000] عظيمة ليلاً [---] ". [فقال لهم]: "
ولماذا كان [عليكم --- عندما] ذهبتم للاختباء؟ ". (2) التلاميذ يرون الهيكل
ويتناقشون في ذلك: [قالوا: " رأينا] منزلاً عظيماً فيه مذبح كبير، وأثنى عشر
رجلا – وكان - 28 - علينا أن نقول هم الكهنة - واسم, وجموع من الناس كانت تنتظر
عند ذلك المذبح [حتى] الكهنة [--- ويتسلموا] التقدمات. لكننا ظللنا منتظرين
". [قال يسوع]: " وماذا كان شكل الكهنة؟ ". [قالوا: بعضهم ---]
أسبوعين: [البعض] يضحون بأطفالهم وغيرهم يضحون بزوجاتهم، في تسبيح وأتضاع مع بعضهم
البعض, البعض ينامون مع الرجال بعضهم تورط في [الذبح]؛ والبعض ارتكب خطايا عديدة
وأعمال أثم, وكان الواقفون أمام المذبح يتوسلون بـ [اسمك], وفي كل أعمال عجزهم فقد
وصلت ذبائحهم للكمال [---] ". وبعد أن قالوا ذلك, هدأت نفوسهم, لأنهم كانوا
مضطربين. (3) يسوع يقدم تفسيراً مجازياً لرؤيا الهيكل: قال لهم يسوع: " لماذا
انتم مضطربون؟ الحق أقول لكم: أن كل الكهنة الواقفين أمام المذبح يتوسلون باسمي,
أقول لكم ثانية. أن اسمي مكتوب على هذه [---] لأجيال النجوم عبر أجيال
البشر. [وهم] غرسوا أشجاراً بدون ثمر، باسمي بطريقة مخزية ". قال لهم يسوع:
" هؤلاء الذين رأيتموهم يتسلمون التقدمات عند المذبح - هؤلاء هم انتم. هذا هو
الإله الذي تخدمونه، وانتم هؤلاء الرجال الأثنا عشر الذين رأيتموهم. والجموع التي
ُحضرت للتضحية هم الناس الذين تقودونهم - 29 - أمام ذلك المذبح. [---] سيقف
ويستخدم اسمي بهذه الطريقة, وستبقى أجيال من الأتقياء أوفياء له, وبعدها سيقف رجل
أخر هناك من [ الزناة] وأخر سيقف هناك من الذين يذبحون الأطفال, وأخر من الذين
ينامون مع الرجال, وواحد من الذين يمتنعون، وبقية الناس الذين يتدنسون والأثمة
والمخطئين، وهؤلاء الذين يقولون " نحن مثل الملائكة ". أنهم هم النجوم
التي تأتي بكل شيء إلى نهايته. لأنه قيل لأجيال البشر: " انظروا لقد قبل الله
تقدماتكم من أيدي كاهن " - هذا هو خادم الخطية, لكن الرب, رب الكون، هو الذي
يوصي: " في اليوم الأخير سيعيشون في العار ". قال [لهم] يسوع: "
كفاكم تض[حية ---] التي لكم [---] على المذبح، لأنهم فوق نجومكم وملائكتكم
وجاءوا حالا لنهايتهم هناك. لذا دعوهم يقعون في الشرك أمامكم ودعوهم يمضون [---
حوالي 15 سطر مفقوداً من المخطوط ---] كفاكم عراك معي, كل واحد منكم له نجمه, كل
[جسد] وهو الذي سيأتي إلى ماء جنة الرب وذلك الجيل لن يزول ". (4) يهوذا يسأل
يسوع عن ذلك الجيل وأجيال البشر: وقال له يهوذا, اى ثمار يخرجها ذلك الجيل؟ قال
يسوع أرواح جيل البشر سوف تموت وعندما يتم هؤلاء الناس زمن الملكوت ويغادرهم الروح
ستفني أجسادهم ولكن ستظل حية, وسيتم رفعهم - 30 - إلى السماء قال يهوذا: وماذا
ستفعل باقي أجيال البشر. قال يسوع: من المستحيل أن تغرس البذور في الصخر ثم تجني
ثماراً, هذا هو أيضاً سبيل الجيل المهزوم, والحكمة الفاسدة, أن اليد التي خلقت
الناس ليفنوا, تصعد أرواحهم إلى الأعالي الخالدة, الحق أقول لكم أن قوة الملائكة
ستقدر علي أن تري هؤلاء الذين من اجلهم [---] الأجيال المقدسة وبعد أن قال
يسوع ذلك رحل. المشهد الثالث (1) يهوذا يصف رؤيا ويسوع يرد: قال يهوذا: يا سيد,
كما استمعت إليهم جميعاً, استمع الآن إلى لأنني رأيت رؤيا عظيمة. عندما سمع يسوع
ذلك, ضحك وقال له: " أنت أيها الروح الثالثة عشرة لماذا تحاول بكل هذا الجهد؟
تكلم أذن وسأحتمل أنا معك ". قال له يهوذا: " في الرؤيا رأيت نفسي, وكأن
الأثنى عشر تلميذاً يرجمونني, ويضطهدون[ني بقسوة], وجئت أيضاً إلى المكان حيث
[---] بعدك، رأيت [بيتاً ---], ولم تقدر عيناي أن [تدرك] حجمه. وكان شعب
كثير يحيط به, وكان لهذا البيت سقف من السعف، وفي منتصف البيت كانت [هناك جموع ---
سطرين مفقودين ---]، قائلاً: " يا سيد خذني مع - 31 - هذا الشعب ". أجاب
[يسوع] وقال له: " يا يهوذا, لقد أضلك نجمك "، ثم واصل " لا يوجد
شخص ذو مولد فانٍ يستحق أن يدخل البيت الذي رأيته, لأن هذا المكان محفوظ فقط
للمقدس, فلا الشمس ولا القمر يحكمان هناك, ولا النهار, ولكن المقدس يبقي هناك
دائماً: في العوالم الأبدية مع الملائكة القديسين. انظر لقد شرحت لك أسرار
الملكوت, وعلمتك خطأ النجوم: و [---] أرسلتها [---] إلى الايونات
الأثنى عشر. (2) يهوذا يسأل عن مصيره: وقال يهوذا: يا سيد, أيمكن أن يكون نسلي تحت
سيطرة الحكام؟ أجاب يسوع وقال له: " تعالَ، أنه أنا [--- سطرين مفقودين ---]
لكنك ستحزن كثيراً عندما تري الملكوت وكل أجياله ". وعندما سمع ذلك قال له
يهوذا: " ما الخير الذي تسلمته أنا؟ لأنك أنت الذي أبعدتني عن ذلك الجيل؟
" أجاب يسوع وقال: " ستكون أنت الثالث عشر, وستكون ملعوناً من الأجيال
الأخرى – ولكنك ستأتي لتسود عليهم. وفي الأيام الأخيرة سيلعنون صعودك؟ (3) يسوع
يعلم يهوذا عن الكون: الروح والمولود الذاتي: قال يسوع: " [تعال]: حتى أعلمك
[أسرار] لم يرها أحد قط، لأنه يوجد - 32 - عالم عظيم ولا حد له، الذي لم ير وجوده
جيل من الملائكة قط [ الذي فيه] يوجد [روح] عظيم غير مرئي ". الذي لم تره عين
ملاك قط. ولم يدركه فكر قلب قط. ولم يدع بأي اسم قط. " وظهرت سحابة منيرة
هناك، فقال: " ليأت ملاك إلى الوجود في حضوري "- " وانبثق من السحابة
ملاك عظيم، الروح الإلهي المنير المولود الذاتي. وبسببه، جاء إلى الوجود أربع
ملائكة أخري من سحابة أخرى. وصاروا حاضرين للمولود الذاتي الملائكي. فقال المولود
الذاتي: ليأت [---] إلى الوجود [---] ، وجاء إلى الوجود [---] . و
[خلق] هو المنير الأول ليحكم عليه. وقال " ليأت ملائكة إلى الوجود لتخدم[ه]،
وجاء إلى الوجود ربوات لا تعد. وقال هو ليأت أيون منير إلى الوجود، وجاء (الأيون
المنير) إلى الوجود. وخلق المنير الثاني ليحكم عليه، ليقدم خدمة مع ربوات الملائكة
غير المحصاة. وهكذا خلق بقية الأيونات المنيرة. وجعلهم يحكمون عليهم. وخلق لهم
ربوات من الملائكة بلا عدد لتساعدهم. (4) آداماس والمنيرون: - 33 - " وكان
آداماس في السحابة المنيرة الأولى التي لم يرها ملاك قط بين كل أولئك الذين يدعون
" إله ". هو [---] الذي [---] الصورة [---] وعلى صورة
[هذا] الملاك. وعمل [الجيل] الغير فاسد لشيث يظهر [---] الأثنا عشر
[---] الأربعة وعشرون [---] . وعمل اثنان وسبعون منيراً يظهرون في الجيل غير
الفاسد بحسب إرادة الروح. والاثنان وسبعون منيراً أنفسهم عملوا ثلاثمائة وستون
منيراً ظهروا في الجيل الغير الفاسد، بحسب إرادة الروح، وأن عددهم يجب أن يكون
خمسة لكل منهم. ويشكل الأثنا عشر أيوناً للأثنا عشر منيراً والدهم، مع ست سموات
لكل أيون، لدرجة أنه يوجد أثنين وسبعين سماء لأثنين وسبعبن منيراً، ولكل منها سبع
طبقات من الجلد [بأجمالي] ثلاثمائة وستين [جلد ---]. وهناك أعطيت سلطة وجمهور
[عظيم] من الملائكة [بلا عدد] للمجد والتوقير، [وبعد ذلك أيضاً] أرواح عذراء، لمجد
[وتوقير] كل الأيونات والسموات وجلدها. (5) العالم والفوضى والعالم السفلي: "
وجموع هؤلاء الفانين تدعى العالم – هذا هو الهلاك الروحي – بواسطة الآب والاثنين
والسبعين منيراً الذين مع المولود الذاتي وأيوناته الاثنين والسبعين. وفيه ظهر
الإنسان الأول بقواته غير الفاسدة. والأيون الذي ظهر مع جيله، الأيون الذي فيه
سحابة المعرفة والملاك، يدعي إيل [---] أيون [---] بعد ذلك[---]
قال: " ليأت اثنا عشر ملاكاً إلى الوجود ليحكموا - 34 - على الفوضى [والعالم
السفلي] ". وأنظر: " من السحابة ظهر [ملاك] أضاء وجهه بالنيران, وتلوث
ظهوره بالدماء. وكان اسمه هو " نبرو - Nebro" الذي يعني المتمرد, ودعاه
أحرون " يالدابوث - Yaldabaoth"
وجاء ملاك أخر من السحابة هو سكالاس (Skalas)، وهكذا خلق نبرو ستة ملائكة –
وأيضاً سكالاس (Skalas) -
ليكونوا مساعدين, وهؤلاء أنتجوا اثني عشر ملاكاً في السموات, وكل واحد منهم تسلم
نصيباً في السموات. (6) الحكام والملائكة: " وتكلم الأثنا عشر حاكماً مع
الاثني عشر ملاكاً:دع كل منكم [---] ودعهم [---] جيل [--- سطر واحد
مفقود ---] ملائكة ". الأول هو شيث, الذي يدعى المسيح. و[الثاني] هو هارماثوث
Harmathoth,
الذي هو [---] . و[الثالث] هو جليلا Galila. والرابع هو يوبيل Yobel. والخامس هو آدونايوس Adonaios. وهؤلاء الخمسة هم الذين
يحكمون على العالم الأسفل، وأول الكل على الفوضى. - 35 - (7) خلق البشرية: وبعدها
قال سكالاس (Skalas)
لملائكته: لنخلق كائناً بشرياً على شكل وعلى صورة, فشكلوا آدم وزوجته حواء، التي
تدعى في السحاب زوي " Zoe-
الحياة ". لأنه بهذا الاسم تبحث كل الأجيال عن الإنسان, وكل منهم يدعو المرأة
بهذه الأسماء, والآن لم يأمر [---] سكالاس (Skalas) فيما عدا [---] الأج[يال ---] هذا
[---] وقال [الحاكم] لآدم: " سوف تعيش طويلاً مع أطفالك ". (8)
يهوذا يسأل عن مصير آدم والإنسانية: وقال يهوذا ليسوع: " [ما] هو مدى الزمن
الذي سيعيشه الكائن البشري؟ ". قال يسوع: " ولماذا تتساءل عن ذلك؟ لقد
عاش آدم وجيله مدى الحياة في المكان الذي تسلم فيه مملكته التي طالت بطول وجود
حاكمها؟ ". قال يهوذا ليسوع: " وهل تموت الروح الإنسانية؟ ". قال
يسوع: " لهذا السبب أمر الله ميخائيل أن يعطي البشر أرواحاً كإعارة, ليقدموا
خدمة، ولكن الواحد العظيم أمر جبرائيل أن يمنح أرواحاً للجيل العظيم دون حاكم عليها
- هذا هو الروح والنفس. ولذا [فبقية] النفوس [--- سطر واحد مفقود ---] - 36 - (9)
يسوع يناقش دمار الأشرار مع يهوذا والآخرين: " [---] نور [ 000 حوالي
سطرين مفقودين---] حول [---] دع [---] الروح [التي] بداخلك تسكن في
هذا [الجسد] بين أجيال الملائكة ولكن الله سبب المعرفة لتعطى لآدم وأولئك الذين
معه,حتى لا يحكم عليهم ملوك الفوضى والعالم السفلي ". قال يهوذا ليسوع:
" وما الذي ستفعله هذه الأجيال أذن ؟". قال يسوع: " الحق أقول لك,
ستحضر النجوم لهم كلهم الأمور إلى الكمال. عندما يكمل ساكلاس (Skalas) مدى الزمن المعين له
سيظهر نجمهم الأول مع الأجيال, وسيتمون ما قالوا أنهم سيكّملونه, وبعدها سيزنون
باسمي ويذبحون أبناءهم وسوف [---] و [--- حوالي ستة سطور ونصف مفقودة ---]،
اسمي ، وسوف [---] نجمكم فوق على الأيون الثالث عشر ". وبعد ذلك [ضحك]
يسوع. [قال يهوذا]: يا سيد، [لماذا تضحك منا]؟ ". أجاب [يسوع وقال]: أنا لا
اضحك [منكم] ولكن على خطأ النجوم، لأن هذه النجوم الستة تهيم ومعها هؤلاء
المحاربون الخمسة. وسيدمرون جميعاً مع مخلوقاتهم ". - 37 - (10) يسوع يتكلم
عن الذين اعتمدوا وعن خيانة يهوذا: قال يهوذا ليسوع: " انظر, ما الذي سيفعله
الذين اعتمدوا باسمك؟ ". قال يسوع: الحق أقول [لك]. هذه المعمودية
[---] باسمي [ --- حوالي تسعة سطور مفقودة ---] لي. الحق [أنا] أقول لك يا
يهوذا: [هؤلاء الذين] يقدمون تضحياتهم سكالاس (Skalas) [---] الله [--- ثلاثة سطور مفقودة
---], كل شيء شرير. " ولكنك ستفوقهم جميعاًَ لأنك ستضحي بالإنسان الذي
يرتديني. ويرتفع قرنك حالاً. ويضرم عقابك الإلهي. ويظهر نجمك ساطعاً وقلبك
[---] " الحق [---] أخرك [---] سيصبح [--- حوالي سطرين
ونصف مفقودين ---] الحاكم، حيث أنه سيدمر، وسترتفع صورة الجيل العظيم لآدم، لأنه
يوجد قبل السموات والأرض والملائكة، ذلك الجيل الذي من العوالم الروحية. أنظر، لقد
أُخبرت بكل شيء، ارفع عينيك وانظر إلى السحابة والنور بداخلها والنجوم المحيطة
بها. النجم الذي يقود الطريق هو نجمك ". - 38 - ورفع يهوذا عينيه ورأي
السحابة المنيرة ودخل فيها. وهؤلاء الواقفون على الأرض سمعوا صوتاً آتياً من
السحابة، قائلاً: [---] جيل عظيم [---] --- صورة [--- حوالي خمسة سطور
مفقودة ---] (11) الخلاصة: يهوذا يخون يسوع: " [---] كان رؤساء كهنتهم
يتمتمون لأنه دخل حجرة الضيوف للصلاة, لكن بعض الكتبة كانوا يراقبون بحذر كي
يقبضوا عليه أثناء الصلاة, لأنهم كانوا خائفين من الشعب, لأن الكل كان ينظر إليه
كنبي. واقتربوا من يهوذا وقالوا له: ماذا تفعل هنا؟ أنت تلميذ يسوع ".
فأجابهم يهوذا كما أرادوا منه واستلم بعض المال وأسلمه لهم. نهاية انجيل يهوذا.
=====================================================================
المـــــــــــراجع
(1) كتاب : " إنجيل يهوذا .. هل يؤثر اكتشافه على
المسيحية؟رقم (6) من سلسلة Apologetics ) اللاهوت الدفاعي)
المؤلف : القس عبد المسيح بسيط أبوالخير - المطبعة : بيت مدارس الأحد بروض الفرج