الرعاية الاسرية
تعرّف منظمة الصحة العالمية مفهوم الرعاية الصحية الأولية والذي ينص على
أنها: الرعاية الصحية الأساسية القائمة على وسائل علمية وعملية ومقبولة اجتماعياً
والتي يقدمها الجهاز الصحي لكافة أفراد المجتمع وعائلاته وبمشاركتهم الكاملة على
أن تناسب المجتمعات والحكومات التي تطبقها من حيث التكلفة بحيث تحافظ على تطورها
في كل مرحلة من مراحلها مع مراعاة الاعتماد على الذات وتحديد المشاكل الصحية
الخاصة.
وتمثل الرعاية الصحية الأولية المستوى الأول لاتصال الأفراد والأسرة
والمجتمع وهي المدخل الأساسي للنظام الصحي العلاجي والذي يجعل من الرعاية الصحية
أقرب ما يمكن لأماكن معيشة وعمل الأفراد، وهي تمثل أول عنصر أساسي لعملية الرعاية
الصحية المستمرة، وتشمل مجموعة من الخدمات الأساسية المقدمة التي توفر علاجاً ذا
تكلفة مردودة الأثر للمشاكل الصحية الهامة لأفراد المجتمع إلى جانب الوقاية من
الأمراض وتحسين السلوك الصحي بطريقة متكاملة ومقبولة اجتماعياً مع التركيز على
مشاركات الأفراد والمجتمعات المحلية.
وترتكز خدمات قطاع الرعاية الصحية والأولية على مفهموم طب الأسرة والذي هو
اختصاص منفرد بما تفرضه سعة وعمق وتنوع مسؤوليات طبيب الأسرة فهو يبنى على أساس
متخذ من اختصاصات الطب المختلفة ولكنه يكون وحدة واحدة متناسقة ملتحمة تجمع بين
العلوم الإنسانية والسلوكية من ناحية ومن ناحية أخرى بين العلوم البيولوجية
السريرية المعروفة.
تشتمل خدمات الرعاية الصحية الأولية وطب الأسرة على:
علاج الأمراض والمشاكل الشائعة بين كل أفراد العائلة رجالاً ونساءً
وأطفالا.
الاكتشاف المبكر للعديد من الأمراض وذلك عن طريق الكشف العام والكشف
الدوري لبعض الفئات وبرامج المسح الطبي الميداني حسب أهمية المشكلة الصحية
الموجودة أو المتوقعة.
متابعة وعلاج الأمراض المكتشفة بعد تشخيصها ومنها الأمراض المزمنة مثل
ارتفاع ضغط الدم وارتفاع سكر الدم، والأمراض المعدية مثل النزلات المعوية
والتهابات الرئة، والأمراض النفسية وبخاصة الأمراض العصبية مثل القلق والمخاوف.
العناية بالأم، قبل وأثناء الحمل، وأثناء وبعد الولادة، لتحقيق المعادلة
الصحية المرجوة.
العناية بالطفل.. متابعة نموه وتطوره من خلال الزيارات المنتظمة وتسجيل
الملاحظات في بطاقة متابعة الطفل السليم، مع تقديم التطعيمات الأساسية للطفل.
إحالة الحالات التي تحتاج إلى عناية خاصة إلى تخصصها المناسب.
التوعية والتثقيف الصحي وهذه من أهم واجبات طبيب الأسرة خاصة في مجال
التعريف بأسلوب الغذاء الصحي المتوازن.
شمولية الخدمة
مما سبق يتضح أن خدمات الرعاية الصحية الأولية ترتكز على مفهوم طب الأسرة
وهي تتميز بالشمولية بمعنى أنها خدمات وقائية وعلاجية وتطورية وتأهيلية، هذا من
حيث نوعية الخدمة، أما من ناحية الممارسة فإن طبيب العائلة هو الطبيب الوحيد الذي
يناظر مريضه من أبعاد ثلاثة - البعد العضوي أو الجسدي والبعد النفسي والبعد
الاجتماعي؛ ومما لا شك فيه أن الحالة النفسية والوضع الاجتماعي يلعبان دوراً
كبيراً في تشكيل أمراض هذا العصر، كما أن طبيب العائلة يشكل حلقة الوصل التي تنظم
العلاقة بين الجهاز الصحي (المقدم للخدمة)، والمجتمع (المتلقي) ويجعل الخدمة
الصحية المقدمة قائمة على أسس واضحة المعالم محددة الأهداف.
أخصائي طبيب الأسرة حاصل على درجة علمية عليا في اختصاص طب الأسرة. يمتاز
بخبرة عالية بأبعادها الثلاثة المعلومة والمهارة والسلوكيات، ومؤهل فنياً لتقديم
خدمة صحية شاملة بمحتواها وتخصصية في مستواها للفرد بكل أبعاده الجسدية والنفسية
والاجتماعية والبيئية بغض النظر عن السن والجنس أو العضو المريض أو طبيعة المرض
وهي خدمة صحية مستمرة للفرد ضمن الأسرة وللأسرة ضمن المجتمع. يستطيع التعامل مع
جميع المشاكل الصحية مباشرة ويمكنه الاستعانة بذوي الخبرة والمهارات الخاصة من
الزملاء في الاختصاصات الأخرى عند الضرورة. إنه الطبيب الذي يحمل فوق عاتقة مهمة
البحوث الميدانية الموسعة ويقدم النتائج التي تتيح للجهاز الصحي التعرف على
المشاكل الصحية الموجودة بالفعل أو المتوقعة مستقبلا ومن ثم وضع الخطط والبرامج
والمشاريع التي تهدف بالنهاية إلى الارتقاء بصحة المواطن. وهكذا فإن طبيب الأسرة
هو الطبيب الذي يقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية بعد حصوله على شهادة التخصص.
إذن فطب الأسرة هو اختصاص منفرد بما تفرضه سعة وعمق وتنوع مسؤوليات طبيب
الأسرة فهو يبنى على أساس متخذ من اختصاصات الطب المختلفة ولكنه يكون وحدة واحدة
متناسقة ملتحمة تجمع بين العلوم الإنسانية والسلوكية من ناحية ومن ناحية أخرى بين
العلوم البيولوجية السريرية المعروفة.