النمو
و التطور
مراحل
عمر الطفل
مقدمة
النمو
/ مجموعة من المتغيرات المتتابعة تسير حسب نظام مترابط متداخل وتظهر في كل من
الجانب التكويني و الجانب الوظيفي للكائن الحي .
ويشمل
ذلك النمو الإنساني وغير الإنساني معاً .
مظاهر
التغير النمائي أو التقدمي التي تحدث عند الإنسان :
التغير
في الأعضاء أو في وظائفها .
التغير
في النوع كمثل تغير الحيوان المنوي و البويضة إلي جنين .
التغير
في العدد كمثل تغير عدد الأسنان من الطفولة إلي المراهقة حتى الشيخوخة .
التغير
في الحجم و الطول و الوزن و الشكل .
التغير
في نسب أعضاء الجسم خلال مراحل النمو المتتابعة .
التغير
في بناء الجسم ، و التغير في العضلات .
النمو
عملية متكاملة من التغير المتداخل يشمل :
الجانب
التشريحي .
الجانب
الفسيولوجي .
الجانب
السلوكي .
فبذلك
النمو هو عملية تغير مستمرة ودائمة لدى
الفرد عبر مراحل الحياة .
و
التغير الارتقائي يعود إلي إما للنضج أو التعلم .
فالنضج
: هو عبارة عن تغيرات نمائية تطرأ على النواحي البيولوجية و الفسيولوجية و العصبية
وتحدث في بينة الجسم الإنساني ووظائف أعضائه نتيجة للعوامل الوراثية ( الفطرة )
التعلم
: تغيرات نمائية وترجع إلي الظروف البيئية ( الخبرة ) الممارسة ، التدريب .
و
العلاقة بين النضج و التعلم علاقة تفاعلية ، تأثر وتأثير متبادلة لذلك من الصعب
الفصل بينهما حيث : التعلم لا يحدث دون أن يكون هناك نضج .
و
النضج لا يمكن أن يتم بصورة إنسانية إلا في وجود بيئة اجتماعية فمعظم أنماط السلوك
تنمو و تتطور بفعل النضج و التعلم معاً .
علم
نفس النمو/ يدرس الظاهرة السلوكية من حيث
نموها وتطورها خلال المراحل الزمنية المتعاقبة التي يمر بها الفرد منذ لحظة
الإخصاب مروراً بفترة الولادة و الرضاعة و الطفولة فالمراهقة فالشباب فالرجولة
فالكهولة إلي الممات . ويدرس النمو من كافة النواحي الجسمية و العقلية و
الانفعالية و الحركية ......
فهو
بذلك يهتم بدراسة ما يحدث للظاهرة السلوكية من تغير وتتطور على طول المرحلة
الزمنية التي تقطعها الحياة الإنسانية من المهد إلي اللحد .
و
يدرس علاقة الظاهرة السلوكية بالمتغيرات الأخرى بيئية أو وراثية .
وعلم
نفس النمو يفيد في فهم سلوك الفرد و ضبطه وتوجيه والتنبؤ به من بدء حياته إلي
نهايته.
الاهتمام
و التركيز على مرحلة الطفولة :
لأن
مرحلة الطفولة من أهم مراحل النمو الإنساني .
لأنه
من خلال دراسة مرحلة الطفولة تستطيع فهم سلوك الراشدين فهما دقيقا .
لأن
الدعائم الأساسية التي تقوم عليها حياة الإنسان البالغ الراشد تعتمد على خواص
طفولته المبكرة .
فيها
يتكيف الفرد تكيفاً قوياً ببيئته التي تؤثر على مجريات حياته وفيها أيضاً تتكون
أغلب الاتجاهات النفسية التي تهيمن على الذات الشعورية و الأنا .
*
ولقد اهتم بهذه المرحلة علماء التربية و المدرسون ليستفيدوا من دراستها في تنشئة
الأطفال.
**
واهتم بها رجال السياسة ليستفيدوا من دراستها في توجيه الجيل الناشئ نحو هدف معين
لخلق المواطن الصالح .
***
واهتم بها الأخصائيون الاجتماعيون و الأطباء وعلماء النفس ليفهموا الطفل
واستجاباته ونواحي حياته المختلفة .
جدول
مراحل نمو الطفل
الشهر الأول
|
النمو
الجسماني
|
عدم
التحكم في حركة الأرجل والأيدي
|
عدم
ثبات الرأس إذا لم يتم تدعيمها بالأيدي
|
رؤية
الأشياء لمسافة تصل إلي 25 سم
|
حب
الملاطفة والحنو بالاتصال الجلدي
|
النمو
العقلي
|
تفضيل
النظر إلي الأشياء العلوية
|
الاستيقاظ
ساعة من كل 10 ساعات
|
الإحساس
يمن يقدم له الرعاية
|
معظم
السلوك في هذه المرحلة لا إرادية
|
النمو
اللغوي
|
الاستجابة
للأصوات
|
بدء
إحداث أصوات بسطيه
|
حب
التحدث إليه
|
|
النمو
الاجتماعي
|
الاستمتاع
بالاتصال العيني
|
الابتسام
عند رؤية وجوه أشخاص
|
معرفة
صوت الأم والأب
|
|
الشهر الثاني
|
النمو
الجسماني
|
استرخاء
العضلات ومرونتها إلي حد ما
|
يستطيع
رفع الرأس لزاوية 45 درجة
|
يبدأ
في فرد أصابع الأيدي
|
يتعقب
بنظره الأشياء المتحركة
|
النمو
العقلي
|
يبدأ
في ربط البكاء باحتياجاته ويكف عنه بمجرد انقضاء الحاجة
|
احتجاج
(في صورة بكاء) إذا لم تنقضي متطلباته
|
يحتاج
إلي تحفيز مرئي
|
|
النمو
اللغوي
|
يصدر
أصوات لها نغمة هادئة مثل سجع الحمام، أو نغمة حادة مثل الصراخ
|
يبدأ
في تكوين المشاعر
|
|
|
النمو
الاجتماعي
|
دراسة
الوجوه التي توجد من حوله
|
تبدأ
ملامح الشخصية في الظهور
|
تكون
الحالات المزاجية من اتصاله بالآخرين
|
الابتسامة
للغير
|
الشهر الثالث
|
النمو
الجسماني
|
يستطيع
مد أطرافه
|
تحريك
الجسم من النوم علي الظهر إلي الجانب
|
رفع
الرأس لأعلي كأنه يبحث عن شيء
|
اللعب
بالأيدي
|
النمو
العقلي
|
يعي
السبب وتأثيره
|
يكتشف
الأيدي والأرجل
|
انجذاب
انتباهه للصور المتضادة
|
|
النمو
اللغوي
|
يبدأ
في إصدار أصوات طويلة مركبة
|
يبدأ
في الضحك
|
تكون
نغمات صوتية مختلفة للبكاء باختلاف حاجاته ومتطلباته
|
|
النمو
الاجتماعي
|
الضحك
أمام وجوه الأشخاص
|
يبدأ
في التمييز بين وجوه الأب والأم والأغراب
|
يكف
عن البكاء عندما تدخل الحجرة
|
يبدأ
في الاتصال العيني
|
مراحل
عمر الطفل
يقول
الله جل وعلا في سورة المؤمنون :
((
وبقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة في قرار مكين * ثم خلقنا
النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم
أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ))
هذه
الآيات الكريمة توضح مراحل خلق الإنسان ومراحل نموه وتطوره في رحلة حياته من المهد
إلي اللحد .
ولقد
قسمت مراحل تطور الجنين الإنساني إلي ثلاث مراحل أساسية وهي مرحلة النطفة ثم مرحلة
التحليق ثم المرحلة الثالثة وهي النشأة الأخرى التي تتعدل فيها الصورة الآدمية
للجنين وتتناسق فيها أعضاءه وتتهيأ أجهزته لأداء وظائفها . وبعد فترة الحمل تأتي
مرحلة المخاض فالولادة لتيسير طريق الجنين ودفعه من رحم الأم إلي خارجه وبداية
رحلة الإنسان في الحياة.
المراحل
العمرية :
صور
جان بياجيه في نظريته كيفية نمو وتطور الطفل من خلال سلسلة متتابعة من المراحل
العمرية تراكمية ، كل مرحلة تعتمد على المرحلة السابقة لها . و المرحلة هي عبارة
عن أبنية معرفية وأنماط سلوكية .
واستخدم
جان بياجيه مصطلح " مرحلة " بمعنى دقيق جداً أي أن :
كل
مرحلة هي فترة زمنية من العمر تتميز بصفات وخصائص خاصة بها ، لهذا يختلف الطفل عن
الشخص الكبير ، لأن الطفل الصغير يمر بمرحلة تختلف في خصائصها عن مرحلة الإنسان
الراشد . ويعني ذلك أن خصائص مرحلة الطفولة أن الطفل ما زال غير نامٍ من الناحية
الجسمية و العقلية ، و السلوك الذي سيأتي حتماً سيناسب المرحلة التي ينتمي إليها
وهذا ينطبق تماماً على الذي يعيش في مرحلة الرشد
إن
المراحل العمرية مرتبة بطريقة ثابتة بحيث لا تأتي مرحلة قبل سابقتها ولا تتخطى
مرحلة متوسطة بين مرحلتين .فكل مرحلة هي نتاج المرحلة التي تسبقها .
أشار
إلي معنى الذكاء "القدرة على التكيف مع البيئة " ويرى أن السلوك و
التفكير الذكي الذي نلاحظه عند الأطفال و الراشدين ينشأ من فئة بيولوجية معينة ،
تتسع وتتغير هذه الفئة وفقاً لعملية شبيهة بالنمو الحركي وتوازي إلي حد ما النمو
البيولوجي
التنظيم
و التكيف هما أساس هذا التغير أو التطور العقلي فهما وظيفتان لا يمكن الفصل بينهما
، فهما وجهان لعملة واحدة .
فإن
نمو وتطور هذه القدرة يسير وفق سلسلة من مراجل النضج وهي أربع مراحل رئيسية :
أولاً
: المرحلة الحسية الحركية أو الحس حركية .
ثانياً
: المرحلة قبل الإجرائية أو مرحلة ما قبل العمليات الفكرية .
ثالثاً
: مرحلة العمليات المحسوسة ـ الحسية ـ أو العينة .
رابعاً
: مرحلة العمليات الشكلية أو المنطقية أو الصورية أو الفكرية الرمزية .
أولاً
: المرحلة الأولى : الحسية الحركية : (( صفر ـ 24 شهراً )) :
يولد
الطفل ووزنه حوالي 3.50 كجم ، ويبلغ طول جسمه من 40 ـ 50 سم ، ويكون حجم رأسه ربع
طول جسمه .
وسميت
هذه المرحلة بهذا الاسم لأنهت تقوم وتستند على الناحية الحركية و الحسية ولا تقوم
على الناحية اللغوية وأن الطفل ما زال فهمه مقتصر على الناحية الحركية و الحسية
وليس بوسعه استخدام أو فهم الرموز أو اللغة .
وهذه
المرحلة تنقسم إلي ( 6 ) مراحل فرعية هي :
أ
. الفترة الأولى : الأفعال المنعكسة : " صفر ـ شهر " :
تتميز
بالأفعال و الحركات التي يقوم بها الوليد خلال الشهر الأول ، فهي حركات عشوائية ،
أفعال منعكسة كالقبض على الأشياء و المص و الصراخ .
الطفل
في هذه المرحلة لا يفهم معنى ديمومية الأشياء ، فالوليد يتعرف على الشيء فقط إذا
ما كان أمام ناظريه ، وإذا اختفى الشيء من أمامه فإن هذا يعني له بأن الشيء قد
اختفى من الوجود نهائياً أي مبدأ ديمومية الشيء غير موجود لديه . وتعتبر الأفعال
المرتبطة بهذه الأفعال المنعكسة هي الصور الإجمالية لهذه المرحلة الفرعية . وتنتهي
هذه الفترة الفرعية عند نهاية الشهر الأول ،وينتقل الطفل إلي المرحلة الفرعية
الثانية من خلال تعديل تلك الأفعال المنعكسة.
الشهر الأول يبتسم الشهر
الثاني
يصدر اصواتا الشهر الثالث يرفع رأسه الشهر الرابع يستخدم يديه
ب
. الفترة الثانية : ردود الفعل الدائرية الأولية : " 1 ـ 4 شهور " :
تتميز
هذه المرحلة بأن الطفل يأتي بأفعال بسيطة لها هدف وهو التكرار .
*
الأفعال المنعكسة في هذه المرحلة الفرعية هنا مكتسبة وليست فطرية . مثال :
الامتصاص المتكرر ، فتح قبضة اليد ثم غلقها بصورة متكررة . ( النشاط لا يكون وراءه
هدف منشود ) .
*
تأثير واضح على سلوك الطفل ، لأن الطفل بدأ يكتسب أشياء من الخارج (البيئة) .
*
الطفل ما يزال لا يعرف مفهوم ديمومية الأشياء ، بمعنى أنها غير متطورة عند الطفل
ولم تتكون بعد عند الطفل هذه المرحلة .
*
الطفل يعتقد أنه شخص غير منفصل عن أمه . مع أن أمه جزء من العالم الخارجي . أي أنه
لا يميز بين الذات والعالم الخارجي أو الأشياء المحيطة به . فهو يعتبر الذات
والعالم الخارجي شيء واحد .
* الطفل لازال لا يعلم أنه يؤثر في
البيئة .
الشهر الخامس ينقلب الشهر السادس يجلس
ج-
الفترة الثالثة : ردود الفعل الدائرية الثانوية : "4-6 شهور"
*
تبدأ هذه المرحلة الفرعية من بداية الشهر الخامس وحتى نهاية الشهر السادس .
*
تنمو هذه المرحلة بأفعال تكرارية ولكنها تمر بمرحلتين ، ففي حالة رد الفعل الدائري
الأولى "تبادل عمل المثير والاستجابة" .
فالمص
مثير لوضع اليد في الفم ، ووضع اليد في الفم مثير للمص .
أما
في حالة رد الفعل الدائري الثانوي : يقوم الطفل بحركة أو فعل ما مثل (ركل الوسادة
برجله ثم سقوطها) تؤدي إلى فعل آخر . وهذا تعبير النتيجة مثيرا ومصدرا للراحة
والمرور والرضي عند الطفل فيكرر ما فعله ليحدث نفس النتيجة لكي يحقق لنفسه السرور
.
أما
فيما يتعلق بديمومية الشيء ، فالطفل يبدأ في فهم وإدراك مفهوم دوام الأشياء ،
فيبدأ في البحث عن الأشياء المألوفة إذا كان جزءا منها ظاهرا . ولا يبحث عن شيء
مختف عن ناظريه تماما .
مثال
: إذا رأى الطفل جزء ظاهر من اللعبة فانه يزحف ويتحرك ليحصل عليها ويبتسم .
د-
الفترة الرابعة : التآزر بين ردود الأفعال الثانوية : "7-10 شهور"
التآزر
بين الأفعال الثانوية وبين ردود الأفعال الثانوية .
يبدأ
الطفل في حل المشكلات البسيطة .
يقوم
الطفل بحركات معينة واستجابات معينة عن وعي وقصد للوصول على هدف معين . مثال :
عندما يركل الوسادة بقدمه ليحصل على اللعبة المخبأة تحتها .
الطفل
يميز بين الذات والعالم . ويتعلم أن الحدث ينتج حدثا آخر .
الاستجابة
السلوكية الصادرة عن الطفل تكون وسيلة لتحقيق هدف وليس غاية . "تحريك الوسادة
لأخذ اللعبة تحتها " .
مبدأ
ديمومية الشيء يتحقق عند الطفل ، فالشيء موجود وان اختفى عن عينه .
هـ-
الفترة الخامسة : رد الفعل الدائري الثلاثي : "11-18 شهرا"
تتميز
بتكرار الأفعال يهدف إلى التجريب (المحاولة والخطأ) فالطفل ينوع في حركاته حتى
يحصل على نفس الهدف . يسمي سلوك حل المشكلات .
الطفل
يميز بان ذاته منفصلا عن العالم الخارجي ، وانه يؤثر في العالم المحيط حوله
(البيئة الخارجية) . وانه يؤثر على الآخرين .
و-
الفترة السادسة : بداية التفكير : "18-24 شهرا" :
*
الطفل يبدو وكأنه يفكر في آثار الاستجابات التي يقوم بها أي يبدأ بالنتائج قبل
الاستجابة .
*
بداية التفكير التصوري (التخيل) . يأخذ الخيال جانبا كبيرا من اهتمامه .
*
نشوء وظهور الذاكرة واللغة .
*
إدراك الطفل لتحول الأشياء من مكان لآخر (الليل – النهار) .
*
تقليد الآخرين باللفظ والأفعال . ظهور النشاط التمثيلي .
*
التمييز بين الأشياء وإدراكها بمعنى أنه ذا نشاط استكشافي .
مثال:
كل إنسان يقابله ليس هو (بابا) .
نمو وتطور الطفل في سنوات ما قبل المدرسة 2- 5 سنوات
عادة
ما تلعب التحديات التطورية للمراحل السابقة دوراً في سياق توسع المحيط الاجتماعي
وإعادة تشكلها من خلال ازدياد تعقد اللغة، وذلك بين عمر 2و5 سنوات، مثال ذلك تحدي
السيطرة على الذات في مواجهة محرض يحمل على الارتباك ، وتعود هذه القضية التي
تتكون منذ المراحل الأولى للعمر إلى الظهور عندما يواجه الطفل ملعباً مزدحماً أو
صفاً دراسياً قبل المدرسة مكتظاً . وإن الصراع بين الشعور بالاستقلال الآخذ بالنمو
لدى الطفل وكل من المحددات الداخلية والخارجية يميز الحركات الرئيسية في هذا
العمر. يتأثر هذا الصراع ويؤثر بدوره في مختلف ميادين التطور.
التطور
الجسدي :
يبطؤ
النمو الجسمي و الدماغي حوالي نهاية السنة الثانية من العمر، مع تناقص مرافق في
المتطلبات الغذائية والشهية. تناقص مرافق في المتطلبات الغذائية والشهية فالطفل
بين عمري 2و 5 سنوات يكسب وسطياً حوالي 2 كغم وزناً و 7 سم طولاً وذلك كل عام .
ويتسطح بطن الطفل الدارج ويخفف تبارزه الموجود سابقاً كما يصبح الجسم أكثر
امتشاقاً. وتتزايد الفعالية الجسدية إلى حدها الأقصى وتتناقص الحاجة إلى النوم إلى
11-13 ساعة يومياً بما فيها فترة قيلولة نهارية واحدة تصل القدرة البصرية إلى
20/30 بحلول عمر 3 سنوات و20/20 بحلول عمر 4 سنوات. وتكون جميع الأسنان اللبنية
العشرين قد بزغت بعمر 3 سنوات.
يمشي
معظم الأطفال مشية متزنة ويركضون بخطوات ثابتة قبل نهاية السنة الثالثة من عمرهم .
وفضلاً عن هذا المستوى الأساسي هناك تباين كبير في القدرات حيث يتسع مجال
الفعاليات الحركية ليشمل : الرمي والتقاط وقذف الكرات ، ركوب الدراجات ، تسلق
منشآت ساحات اللعب ، الرقص ، وأنماطاً سلوكية معقدة أخرى. وتتباين أيضاً وبشكل
كبير المظاهر الأسلوبية لفعالية الحركات الكبيرة مثل السرعة والشدة والحذر، وذلك
بتأثير ميول خلقية .
يعتمد
تأثير مثل هذه الاختلافات الشخصية على التطور المعرفي والعاطفي جزئياً على متطلبات
البيئة الاجتماعية. ينمو أطفال الأبوين اللذين يركزان على المنافسة ويقدمان فرصاً
عديدة للفعالية الجسدية نشيطين حركياً ومتعاونين ، في حين ينمو أطفال الأبوين
اللذين يركزان على اللعب الهادئ بشكل أقل فعالية حركياً، وأكثر ميلاً للتفكير
العقلاني. يتعزز تفصيل استخدام إحدى اليدين ( يمين أو يسار ) بعمر الثلاث سنوات ،
وقد ينتج الإحباط عن محاولات تغيير هذا التفصيل . تعكس تباينات تطور الحركات
الدقيقة كلاً من الميول الفردية والفرص المختلفة للتعلم عند الأطفال، فعلى سبيل
المثال يطور الأطفال الذين يندر السماح لهم باستخدام الطباشير استخداماً جيداً
لمسك قلم الرصاص فيما بعد .
اللغة
والمعرفة واللعب :
تتضمن
هذه الميادين الثلاثة الوظيفة الرمزية ، وهي نمط للتعامل مع العالم يصبح مهماً
أكثر فأكثر خلال فترة ما قبل المدرسة .
اللغة
/ يتسرع تطور اللغة أكثر ما يتسرع بين عمري 2و5 سنوات ، إذ يزيد عدد المفردات من
50-100 إلى أكثر من 2000، ويتقدم تركيب الجملة من عبارات (برقية ) من 2-3 كلمات
إلى جمل تشترك فيها جميع القواعد اللغوية الرئيسية . يجب التمييز بين الكلام ( وهو
إصدار أصوات مفهومة ) واللغة ( وهي الفعل العقلي الذي ينشئ الكلام). تتضمن اللغة
وظيفتين تعبيرية واستقبالية ، وتكون مشاكل الكلام بشكل عام أكثر استجابة للمعالجة
من اضطرابات اللغة . يكون تباين اللغة الاستقبالية ( فهم الكلام ) أقل من تباين
اللغة التعبيرية ، ولذلك يستهدفها التقييم على اعتبارها أكثر مصداقية .
يعتمد
اكتساب اللغة على كل من العوامل المحيطية بالطفل والعوامل الداخلية . إن كل من
النمط الذي يوجه به الأبوان الأطفال، وكيفية طرح الأسئلة عليهم وإعطائهم الأوامر،
ومدى اندماج الآباء في تعليم اللغة، وتوقعاتهم حول الكفاءة اللغوية للأطفال، تختلف
من ثقافة إلى أخرى . لا يقلد الأطفال كلام الأبوين ببساطة ، بل يستخلصون القواعد
المعقدة للغة من اللغة المحكية حولهم بتكوين فرضيات ضمنية وتطويرها باطراد . أمثلة
ذلك في اللغة المحكية حولهم بتكوين فرضيات ضمنية وتطويرها باطراد . أمثلة ذلك في
اللغة الإنكليزية إضافة حرف (S) إلى نهاية
الكلمة للإشارة إلى الجمع أو إضافة (ed) للإشارة إلى
الماضي هكذا بشكل عادي، مما يشير لوجود مثل هذه القواعد الضمنية.
هناك
دلائل متزايدة على أنه بالرغم من أهمية التعرض للغة فالآلية الأساسية لاكتساب
اللغة إلى الدماغ. يتضح الاستعداد الخلقي لإيجاد اللغة في دراسة أجريت على أيتام
مصابين بالصمم رباهم بالغون لا يتعاملون بالإشارة ، حيث طور هؤلاء الأيتام لغة
إشارة خاصة بهم تتضمن كل القواعد اللغوية الأساسية .
تعد
اللغة مؤشراً حاسماً لكل من التطور المعرفي والعاطفي، وقد يتظاهر التخلف العقلي أو
يلفت النظر إليه وجود تأخر بالكلام حوالي عمر السنتين ، رغم ظهور علامات أبكر أهمل
وجودها. يترافق اضطهاد الأطفال وإهمالهم مع تأخر اللغة وخصوصاً القدرة على التعبير
عن الحالات العاطفية . وبالعكس يساهم التأخر اللغوي في المشاكل السلوكية، والتعامل
الاجتماعي، والتعلم . إذ تلعب اللغة دوراً حاسماً في تنظيم السلوك ، ويتمثل ذلك في
البداية من خلال تفهم
(الكلام
الخاص) في الذات، والذي يكرر الطفل من خلاله نواهي المربي البالغ ولاحقاً من خلال
تضمين (الكلام الخاص ) في الذات والذي يكرر الطفل من خلاله نواهي البالغ سمعياً
أولاً وذهنياً فيما بعد .كما تتيح اللغة للطفل التعبير عن مشاعره مثل الغضب أو
الإحباط ، دون أن يقوم بتمثيل هذه المشاعر بأفعال، وبناء عليه تظهر لدى الأطفال
المتأخرين لغوياً معدلات أعلى من نوبات الغضب وباقي أنواع السلوك المتجسدة بأفعال
خارجية.
يؤسس
التطور اللغوي قبل المدرسة للنجاح التالي في المدرسة . وإن حوالي 35% من الأطفال
في الولايات المتحدة يدخلون المدرسة وتعوزهم المهارات اللغوية التي تعد المتطلبات
الأولية لاكتساب تعلم القراءة والكتابة وعلى الرغم من أن معظم الأطفال يتعلمون
القراءة والكتابة في المدرسة الابتدائية فإن القواعد الأكثر أهمية في ذلك تنشأ في
سنوات ما قبل المدرسة ، لذلك يتعلم الأطفال من خلال التعامل الباكر والمتكرر مع
الكلمات المكتوبة استخدامات الكتابة ( سرد قصص أو إرسال رسائل ) وأشكال الكتابة (
من اليمين لليسار ومن الأعلى للأسفل). تبدي الأخطاء الباكرة في الكتابة كما في
أخطاء الكلام أن اكتساب تعلم القراءة والكتابة هو عملية فاعلة تتضمن توليد
الفرضيات وتنقيحها . ومن هذه الفرضيات أن الكلمات التي تأخذ وقتاً أطول للفظها (
الكلمات الكبيرة ) تحوي حروفاً أكثر بغض النظر عن هذه الحروف، ولكن في مرحلة لاحقة
قد يعبر الحرف عن مقطع صوتي مثلGNYS لتهجية كلمة genius.
تلعب
الكتب المصورة دوراً خاصاً في جعل الأطفال الصغار متآلفين مع الكلمة المكتوبة ، بل
وتفيد أيضاً في تطور اللغة الملفوظة ، فالقراءة بصوت مسموع بوجود طفل صغير هي
عملية تفاعلية يركز فيها الأب القارئ اهتمام الطفل على صورة معينة ، ويحث على صدور
ارتكاس ( بالسؤال : ما هذا؟ ) ، كما يصحح الطفل (( تلقيم راجع )) ( صحيح ، هذا كلب
)، ويتكرر هذا النهج : ( سؤال تلقيم راجع ) عدة مرات في سياق القراءة من الكتاب.
عندما ينمو تخصص الطفل ومحاكمته يزيد الأب من تعقيد المهمة ويسأل عن ميزات معينة (
ما لون هذا الكلب ؟) والأعمال اللاحقة ( ماذا يريد الكلب أن يفعل ؟ ) . ومما يجعل
هذه الممارسات في تعليم اللغة المثالية : عنصر المشاركة في الاهتمام، والمشاركة
الفاعلة ، و التلقيم الراجع الفوري ، والتكرار، والصعوبة المتدرجة .
المعرفة
/ تتوافق مرحلة ما قبل المدرسة مع المرحلة ما قبل العملياتية ( ما قبل المنطقية )
لبياجيت ، وتتميز بالتفكير المتعلق بالسحر ، والتركيز على الذات ، والتفكير الذي
يغلب عليه الاستقبال . يتضمن التفكير المتعلق بالسحر اضطراب توافق المسببات ، و
الأرواحية ( إسباغ صفة الحركية على الحوادث والأجسام غير الحية ) ، واعتقادات غير
موثوقة حول قوة الأمنيات والرغبات . يصدق الطفل ويؤمن بأن الناس يسببون نزول المطر
بحملهم مظلات ، أو بأن الشمس تغرب لأنها تتعب ، أو بأن الشعور بالاستياء من أحد
الأخوة يمكن بشكل سريع أن يمرض هذا الأخ. يشير التركيز على الذات إلى عدم قدرة
الطفل على اتخاذ وجهة نظر أخرى ولا تتضمن معنى الأنانية ، فقد يسعى الطفل لتهدئة
انزعاج أحد البالغين بإحضار دمية حيوان مفضلة عنده لهذا البالغ . لهذا أوضح بياجيت
سيطرة الاستقبال على المنطق بسلسلة سيطرة الاستقبال على المنطق بسلسلة شهيرة من
التجارب( المحافظة ). ففي إحداها كان الماء يصب ثم يعاد من مزهرية طويلة دقيقة إلى
طبق عريض قليل العمق ، وكان الأطفال يُسألون عن الوعاء الذي يحوي كمية أكبر من
الماء، وقد أجاب الجميع من دون استثناء بأنه الوعاء الذي يبدو أكبر ( وهو عادة
المزهرية الطويلة ) ، حتى عندما استبعد الفاحص أي إضافة أو إنقاص للماء . يعكس سوء
الفهم هذا فرضيات الأطفال الصغار حول طبيعة العالم إضافة لصعوبة التوجه العفوي
لمظاهر متعددة معينة .
اللعب
/ يتميز اللعب خلال فترة ما قبل المدرسة بازدياد تعقيده وتخيلاته ، من أدوار بسيطة
تكرر فعاليات شائعة مثل الشراء من السوق ووضع الرضيع في سريره ( بعمر 2-3سنوات )
إلى مخططات أوسع مدى تتضمن فعاليات فردية مثل الطيران إلى القمر ( بعمر 4-5سنوات
)، كما يحدث تطور مشابه في التفاعل الاجتماعي من تفاعل أصغري مع القرناء خلال
اللعب ( بشكل منفرد أو لعب مزدوج بعمر 1-2 سنة ) إلى لعب تشاركي مثل بناء برج من
المكعبات معاً ( بعمر 3-4سنوات ) إلى اللعب بشكل مجموعات منظمة مع تخصيص أدوار
محددة ، مثل لعب أدوار ( أفراد المنزل) ، كما يصبح اللعب أكثر فأكثر منظماً بقواعد
بدءاً من قواعد أولية حول الطلب(فضلاً عن الأخذ ) والمشاركة ( بعمر 2-3سنوات ) إلى
قواعد تتغير كل لحظة تبعاً لرغبات اللاعبين ( بعمر 4-5سنوات ) وحتى بدء الإدراك
على أن القواعد ثابتة نسبياً ( بعمر خمس سنوات فما بعد ).
يتيح
اللعب للأطفال صقل تفوقهم وسيادتهم من خلال حل المشاكل، وممارسة أدوار البالغين ،
وافتراض القيام بدور المعتدي بدلاً من الضحية ( صفع الدمية ) ، وامتلاك القدرات
الخارقة ( لعبة الديناصور والبطل العظيم ) ، والحصول على أشياء غير موجودة في
الواقع ( صديق مفترض أو دمية مدللة ) . ويعد الرسم والتلوين وباقي الفعاليات
الفينة أشكالاً من اللعب الذي تكون فيه النشاطات الخلاقة أشد وضوحاً . يعكس عدم
النضج الظاهري في فن الأطفال الصغار-ولو جزئياً – استعداد الطفل لاعتماد أهمية
البعد الرمزي أكثر مما يعكس خللاً استقبالياً أو تقنياً ، فالطفل الذي يختار رسم
دائرة كبيرة مع خطوط قصيرة للتعبير عن الجسم والأطراف يعلم أن الأجسام الحقيقية لا
تبدو فعلياً كهذا الشكل، وقد يشكل من الطين شكلاً أكثر شبهاً بالجسم البشري .
ويصبح الفن ( التخيلي ) غالباً كما كل أنواع اللعب الأخرى منظماً بقواعد بشكل
متزايد مع تقدم العمر.
يعكس
التفكير الأخلاقي للطفل مستواه المعرفي ويعد تابعاً له ، وفي المراحل الأولى تميل
قواعده لأن تكون مطلقة ، مع الشعور بالذنب حين حدوث النتائج السيئة بغض النظر عن
النوايا ، ونظراً لعجز الطفل على التركيز على أكثر من مظهر واحد لوضع معين في نفس
الوقت ، يجب السعي لإعادة المعالجة المتكافئة للمشاكل بغض النظر عن الظروف
المختلفة التي تكتنفها . يظهر التقمص العاطفي في رد الفعل نحو آلام الآخرين خلال
السنة الثانية من العمر، لكن تبقى القدرة على أخذ وجهة نظر الطفل الآخر بعين
الاعتبار معرفياً محدودة خلال مرحلة ما قبل المدرسة .
ثانيا
: المرحلة الثانية : مرحلة قبل الإجرائية / ما قبل العمليات (2-7 سنة)
سميت
بهذا الاسم لان الطفل غير قادر على القيام بعمليات منطقية مثل : الجمع ، الطرح ،
الضرب والقسمة ، الترتيب التصاعدي أو التنازلي .
تنقسم
هذه المرحلة إلى قسمين :
ا-
مرحلة ما قبل المفاهيم : (3-5 سنوات) .
بداية
اكتساب الخبرة من خلال الحواس (لان الطفل يمشي ويتكلم) .
التعامل
العقلي مع الأشياء السابقة (حسيا وحركيا) .
سلوك
الطفل مرتبط بمعنى المثير وليس على مادية المثير فقط .
استخدام
الرموز واختلافها من طفل لآخر . مثل (دح) يعني جميل .
يملك
الطفل القدرة على الاستدلال المطابق (الانتقال من الجزء إلى الجزء) وليس من الجزء
إلى الكل أو من الكل إلى الجزء .
ب-
مرحلة التفكير الحدسي : (5-7 سنوات) .
1-
بداية تكوين مفاهيم أكثر وضوحا .
2-
فهم الطفل ما زال من خلال الإدراك الظاهري للأشياء .
3-الطفل
ما زال غير قادر على فهم مبدأ ثبات الأشياء بتغير الأشكال إلا بين 6-7 سنوات .
4-
الطفل في نهاية هذه المرحلة يبدأ في فهم العلاقة بين الطول والاتساع في وقت واحد .
وهذا يعني بداية الانتقال لمرحلة جديدة (العمليات العينية الحسية) .
ثالثا
: المرحلة الثالثة : مرحلة العمليات الحسية (الملموسة) :"7-12 سنة"
تتمثل
في المرحلة المدرسية الابتدائية .
يفهم
الطفل مبدأ ثبات المادة . ويعيش الواقع الحاضر فقط .
الطلاقة
اللفظية لا تكون مؤشرا على الكفاءة العقلية (الذكاء) لأن الطفل ما زال يتعلم من
خلال التقليد كالببغاء ويردد بدون فهم أو وعي .
رابعا
: المرحلة الرابعة : العمليات الفكرية الشكلية : " 12سنة-سن المراهقة"
قدرة
الفرد في هذه المرحلة التمييز بين الواقع والمستقبل وان يعيش الواقع الحاضر ويعيش
المستقبل وبإمكانه أن يخطط ويفرض فروض ويستنتج .
التغيرات
الجسمية في الحجم والطول والوزن والشكل .
التغير
في بناء الجسم ، والعضلات .
تختفي
بعض الغدد التي كانت ما قبل ، أو تتوقف إفراز غدد أخرى .
**********
خاتمة
نصيحة
لكل أب وأم وكل أخ وأخت مراقبه أطفالهم أثناء فترات النمو للتأكد من سلامة نموهم فاكم طفل ذهب ضحية
الصمم أو فقد النظر أو النطق أو الشلل أو غير ذلك بسبب غفلة الأهل عن
مراقبه أطفالهم إثناء النمو لابد من مراقبه نموه بشكل دوري ومنتظم لاكتشاف
النقص في وقت
مبكر والتغلب عليه بقدر الإمكان تعتبر مراقبة
طفلك و هو ينمو من التجارب الفريدة والرائعة في الحياة و يعتبر الوقوف و المشي و التكلم من أهم معايير تطور
دماغ الطفل الطبيعي و يجب التذكر أن تطور الطفل هو عملية معقدة و مستمرة و أن لا
يوجد طفلين يتطوران بنفس الوتيرة تماما حيث هناك فروق بسيطة حتى بين الأطفال
الطبيعيين و لكن بشكل عام على كل طفل أن يقوم بأشياء معينة في عمر معين و يعتبر
الوالدين أفضل مراقب لنمو الطفل وتطوره و يجب الأخذ بعين الاعتبار بأنه هناك أطفال
يسبقون غيرهم من الأطفال في مراحل التطور والبعض الآخر يتأخر و لكن يظل طبيعيا و
غالبا ما يوجد هناك تاريخ عائلي بهذا التأخر و عند الشك طبعا يجب مراجعة الطبيب
للأخذ برأيه.
المراجع
حامد
زهران ـ علم نفس النمو (( عالم الكتب 1975
)) .
سنية
النقاش عثمان ـ طفلك حتى الخامسة (( دار العلم للملايين ـ بيروت 1981 )) .
أحمد
زكي صالح ـ علم النفس التربوي (( مكتبة النهضة المصرية 1966 )) .
عبد
الكريم رضوان ـ محاضرات في النمو و التطور البشري((غزة ـ الجامعة الإسلامية
ـ2007)) .
رضوان غزال ـ نمو وتطور الطفل الطبيعي ما قبل
المدرسة .