إطلالة حول الإرهاب ودوافعه
ماريا ميشيل
mareya2000@hotmail.com
ظلال قاتمة تلقي باطيافها المظلمة
لتغطي كل حدب وصوب من افاق السماء بثوب من العناء، تكسو كل بقعة من الارض بحلة من
البكاء، وهنا تتناثر صرخات تنفطر لها القلوب وانات تنخلع لها النفوس، باكية علي
تدمير كل كيان محسوس،،يا لها دفقة شر مدسوس، انبتت في العقل فكرة، كانت بالامس
بذرة، وها اليوم تطرح حيات مضرة، لتسمم تلك الثمرة وتدمر هذة الزهرة وتقتل عنا
الفرحة، حقا يالها من قلوب انتزعت منها الرحمة، و تحار عقولنا من ذلك الشخص الذي
يقوده ذهنه هذا العليل، بتشجيع من تفكيره الهزيل الي المضي في هذا السبيل....يخطف
طفلا من علي صدر امه بالعويل، يهاجم الشاب ويطرحه قتيل ولا يرحم تلك الفتاة ذات
الوجه الجميل، و لا يسلم من اذاه هذا الشيخ الهزيل..فأي استفاده له من افعال بهذا
القبيل، وهنا يقف العقل عاجزا عن الاتيان بتأويل فتبادرنا قوي النفس بالاجابة
والدليل وتخبرنا بالتفسير..هو امر كثيراً ما تتناقله الافواه،تقشعر الابدان
لسماعه،،، تنفر من اصدائه الاذان انه الارهاب بكل ما يحمله من معاني.
الارهاب من المفاهيم الفضفاضة التي
يحصرها علم الاجتماع السياسي بهذا التعريف " كل سلوك بشري يصل الي حد العمل
الاجرامي بما في ذلك الاكراه والاذي الجسدي والاستخدام غير المشروع للتكنولوجيا
والسلاح لادارة العلاقات الانسانية المختلفة ثقافيا،اجتماعيا،سياسيا..الخ بهدف
اخضاعها وتهميشها وترويعها للتعديل من توجهاتها"
و يخبرنا الاخصائيين النفسيين عن اهم
الدوافع الكامنة لتشكيل الجماعات
.
الانعزال والتمركز حول النفس: تقوم
هذة الجماعات علي الارشاد الذي يدعو اتخاذ اسلوبا خاصا في الشكل والتفكير وطرق
المعيشة التي تميزهم عن القاعدة العامة، فمن ثم ينعزلون ويختلفون عن الغير فيشعرهم
بالنبذ والاضطهاد ومن هنا تتكون لديهم ميول عدائية نحو الاخرين.
التصلب الذهني: يتشبثون بأفكار
وايدلوجيات محددة تجعلهم يرفضون اراء الاخرين وان كانت تتسم بالعقلانية وهذا
يجعلهم ينظرون الي كل من يختلف معهم بأنه عدو يجب مهاجمته.
الشك: احيانا يقعون فريسة للشك حول
نسق مبادئهم وقيمهم فيدفعهم هذا الي العدوان ليجبرون غيرهم للخضوع لهم قسرا وتبني
معتقداتهم وبذلك يكتسبون ثقة واهية بأن اخرين جدد تبعوهم
جذب الانتباه :يشعرون بالنقص والقصور
بأنهم قلة مختلفة ولا يلتفت اليهم احد فيلجأون للعنف ليكونوا محط انظار من الغير
وليتصدرون عناوين الصحف وعدسات الاعلام
تحقيق الاهداف : تقوم الجماعات
الارهابية علي الغاء رغبات واهداف اعضائها، و تحويل اذهانهم الي اهداف خاصة
بالجماعة كبذل ذواتهم في سبيل بقائها ومن هنا يتحول الموت لاجل الجماعه غاية مقدسة
ويتسابق الجميع عليه.
ولننتبه الي الارهاب موضوع الساعة
الذي هو احدث صور الحرب في القرن الحادي والعشرين وانه اخطر من الأسلحة الفتاكة
فهو المدمر للشعوب والحائل دون تقدم الاوطان لهدره للمورد البشري الذي يحمل كل
عنصر فيه طاقات متفردة في الابداع والالهام والعبقرية، فعلينا ان نتكاتف معا
لمقاومته بكل قوة واقتلاعه من الجذور.