المراهقة و انماطها السلوكية المختلفة
انها الاكثر غموضا من غيم الضباب ,, تعلو الموج في
الاضطراب,, تفوق اسرارها علو السحاب,, كم بحث ورد عنها وايضا كم كتاب,, و الان
نرفع الستار عما نتحدث انها
مرحلة المراهقة والشباب,, تلك التي قسمها
العلماء الي انماط فهلم نعرف اكثر في خضم هذا الرحاب ,, فالنمط الاول بطله هذا
الشاب,, الملتزم الجاد الذي يلقي الاعجاب,, بسلوكه السوي الجذاب ,, ذلك الذي يتسم
بالخلق ولا يتعدي الاداب,, يتجاوز المرحلة دون صعاب,, و النمط الثاني يغلب علي ذاك
الذي يعلو وجهه مسحة من الاكتئاب,, يفضل الوحدة وانسحاب,, لا يجذبه صخب او اصحاب
,, و النمط الثالث يميز ذاك الذي ليس لعنفه حساب,, الدائم الصياح والغصب دون ما
يستدعي من اسباب ,,و لا يخفض ثورته لا اللين ولا العتاب,, و النمط الرابع صاحبه هو
الذي شره لا يفرق بين الاعداء والاحباب، ولا يوقفه ردع او عقاب، ليس في قاموسه
معني للخير او الثواب فهيا نتعرف اكثر عن انماط المراهقة.
المراهقة السوية
يتسم المراهقين في هذا النمط بالاستقرار النفسي والاتزان
الانفعالي والعلاقات الاجتماعية السوية بالاخرين وحياتهم تكون خالية من المشكلات
العصيبة ويمارسون الانشطة الاجتماعية والفنية والثقافية...الخ ويكونون موفقين
دراسيا...و يرجع ذلك الي التنشئة القائمة علي الاسلوب الديموقراطي الذي يتفهم
حاجات المراهق ويعطيه قدر من الاستقلال والاعتماد علي النفس وهذا يرتبط بنمو شخصية
سوية
المراهقة الانسحابية
ينسحب المراهق من مجتمع الاسرة والاقران وكافة الانشطة
الاجتماعية ويفضل الاختلاء بذاته وتنتابه هواجس وافكار ويفرغ بالاحلام اليقظة ما
لا يستطيع القيام به في الواقع ويقضي الوقت في الانشطة الانطوائية كالقراءة ,
الكتابة ,الجلوس امام الانترنت وما ينمي علي هذا النمط التنشئة القائمة علي
الحماية الزائدة التي يقوم فيها الوالدين بجميع المسئوليات ابنائهم مما ينمي شخصية
اعتمادية وانسحابية المراهقة العدوانية
يتسم فيها المراهق بالتمرد والعدوان نحو الاسرة والمدرسة
ولكل اشكال السلطة ونجد المراهق دائم الصياح والغضب ويختلق المشكلات مع اسرته
واحداث المشاجرات مع اصدقائه والتي تصل للعدوان البدني واللفظي ويمتد اذاه
للحيوانات , و فيه نجد المراهق يهمل دراسته وذلك نتاج للتربية القائمة علي
الاهمال, الحرمان,النبذ ,فرط التدليل مما ينمي الجانب العدواني لديه
المراهقة المنحرفة :
يعد هذا النمط من اخطر واصعب اشكال المراهقة وفيه المراهق
يكون منحل اخلاقيا ونفسيا وينغمس في السلوك المنحرف كمشكلات الجنسية ,الادمان,
البلطجة, السرقة
, الانضمام للعصابات, .. و يعاني من الفشل الدراسي
والتسرب من التعليم وما يشجع المراهق علي اتخاذ هذا النمط تعرضه لخبرات مؤلمه ,
تعرضه للعقاب البدني والقسوة, ضعف الظروف المعيشية والصحبة السيئة
و لعل ما تم عرضه يوجه الانظار نحو مبدأ تربوي هام وهو ما
يزرعه الانسان اياه يحصد فكل سلوكيات ابنائنا ما هي الا ترجمة للاستراتيجيات
التربوية التي اعتمدنا عليها في تنشئتهم منذ فجر الطفولة فاذا أردنا ثمرة طيبة
علينا بزرع بذرة جيدة.
أ / ماريا ميشيل