الكاتبة الصحفية ماريا ميشيل
الشخصيات الأكثر عرضة للأدمان
تنظر اليه تجده مشتت العينان،لا
مستقر لهما ولا مكان , و ليس العينان فقط بل ايضا الفكر والقلب والوجدان،لا تستطيع
ان تقرأ قسمات وجهه التي يغلقها الكتمان، وعندما تحاول اختراق دواخله سيمنعك ذلك
الجدران،تجر معه اطراف الحديث والكلام فيبادلك بالصمت والكتمان،يتظاهر ببسمة زائفة
تخفي ورائها بحر من الاحزان،فمهما اخفي الوجع اللسان لا يستطيع القلب النكران،الي
ان تعجز ان تجد معبر او سبيل لهذا الانسان،فيتركه الجميع يلتف حول ذاته كالثعبان،و
قبل ان يخنقه اليأس والحرمان،يسرع اليه ذلك الماكر المدعو الادمان،يمد اليه يد
العون مدعيا ان سيحول حياته من جحيم الي بستان،يمتلئ بالزهور اشكال والوان،فسرعان
ما ينجرف الي الهوة ذلك الحيران،فيقد ما بقي له من كيان،و يصبح عبد ذليل مهان،لسيد
لا يعرف للشفقة عنوان
فتتنوع وتتعدد الاسباب المؤدية
الادمان...و لكن تختلف استعدادت الاشخاص للانجراف في الادمان..
ومن اكثر الشخصيات المعرضة للسقوط في
الادمان
الشخصية الاكتئابية: يعاني صاحبها من
فقدان الامل ويشكو ضياع المستقبل..نتيجة كثرة الاحباطات القاسية التي اختبرها...
فيعاني صاحبها من نوبات من الحزن وتقلب المزاج والرغبة في الانسحاب من الحياة ولا
يفرح بمباهج الحياة..فيفقد الثقة في ذاته ويفضل العزلة...و قد يلجأ لادمان
المخدرات اذا اتيحت له الفرصه لتمنحه شعور زائف بالنشوة والانتعاش يخرجه مؤقتا من
تلك الاجواء البائسة.
الشخصية الانطوائية: صاحبها شخص حساس
يمتلك الكثير من القدرات لكنه لا يجيد التواصل مع الاخرين مما يؤثر علي فرص
نجاحه.. فخجله من الاخرين وصعوبة تعبيره عن ذاته تجعله يفضل العزلة عن الناس...
يجتر في افكاره العاجزة ويشعر بان هناك عيبا في اسلوبه وفي نفسه ويخشي دائما لوم
ونقد الاخرين... وكلما زادت احباطه كلما انسحب اكثر لداخل نفسه.. وكثيرا ما ينتهي
الامر بصاحب هذة الشخصية الي الاقبال علي المخدرات التي تساعده علي كسر حاجز الخوف
من الناس وتعطيه حرية وانطلاقا في التعبير.
الشخصية القلقة: صاحبها يعاني من
القلق والتوتر المبالغ فيه لكل امور الحياة بدون داع.. فيفقد الهدوء والاطمئنان...
ويشعر دائما بانه مهدد ويعاني من الغضب والعصبية والمخدرات تشعره بالاسترخاء
والهدوء ويتبدد الاضطراب فيتمسك بها ويدمنها
الشخصية السيكوباتية: هي الشخصية
المضادة للمجتمع وصاحبها معروف بالعنف والعدوان.. والانانية المفرطة لتحقيق اغراضه
الشخصية علي حساب ايذاء الاخرين ولا يشعر بوخز للضمير.. واهم ما يسعي اليه هو
تحقيق اللذة... وهذا ما يجده في الادمان فسرعان من يقع شباكه.
وها تنسج ضغوط الحياة خيوطها التي
توسع شبكة الادمان لتفسح مكانا واسعا يخدع الكثيرين بأنه الملاذ الواقي من قسوة
الحياة وخشونتها ولكن سرعان ما تسقط الاقنعة ويتحول هذا الملاذ لوحش كاسر يلتهم ما
تبقي من حياتهم بلا هوادة