الفوائد النفسية لدمية الطفل الصامتة
تقبع ساكنة فى هذا الركن البعيد,, لا تصدر صوت لحن او نغما مديد,, و لا تتلألأ بضوء خافت او شديد,, فنظن ان تلك الدمية لا تنفع طفل او وليد,, و سرعان ما تأخذنا فى اثرها تلك التى تغنى بنغم فريد,, و تخطف العين بالوان يخفق لها القلب و الوريد,, و نعتقد ان هذا ما يطلبه الطفل و يريد,, نتعجب حين ما نجد الطفل يهرب من هذا الصخب الى ذلك الكائن الذى يجلس وحيد,, يلهو الى جواره و وجهه مطمئن سعيد,, مما يجعلنا نتفحص الامر و نعيد,, فيكشف لنا صمت الدمية عن سر جديد,, فاذ بها تخبئ العديد من الفوائد فهيا نعرف عنها المزيد,, فهى تساعدك على اكساب صغيرك مبادئ السلوك الحميد,, و تعاونك فى تقويم السلوك السلبى و العنيد,, و تشجع طفلك على تعلم المزيد,, و تنزع من قلبه القلق و الخوف و غيرها العديد,, فاليوم دميتنا تكسر حاجز صمتها و تحدثنا عن فوائدها النفسية للطفل
ففى حين انه من المعروف ان العرائس و الدمى التى تصدر الاصوات و الالوان او التى تغنى و تتحرك و تصدر موسيقى هى الاكثر جاذبية و امتاعا للطفل فعلى الرغم من جاذبيتها و فوائدها النفسية العديدة للطفل كمساعدتها فى تنمية الادراك الحسى و الانتباه للطفل
و دورها فى اكتشاف مواهبه و مقومات شخصيته التى تعكس اهتماماته المستقبلية
و ايضا بجانب انها توفر المتعة و السعادة للطفل بشكل كبير لها فائدة كبيرة فى نمو الحواس فالاضواء المبهرة تنمى البصر و الاصوات الصادرة تنمى السمع ذلك يدفع الطفل الى لمس دميته مما يعمل على نمو الحواس و التنسيق فيما بينها
و تساعد الطفل على استهلاك طاقته الزائدة مما يفتح شهيته و يشجعه على النوم و ذلك يضمن له نموا طبيعا سليما
قد تشعرين أن لعبة طفلك المحشوة سواء دبدوب أو عروسة أو حيوان لا قيمة لها فهى صامتة ولا تتحرك، ولا تصدر أصواتاً ولا أضواء مبهرة ولكن الحقيقة أن فوائدها النفسية اكبر مما تتخلى ربما تفوق تلك اللعبة المهبرة ذات الاضواء و الاصوات الجذابة
فاحيانا نجد الطفل يترك دميته الصاخبة مفضلا عروسته الساكنة فوجودها بجواره يشعره بالأمان والاطمئنان لانه بعض الاحيان الاضواء و الاصوات التى لبعض اللعب قد تثير اضطرابات او مخاوف بداخله
فوفقا لعالمة النفس كورين سويت و ما حددته من فوائد نفسية للدمية الصامته
فانها تسيطر على القلق و المخاوف و الصراعات النفسية البسيطة التى يعانى منها الطفل
فمثلا اذا كان طفلك يجد صعوبه فى النوم بمفرده يمكنك إخباره بأن الدمية ستعتني به حتى أثناء نومه فسيرتاح لهذه الفكرة
ويمكنك الايحاء للطفل بان الدمية تتكلم و تصدرين صوتا على انه صوتها و من خلال ذلك يمكنك ان تسردين له القصص من خلالها التى تساعد فى ان يتعلم الصفات و الاخلاق الحميدة كالصدق و الامانة و التعاون ... الخ
كما انها عبر نفس الطريقة تساعد الام فى تقويم سلوك الطفل و التخلص من العادات و السلوكيات غير المرغوبة كالصراخ و العناد والكذب...الخ
و ايضا تزيد من دافعيه الطفل للتعلم عموما
الدمى الصامتة ثراث محبب نتناقله منذ سالف العصور.. و ها اليوم دميتنا تخرج عن دائرة صمتها معلنة لنا بعد زمان طال انتظاره عن بعض مما تخفيه من درر ثمينة كانت تخبئها فى غلاف الصمت و هكذا تظل صامته عن الكثير من الاسرار و متوقعين ان نعرف منها المزيد