ومضات حول جهاز المناعة النفسي
يقف متنبها كجنود متيقظين، نحو اليمين والي اليسار متجولين، في اهبة
الاستعداد منتظرين، فينظر الاعداء من بعيد متوجسين، للحظة غفلة منتظرين، ليغزون
ذلك الكيان مهاجمين، بأشرس اطلالة لهم قادمين، يجهلون انهم سيواجهون حصن شامخ
حصين، واذا اشتدت الحرب حتما هم الخاسرين، ومعركتنا هذة ليست مع اشخاص وخصوم
بشريين، واسلحتنا ليست بالالات او معدات ولا تحتاج الي اللجوء لكمين، فنوبات القلق
والاكتئاب والاحباطات والاخفاقات هم اعدائنا المعنيين، هم الذين تنتجهم الظروف
وتولدهم الاحداث وتسلحهم السنين، وتهاجم هذة الاضطرابات النفسية باسلحتها الفتاكة
مستهدفين، تدمير العقل والقلب وايضا الوجدان الحزين ، ولكن هيهات فالجهاز النفسي
وفريق دفاعه متأهبين، لحماية ممتلكاته من هجمات العدو اللعين، فاليوم سيطلعنا
الجهاز النفسي المناعي عن فريق عمله واسلحته الدفاعية فهيا بنا لنعرف المزيد
من المعروف ان جهاز المناعة الفسيولوجي وظيفته هي الدفاع عن الجسد ضد
العناصر الغريبة التي تهاجمه كالميكروبات والفيروسات والجراثيم، وبدونه يصبح الجسم
فريسة لاضعف المهاجمات، والوسائل الدفاعية لهذا الجهاز هي كرات الدم البيضاء،
وبالرغم من فاعلية هذا الجهاز يتعرض احيانا للاختراقات من الكائنات الفتاكة
اما ماذا عن الجهاز النفسي المناعي وكيفيه عمله؟
كما ان الجهاز المناعي الفسيولوجي يلعب دورا جوهريا في مهاجمه الامراض
كذلك الجهاز المناعي النفسي يقوم بدور ملموس في الوقاية من الاضطرابات والامراض
النفسية ونوبات الاكتئاب والقلق والاحباط والصدمات، وان لم يكن للانسان جهاز مناعي
نفسي لانهارت اعصابه تحت ادني الضغوط
و كما تتباين قدرات الجهاز المناعي الفسيولوجي من فرد لاخر فكلما كانت صحة
الفرد اقوي كلما اشتدت مناعته.. كذلك الجهاز المناعي النفسي تختلف قدراته من فرد
لاخر في صد الهجمات
و من العوامل التي يتوقف عليها قوة الجهاز المناعي النفسي... استقرار
الظروف الاجتماعية للشخص، حصيلة المواقف والخبرات الايجايبة في الحياة، القيم
الاخلاقية والدينية السامية والثقة بالنفس
اما الوسائل الدفاعية للجهاز المناعي النفسي: هي الغرائز والانفعالات التي
من اهمها غريزتا الضحك والبكاء: هما خط الدفاع الاول لاعادة التوازن النفسي
للانسان فعندما يتعرض الانسان لموقف ضاغط وكلما اجهش بالبكاء من الاعماق واذرف
الدموع بانفعال عنيف كلما انخفضت حده الامه.. وايضا الضحك يعتبر صمام امان للتخفيف
من حدة الاضطرابات الانفعالية
الخيال واحلام اليقظة: عندما يواجه الفرد صعوبات في واقعه ينسج ظروف ظروف
خيالية ليتجاوز ازمات الواقع
التأقلم الكامل او النسبي مع الظروف الضاغطة لمدة معينة بغيه التحرر من
الاذي
الاسقاط، و تتخذ الوسائل الدفاعية شكلا هجوميا كمقابلة العنف بالعنف
و من هذا المنطلق يعتبر الجهاز المناعي النفسي الحصن الحصين والقلعة
الشامخة لمواجهة كل عدو دخيل يستهدف اخلال التوازن النفسي والعقلي للانسان ليقع
نهبا بين انيابه فعلينا ان نسلح ونقوي ذلك الصرح الشامخ بكل ما في امكانياتنا من
قوي
أ /
ماريا ميشيل
جريدة منبر التحرير