إعداد ناجى كامل
قماشٌ من الصوف أبيض اللون رمزٌ للنعجة الضالة:
خلال
كلمة القاها بمناسبة عيد العنصرة
اهمية ممارسة طقوسنا بطريقة صحيحة واهمية إحياء صلاة السجدة التي تقام
فقط في يوم عيد حلول الروح القدس على التلاميذ ، بعد قداس العيد ، ولأنني
ابدا لم احضر هذه الصلاة مما دفعني للبحث والقراءة واعرضها لقراء موقعنا
لمزيد من الاستفادة .
مقدمة :
·
كانت العادة قديما في عهد الرسل أن يقرأ المصلون صلوات السجدة وهم وقوف
ويقال أن السبب في اتخاذ السجود عند قراءتها يرجع إلى ما حدث مرة من أنه
بينما كان الانبا مكاريوس البطريرك الأنطاكي يتلو الطلبات اذ هبت ريح عاتية
كما حدث في علية صهيون يوم عيد الخمسين فخر المصلون ساجدين من فهبت الريح
ثانية فسجدوا فهبطت الريح ثم قاموا ليكملوا الصلاة وقوفا فهبت الريح
الثانية فسجدوا فهبطت ثم عادوا للوقوف فعادت فسجدوا فهدأت فعلموا أن مشيئة
الله تريد أن تؤدى هذه الصلوات في حالة سجود وخشوع ومن ذلك الحين أخذت
الكنيسة هذه العادة .. ولا يخفى أن هذه الامور ظاهرة في الكتاب المقدس اذ
كان كلما حل الله في مكان تهب الريح العاصفة وقد حدث ذلك مرات عديدة (1 مل
19: 11)
·جرى
التقليد الليتورجيا أن تُقام طقوس صلوات السجدة في الساعة التاسعة من
النهار (بحسب التوقيت اليهودي قديماً)، أي الساعة الثالثة بعد الظهر من يوم
أحد العنصرة. وطقس صلوات السجدة قائمٌ أصلاً على قول المسيح – له المجد –
في إنجيل يوحنا (الإصحاح 4- عدد 24،23): «ولكن تأتي ساعة وهي الآن حين
الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق، لأن الله طالب مثل هؤلاء
الساجدين له. الله روح، والذين يسجدون له، فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا».
ولأن اليوم هو عيد حلول الروح القدس على الرسل والتلاميذ لأول مرة، بعد أن
كان لا يحل في العهد القديم إلاَّ على الملوك والكهنة والأنبياء ولأغراض
محددة؛ لذلك فقد كان هذا اليوم هو يوم السجود بالروح والحق، كما وَعَدَ
المسيح: «ولكن تأتي ساعة»، فبعد أن احتفلت الكنيسة في الساعة الثالثة من
النهار بحلول الروح القدس، ها هي في الساعة التاسعة من النهار تسجد لله
بالروح والحق.
-
ولأن الله قد أمر شعبه قديماً بعمل الفصح نحو غروب الشمس أي ميعاد خروجهم
من مصر (مت 16 : 6) ، وكما يقول في التقليد اليهودي أنه في الخمسين بعد
الفصح أعطى الله الشريعة لموسى فهكذا رتبت الكنيسة صلاة السجدة في العصر
إشارة إلى أن يسوع فصحنا الذى ذبح في مثل هذا الوقت في الساعة التاسعة (مت
27 : 46) أي الوقت الذى يذبح فيه خروف الفصح هو نفسه الذى " اذ أرتفع بيمين
الله واخذ موعد الروح القدس . اذ سكبه على تلاميذه في الخمسين من قيامته"
(أع 2 : 33) .
· تقدم الكنيسة هذه الصلاة مصحوبه بالبخور وذلك إشارة إلى انتشار رائحة الروح القدس الزكية في العالم.
· كما
تحث تعاليم الاناجيل فتنبه الكنيسة في هذه الصلاة ان تكون مقترنة بعمل
الرحمة مع الأحياء أو الصدقة مع الفقراء . وايضا بالصلاة لأجل المنتقلين
الى السماء .
- لماذا السجود ؟
في
مساء أحد العنصرة يسجد المؤمنون بالروح والحق في ثلاثة طقوس مثالاً
لاستكمال استعلان الثالوث الأقدس في هذا اليوم: الآب والابن والروح القدس.
وهذه هي أول مرة يتم فيها السجود بعد الخمسين يوماً من قيامة المسيح من بين
الأموات، والتي لا يُسمح فيها في الصلوات بالسجود، حسب طقس الكنيسة.
- لماذا يرفع البخور في صلاة السجدة ؟
تحرق
البخور وهذا لأنه في يوم الخمسين انتشرت رائحة الروح القدس الذكية بين
التلاميذ وملأت العالم كله بواسطة عملهم الكرازى.. والروح القدس هو الله،
والبخور اشارة على وجود الله في المكان وكأنما رائحة البخور الذكية هي
رائحة الرب كما يقول سفر النشيد (ما دام الملك في مجلسة أفاح ناردين
رائحته).. وفي رفع البخور اشارة للاشتراك مع السمائيين في رفع الصلوات كما
ذكر سفر الرؤيا "ملاك وقف عند المذبح ومعه مجمرة من ذهب وأعطى بخورا كثيرا
لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب الذي أمام العرش " (رؤ
8: 3).
- لماذا الصلاة من اجل الراقدين في صلاة السجدة بطريقة مميزة؟
في
صلوات السجدة تطلب الكنيسة راحة ونياحا لأنفس الراقدين رافعة صلواتها
لأنها لا تغفل في عيدها هذا أن تصلى مع الكنيسة المنتصرة التي في السماء
فترفع في هذا اليوم بخورا كثيرا جدا مع صلوات متواترة على ارواح المنتقلين
كنوع من الشركة المتصلة بين الكنيسة المجاهدة والكنيسة المنتصرة أي بين
الاحياء والاموات.
نصلي
من أجلهم لأن الروح القدس وحد الجميع؛ الأرضيين مع السمائيين؛ وجعل
الاثنين واحدًا؛ أي السماء والأرض. لأننا مدعوون لنكون شهودًا لمَعيّة
تحقيق الكنيسة؛ الأحياء مع الراقدين.
- لماذا تمارس "صلاة السجدة في يوم الخمسين بالذات وليس في أي يوم آخر؟
تمارس صلاة السجدة في اليوم
الخمسين من عيد القيامة المجيد أي في عيد العنصرة وتكون في عصر يوم أحد
عيد العنصرة صلاة السجدة وتصنع تذكاراً لحلول الروح القدس على التلاميذ .
- كم عدد السجدات ؟
سجدات ثلاثة :
ففي
السجدة الاولى: نرى في صلاة السيد المسيح الشفاعة من أجل التلاميذ
والمؤمنين به مجد الروح القدس فيقول الرب "يكونون معي حيث اكون أنا لينظروا
مجدى" (يو 17: 24).
أما في السجدة الثانية : نلمس وعد الله لنا بإرسال الروح القدس بقوله "ها أنا أرسل لكم موعد أبى" (لو 24: 49) .
والسجدة
الثالثة : ترى فيها بركات الروح القدس المشبهة بالماء الذي يعطيه الرب
يسوع يطلب فينبع فيه ويجرى من بطنه أنهار ماء حي (يو 4: 14).
·
نرى ايضا اشارة صريحة لطقس السجدة " ولكن تأتى ساعة وهى الان حين الساجدون
الحقيقيون يسجدون للاب بالروح والحق.. الله روح والذين يسجدون له فبالروح
والحق ينبغي أن يسجدوا " (يو 4: 24).
- اين تصلى صلاة السجدة ولماذا ؟
تصلي
السجدات خارج الهيكل لأنها تعبر عن استعلان عمل الله للعالم والكون كله،
أي ليس للمؤمنين فقط من أعضاء جسد المسيح (الكنيسة) لكنها من أجل حضور
الروح القدس في الخليقة كلها؛ لأن الروح يعمل في العالم وفي التاريخ... وقد
تشكل الكون ووُجد بإرادة الآب التي أُعلنت بالكلمة الخالق وتحققت بقوة
الروح القدس. لذلك نصلي من أجل حضوره في المسكونة لكل الألسنة والشعوب
والأمم كي ترى خلاص الله العجيب، الذي أعلنه لمختاريه في كنيسته وجمعهم له
في وحدانية الروح في بيت واحد؛ بعد أن تعددت الألسنة في حادثة برج بابل؛
عندما كانت آية التشتت والتبديد إلى جميع الأمم. أما في المسيح فقد صارت
آية التوحد في الوحدانية بواسطة الروح
- مما يتكون طقس السجدة ؟
يتكون
طقس السجدة من ثلاث خدمات على اسم الثالوث القدس : تعمل أثنتان منها في
صحن الكنيسة ، والثالثة في الهيكل ، تعمل السجدة الأولى باللحن الفرايحى
امتداداً لألحان الخماسين ، وتعمل الثانية والثالثة باللحن السنوي كبداية
للدخول في طقس صوم الرسل السنوي ، ونلاحظ هنا التدرج من الفرايحى إلى
السنوي ، كما نلاحظ التدرج في سبت الفرح من الحزاينى إلى السنوي ثم إلى
الفرايحى في قداس عيد القيامة مساء السبت ، ولقد أطلق على هذه الصلاة اسم
السجدة لأن الكنيسة تمارسها بإحناء الرأس مع الركب (الركوع والسجود) .
فالسجدة هي إشارة لما تم للرسل اذ بينما هم يصلون في علية صهيون حل الروح
القدس عليهم فسجدوا للروح القدس الذى حل عليهم وهكذا نتوسل مثلهم بإحناء
القلب والجسم معاً ونسجد مستمدين الرحمة والغفران من أجل خطايانا طالبين من
الله أن يخلق فينا قلباً نقياً وروحاً مستقيمً يجدده في داخلنا ولا يطرحنا
من قدام وجهه وروحه القدوس لا ينزعه منا (مز 51 : 10، 11)
· قراءات صلاة السجدة والغاية منها:
ـ
ورتبت الكنيسة قراءات السجدة في الفصول النبوية والإنجيلية (رسائل وانجيل)
التي تقرأ لملائمتها للغرض الذى يحتفل من أجله ، فالفصول النبوية تتضمن
تسليم موسى الشريعة على الجبل وتعليمه لقومه بأن يحفظوها ويعملوا بها
لينالوا بركة الله الموعود بها للمطيعين وحافظي الوصية وأن يعلموها
لأولادهم لكى يتعلموا أن يتقوا الرب ، ثم وصيته بعمل الفصح في شهر أبيب
تذكاراً لخروجهم من أرض مصر .
- غاية الكنيسة من هذه القراءات :
أولاً
: لتعليم المؤمنين أن النعمة قد أعلنت بالناموس ، والناموس قد أكمل بواسطة
النعمة " الناموس بموسى أعطى أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صاراً " (يو 1
: 17) ، وكما أنه لأجل خلاص الشعب الإسرائيلي في يوم الخسمين بعد تقدمة
ذبيحة الحمل قد أعطى الناموس على جبل سيناء ، هكذا بعد الآم الرب الخلاصية
قد انسكب الروح القدس على التلاميذ الأطهار وعلى الشعب المؤمن في يوم
الخمسين من قيامة الرب من بين الاموات حتى يعلم الشعب أن الناموس القديم
كان معداً للإنجيل وأن الناموس الجديد قد تأييد وتثبت بواسطة الروح القدس
الذى تثبت القديم أيضاً .
ثانياً
: لتذكيرهم بأن موسى بعد أن أخذ الشريعة انذر قومه بها وعلمهم إياها
وأمرهم بحفظها وكذلك الرسل بعد أن اخذوا الروح القدس الذى جددهم وجدد فيهم
معرفة الأسرار الجديدة بشرونا بها وعلمونا حقائق الإيمان وأمرونا أن نعبد
الله الأزلي المثلث الأقانيم وإننا إذ استضأنا بتعاليمهم فلنسجد للأب
والأبن والروح القدس مبتهلين إليه أن يقدس ويطهر أجسادنا وأرواحنا .
2
ـ أما فصول البولس فرتبت لتذكير المؤمنين بالمواهب التي وزعها الله على
كنيسته في مثل هذا اليوم وأن هذه المواهب توزعت بين المؤمنين مثل توزيع
أعضاء الجسد التي تعمل لخير بعضها ، الأعضاء كثيرة ولكن الجسد واحد وهكذا
الحال في الكنيسة التي هي جسد المسيح فإن المواهب الروحية فيها متنوعة ولكن
الروح واحد وأن غاية هذه المواهب هي بنيان الكنيسة ، والواجب على كل عضو
أن يستعمل موهبته الخاصة به لمجد الله وخير كنيسته . كمال قال القديس بطرس
الرسول " ليكن كل واحد بحسبما أخذ موهبه يخدم بها بعضهم بعضاً كوكلاء
صالحين على نعمة الله المتنوعة" (1 بط 4 : 10) .
3 ـ أما المزامير فلأنها نبوه بالبركات التي تتمتع بها الكنيسة وحث على حمد الله وشكره عليها .
4
ـ أما قراءة الإنجيل فلآنها بالإجمال تتضمن صلاة المسيح إلى الآب من أجل
حفظ تلاميذه وتقديسهم وتمجيدهم وكل المؤمنين معه في السماء (يو 17) وتعليمه
بإبطال تقديم الذبائح في عهد الشريعة الانجيلية والاستعاضة نها بالذبائح
الروحية والعبادة القلبية المقترنة بالإيمان والرجاء والمحبة التي يجب أن
تقدم لله من جميع الامم بالروح والحق لأن الله والذين يسجدون له فبالروح
والحق ينبغي أن يسجدوا (يو 4 : 20ـ25) .
نهاية الصلاة والبركة :
يقول
الكاهن أبانا الذي في السموات... ويرفع الصليب ويقول الثلاثة تحاليل.. ثم
يقرا هذا التحليل (الروح المعزى الذي نزل من السماء..) ثم يقول الكاهن هذه
البركة ويصرف الشعب بسلام.