دير القديس أنبا مقار
برية شيهيت
رسـالة توعيـة
n الكنيسة في حياتنا.
n سر الزيجة، والطلاق.
n “صلُّوا لكي لا تدخلوا في تجربة”.
n استجابة الصلاة.
الأب
متى المسكين
كتاب:
رسالة توعية:
n الكنيسة في حياتنا.
n سر الزيجة، والطلاق.
n “صلُّوا لكي لا تدخلوا في تجربة”.
n استجابة الصلاة.
المؤلف:
الأب متى المسكين.
الطبعة
الأولى: 1996.
مطبعة
دير القديس أنبا مقار - وادي النطرون.
ص. ب 2780 - القاهرة.
جميع
حقوق الطبع والنشر محفوظة للمؤلف.
الكنيسة في حياتنا
]X]X]
نحن
الآن نعيش عصر الكنيسة، العصر الذي سلَّمه المسيح سر الملكوت والروح القدس. وعمل
الكنيسة الآن هو إعداد المؤمنين لقبول الملكوت، أما عمل المؤمنين فهو الحصول على
شهادة قبول في الملكوت بمقتضى عمل الإيمان في السلوك والحياة اليومية. والشهادة
يعطيها الضمير أمام الله، ولكن ليس ضمير الخطايا أي الضمير الذي يعطي لنفسه الويل،
ولكن ضمير النعمة الذي يشهد لعمل الله في حياته.
أما عمل
الكنيسة في إعداد المؤمنين للملكوت فهو:
1. أول كل الأعمال هو إعطاء نماذج وأمثلة لعمل النعمة والروح القدس، نماذج
حيَّة تؤدِّي رسالتها وسط العالم، ونماذج ظفرت بالشهادة وعبرت.
2. تقديم الإنجيل للمؤمنين بالصورة التي يمكن أن يعتمد الإنسان على صدقها،
ويكوِّن إيمانه على وعدها، ويستند على وعود الله كشيء يمسكه بيده: «أمسك بالحياة
الأبدية التي إليها دُعِيتَ أيضاً» (1تي 12:6)، ويرجع إليه فيجد فيه الرد على كل
ما يطلبه، والعزاء الحقيقي في كل ضيق يصادفه، يتمتَّع بكلامه كحياة يحياها.
3. تملأ فراغ وعيه الروحي بسرِّ الملكوت في تقديم الإفخارستيا مشروحة
بالروح حتى يتقبَّل السر بثقة وعن إيمان صادق. وهذا بحد
ذاته سيملأ اشتياقه إلى الملكوت ويرفع رؤيته الروحية القلبية إلى مجيء الرب كحدث
نعيشه وليس ننتظره بالقلق، لأن الملكوت نفسه حاضر الآن فينا، ولكن غير مستوعَب
بسبب عدم المعرفة وعدم التمرُّن على الاستناد على الروح القدس.
عمل المؤمـنين:
1. التدرُّب على الصلاة باعتبارها وقوفاً أمام الله لكشف القلب، على أن
يكون الضمير حارساً على صدق كشف القلب.
2. تسليم القلب للرب ليعمل فيه عمله بأن يجعل الإنسان يرى عيوبه وذنوبه
التي تعطِّل عمل نعمة الله، ويحثّه على تركها مهما كلَّفته من الظهور بمظهر الخاطئ
والمعتذر عن أخطائه، وطلب السماح من الذين أخطأ إليهم مهما كلَّفه من تصاغر ومسكنة
وتوسُّل، على أن يكون مستعداً أن يكرر ذلك عند أول إشارة من الرب لخطأ أو خطية
جديدة.
3. تكوين علاقة حيَّة مع المسيح، لأنه بمجرد أن
يفرِّغ القلب ما فيه من أخطاء وخطايا ينفتح وحده للمسيح. فالعلاقة مع المسيح تزيد
بعاملين: التواضع، والمحبة؛ لا كأنها أعمال متفردة أو فضائل، ولكن ذبائح حيَّة
نقدِّمها للمسيح، لأن ممارستها سيكون فيها بذل وإنكار للذات.
4. البدء بعد ذلك بتدريب الأُذن الروحية على سماع صوت المسيح، لأن
هذا هو المدرِّب الوحيد والمعلِّم الوحيد والمرشد الوحيد والمعزي الوحيد. فإذا
تدرَّبت الأُذن تدرَّب القلب على الحركة والتنفيذ لكل الإرشادات والتوجيهات
والتوبيخات. وبهذا يكون طريق الملكوت
قد انفتح للمسير نحوه.
5. المعين العظيم للسير نحو الملكوت هو شعور الغربة عن العالم، ولا يكون
اصطناعاً أو تمثيلاً أو غصباً، بل هو شعور يزيد كلما اقتربنا من الملكوت وكلما شعرنا
بوجود المسيح.
(ديسمبر 1995)
سـر الزيجة، والطلاق
olVlo
إن التشدُّد الحادث في العهد الجديد بواسطة المسيح في
أمر الزواج والطلاق أكثر من العهد القديم، راجع إلى انفتاح الملكوت والحياة مع
الله. فدخلت علاقة الرجل بالمرأة وضع الخلقة الأول، كما تمسَّك بذلك المسيح حينما
سُئل:
+ «هل يحلُّ للرجل أن يُطلِّق امرأته، ليجرِّبوه. فأجاب وقال لهم: بماذا
أوصاكم موسى. فقالوا: موسى أَذِن أن يُكتب كتاب طلاق فتُطلَّق. فأجاب يسوع وقال
لهم: من أجل قساوة قلوبكم كتب لكم هذه الوصية، ولكن من بدء الخليقة ذكراً وأنثى
خلقهما الله، من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكونان الاثنان
جسداً واحداً، إذاً ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. فالذي جمعه الله لا يفرِّقه
إنسان.» (مر 2:10-9)
ونقول إنه بانفتاح الملكوت أصبحت الكنيسة تمارس سر
الزيجة بين الرجل والمرأة لحساب الملكوت والنسل الخارج منهما. ومن هذا المنطلق لم
تعُدْ الزيجة للمتعة، ولا على مستوى العالم، بل على مستوى ميراث الملكوت والحياة
الأبدية. ومضمون سر الزيجة المسيحي، هو حدوث اتحاد سرِّي بالروح القدس بين الرجل
والمرأة على أساس اتحادهما معاً في جسد المسيح، فهذا هو الذي جمعهما إلى واحد.
بمعنى أنه بصلاة الكنيسة وطلب
الروح القدس ليحل ويبارك على اتحادهما، يحدث الاتحاد السري بالروح القدس في جسد
المسيح، لأنه لا يمكن أن تحدث وحدة في الكنيسة بدون الروح القدس وبدون جسد المسيح.
فلو علمنا أن الكنيسة تمثِّل جسد المسيح السرِّي يصبح اتحادهما إلى جسد واحد جزءاً
لا يتجزَّأ من كيان الكنيسة التي هي جسد المسيح.
فالآن ينبغي أن نتصور أن اتحاد الرجل والمرأة بسر
الزيجة، بواسطة الكنيسة، ينشئ كياناً جديداً للرجل والمرأة، كياناً متحداً من
“أنا” الرجل، و“أنا” المرأة، هو “أنا” الزيجة. هذا الكيان الجديد هو مقدَّس أمام
الله، يمتلكه الزوج والزوجة والمسيح، وهو أعلى من كيان الرجل وكيان المرأة
منفردَيْن، وهو مصدر قوتهما وسعادتهما في حياة الزيجة الجديدة، وكما قلنا إنه ليس
ملكاً للرجل وحده ولا للمرأة وحدها، بل ملكاً لهما معاً باتفاق وتحت وصاية المسيح
وبركة وقوة الروح القدس صاحب السر!!
وطالما حافظ عليه كلٌّ من الرجل والمرأة، وكرَّماه
وقدَّساه، تقدَّسا به وصار ضمين خلاصهما معاً وقداستهما معاً ولحساب الملكوت؛ ولكن
لا يدخلان الملكوت بهذه الوحدة المقدسة بسر الزيجة، ولكنها تؤهِّلهما لدخول
الملكوت كلٌّ بكماله المسيحي، حيث هناك تصير الوحدة الكاملة الفردية مع المسيح،
لأن في الملكوت لا توجد ثنائيات زيجية، بل وحدة من الكل في المسيح.
هنا اتحاد الرجل بالمرأة لتكوين الكيان الزيجي الجديد
المتَّحد بالمسيح والروح القدس، يدخل فيه المسيح كعنصر أساسي يكمِّل بوجوده عجز
الخليقة ويقدِّسها لحساب الآب. والغاية الكبرى من سر الزيجة وخلق هذا الكيان
الجديد من الرجل والمرأة واتحادهما بالمسيح، هو النسل. فالكنيسة
عينها من النسل، لأنه هو وجودها وحياتها، فالنسل المتحصِّل من الزيجات المقدسة، هو
الأعضاء التي تكوِّن هيكل الكنيسة. فهَمُّ الكنيسة الأعظم هو النسل الذي إذا
تربَّى وعاش تحت مظلَّة الزيجة المقدسة المتحدة بالمسيح والمؤازرة بروح الله، تضمن
الكنيسة خلاصه ليكونوا أعضاءً في الملكوت. وواضح الآن أن سر الزيجة ينتهي بالملكوت
للرجل والمرأة والنسل.
فالآن كيف نطيق بعد هذا البناء لهيكل الكنيسة ولحساب الملكوت، ونتصوَّر أن
يحدث طلاق؟ ألا يكون هذا بمثابة تقطيع الكيان السرِّي الجديد الذي نشأ من اتحاد
الرجل والمرأة بسر الزيجة، وحضور الروح القدس، والاتحاد بجسم المسيح؟
ثم ألا يكون هذا هدماً لجسم الكنيسة، وقطعاً للطريق
أمام الرجل والمرأة والنسل المؤدِّي إلى الملكوت؟
لذلك نعود ونؤكِّد أن سر الزيجة وما ينشأ منه باتحاد
الرجل والمرأة ليكونا جسداً واحداً في المسيح بكيان جديد، هو عنصر بناء الكنيسة.
وليس هذا تصوُّراً أو عقيدة أو افتراضاً، بل واقعٌ حيٌّ يَغَار عليه المسيح.
فالكنيسة التي تتهاون في تسهيل الطلاق، إنما تهدم
نفسها وتقضي على مستقبل الذين سهَّلت لهم الطلاق، وهذا يكاد يكون غلقاً لباب
الملكوت في وجوههم.
لذلك إذا قرأنا وسمعنا المسيح يتشدَّد في ذلك، فالأمر
يخصُّه وهو يَغَارُ على جسده وعلى مستقبل أولاده بالنسبة للملكوت الذي كلَّفه دمه.
أما تحديد خطية الزنا أنها تفسخ هذا العقد أو هذا
السر، فلأن الذي وثَّق السر هو الروح القدس، ويستحيل أن يجتمع الروح القدس والزنا.
فالروح القدس يظل ساهراً على سر الزيجة يمدّه بالمشورة والمعونة للتغلب على صعاب
الحياة، ولكن بمجرد أن تحدث خطية الزنا ينسحب الروح القدس من السر وتنفك الوحدة من
تلقاء ذاتها حتى بدون طلاق. فالطلاق هنا إنما يأتي تحصيل حاصل، فخطية الزنا تُحسب
أنها ضربة من الشيطان عنيفة موجَّهة لقداسة السر وعمل الروح القدس. لذلك أصبحت
الكنيسة ملزمة أن تجري الطلاق بكل حزن وأسى، وكأنها تجرح نفسها وتقطع جسدها
بيدها!!
ولكن إن أحس الزوج والزوجة بهذه الخطورة التي تبلغ حد الجريمة في حق
الشريك والأولاد والمسيح والروح القدس، واستطاع المخطئ أن يعترف ويتذلل ويطلب
الغفران، فالغفران هنا لا يُمنع على أساس دم المسيح القادر أن يقدِّس بعد نجاسة
ويحيي من الموت!!
+ «يا امرأة أين هم أولئك المشتكون عليكِ، أما دانكِ
أحدٌ. فقالت: لا أحد يا سيد. فقال لها يسوع: ولا أنا أَدِينُكِ، اذهبي ولا تُخطئي
أيضاً.» (يو 10:8و11)
وحينئذ تقوم الكنيسة بواجبات التطهير، وإعادة قوة
السر.
ولكن بعد هذا نقول إنه يلزم جداً للزوجين أن يدركا
حقيقة سر الزيجة على هذا الأساس، حتى تتقدَّس علاقتهما معاً بالوعي الروحي لقيمة
هذا السر العميق والضارب جذوره في ملكوت الله.
ومرة أخرى نوعِّي، أن من الاتحاد السري بين الرجل
والمرأة في سر الزيجة، ينشأ كيان زيجي جديد من الاثنين، فائق على كيان كل منهما
بمفرده. فذات الرجل، وذات المرأة، أنشأا باتحادهما ذاتاً جديدة أقوى وأعظم من كل
منهما، هي مصدر حبهما الشديد ومصدر عطفهما على
بعض، وهي بمثابة مجال جديد جاذب لكل منهما نحو الآخر، هذا يحسّه مَنْ نجح في تكريم
حياته الزوجية. فلو انفتح وعي كل منهما على هذه الحقيقة وعاشا معاً في ظلها، يصعب
جداً، بل ويكون من المستحيل أن يخون أحدهما الآخر.
لذلك نتمنى أن تشدِّد الكنيسة على سمو هذا السر العميق
والفائق، لأن في إدراك هذه الحقائق تتقدَّس الوحدة، وتثمر لحساب الكنيسة والمسيح.
(25 ديسمبر 1995)
“صلُّوا لكي لا تدخلوا في تجربة”
oXoXo
لو 39:22و40 «وخرج ومضى
كالعادة إلى جبل الزيتون، وتبعه أيضاً تلاميذه. ولما صار إلى المكان قال لهم
صلُّوا “لكي” لا تدخلوا في تجربة m¾ e„selqe‹n e„j peirasmزn».
لو 45:22و46 «ثم
قام من الصلاة وجاء إلى تلاميذه، فوجدهم نياماً من الحزن. فقال لهم: لماذا أنتم
نيام؟ قوموا وصلُّوا “لئلا” تدخلوا في تجربة †na m¾ e„sڑlqhte e„j peirasmزn».
كان المنظر كما رآه المسيح، أن ساعة الظلمة قد جاءت،
والشيطان يجول جولته الأخيرة يجرُّ في أذياله التلميذ الذي اصطاده - يهوذا - وهو قادم لمعركته الفاصلة مع المسيح، وقد سلَّح
نفسه برؤساء الكهنة وشيوخ الشعب والجند أيضاً. ورتَّب معهم مسبقاً كل ما أملاه
عليهم من خطته للإيقاع بالمسيح. من أجل هذا جاء المسيح إلى جبل الزيتون مع
تلاميذه ليلاقيه وهو في حالة صلاة، وأي صلاة!
يكفي أن يسمع القارئ أن عرقه كان يتصبَّب كقطرات دم،
وكانت أحاسيسه ملتهبة. وبالرغم من أنه عالم بأن الضربة الأساسية موجَّهة إليه،
إلاَّ أنه كان يهمه أن يسلِّح تلاميذه بالصلاة حتى يستطيعوا أن يواجهوا
التجربة، أما هو فكان يعدُّ نفسه للتسليم وشرب الكأس بعد ما فرغ من تقديم
مشيئته الكاملة للآب. أما تلاميذه فكان يريد لهم أن لا يفنى إيمانهم وقت التجربة.
عندما وصلوا إلى المكان كانت رؤية المسيح ترصد حركات
الشيطان، فلم يكن قد تحرَّك بعد مع رؤساء الكهنة والشعب والجنود وأعوانه. لذلك
نبَّههم بوضوح: «صلُّوا لكي لا تدخلوا في تجربة» التي جاءت باليونانية
بوضوح، لأن التجربة كانت لا تزال على بُعد.
ولكن بعد أن فرغ هو من الصلاة، رأى الشيطان على الباب
مع كل أعوانه، إذ بدأت بالفعل ساعة الظلمة وسلطانها، فلما افتقد تلاميذه تحسَّر إذ
وجدهم نياماً. فأسرع إليهم أن: “قوموا وصلُّوا لئلا تدخلوا في تجربة”. هنا
التحذير نهائي.
واضح لدينا أن الشيطان استطاع أن يضرب التلاميذ بالنوم
حتى لا يستطيعوا أن يصلُّوا، وهو الأمر الذي أصبح واضحاً كخبرة لكل مَنْ أراد
الصلاة أو الاستطالة في الصلاة. فالتثاؤب والنعاس يثقل الرأس حتى لا تعود أي قوة
للصلاة، فإذا ترك الإنسان الصلاة ينشط في الحال ويأخذ يتكلَّم ويثرثر ويضحك دون أي
حاجة للنوم. هنا النوم هو المخدِّر الذي يسقيه الشيطان للدماغ لكي يحرمه من اليقظة
وبالتالي من الصلاة، كالمسكر الذي يُوعِزْ الشيطان به للأشخاص لكي بعد أن يسكروا
يسوقهم إلى الخطية بلا خوف ولا جزع ولا أي إحساس من الضمير، وبعدها يستيقظ الإنسان
ليرى نفسه قد وقع في الفخ وصار صانع جريمة.
والآن نعود إلى المسيح والتلاميذ، فالمسيح لا يريد من
التلاميذ أن يصلُّوا
مجرد صلاة، بل أن يكونوا في “حالة صلاة” فلا يستطيع الشيطان أن يقترب
إليهم. فإذا سألني سائل: ولماذا لم يمنع المسيح الشيطان من أن يجرِّب التلاميذ،
أقول: نرجع إلى المسيح وقوله لبطرس: «سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يُغربلكم
كالحنطة. ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك» (لو 31:22و32). لاحِظ هنا قول
المسيح أن “الشيطان طلبكم”، فهو له أن يجرِّب ولا يمنعه الله. المسيح هنا لم
يَعِدْ بطرس أن ينجيه من التجربة، بل يستطيع فقط أن يطلب لكي لا يفنى إيمانه بعد
أن يسقط في التجربة. وقد سقط بالفعل في التجربة بعد ساعات قليلة من تحذير الرب،
فحصد ثمن نومه وعدم طاعة الوصية. معنى هذا أن المسيح لا يتدخل في منع التجربة
لأنها تأتي بقياس دقيق بسماح من الله، ولكن الذي عمله المسيح هو أنه أعطانا أن
نصلِّي باسمه فلا ندخل التجربة.
إذن بعد أن أعطانا المسيح السلاح القوي وهو الصلاة باسمه القادرة على هدم
حصون الشيطان، لم يعد لنا همٌّ: «ها أنا أُرسلكم مثل حملان بين ذئاب» (لو 3:10)،
ولكن الذئاب المتوحشة تهون، إنما يقصد الذئاب التي يرسلها الشيطان في ثياب حملان
أو ملائكة نور، سيان!!! أو حتى بقبلة!!
فالإنسان طالما هو في حالة صلاة يكون قد تسلَّح ضد
التجربة ليجوزها بنجاح لحساب المسيح!!
والمسيح لمَّا علَّمنا في صلاة “أبانا الذي” أن نصلي
إلى الآب لكي لا يدخلنا في تجربة، فالمقصود من ذلك أن يفتح وعينا إزاء التجربة
وأعمال الشيطان لنستعين بالصلاة إلى الآب دائماً، وحينئذٍ لا يُدْخِلنا
الآب التجربة إن صلَّينا، ولكن بدون الصلاة يصبح للشيطان مدخل فينا.
والقصد من هذه التوعية التي نقدِّمها للقارئ في هذه
الأيام هو أن نرصد حركات الشيطان حولنا في كنيستنا وبيوتنا وأسراتنا، لأن إهمالنا
للصلاة أعطى فرصاً كثيرة للشيطان أن يدخل في كل مكان ويفسد كل علاقة، والكل لاهٍ
عن نشاط الشيطان المخرِّب، لأنه يستحيل لإنسان أن يحسب أو يكشف حركات الشيطان
وتدخُّلاته إلاَّ بالصلاة.
من هنا كانت وصية المسيح أن “نصلِّي كل حين”، لا
بصلاة محدودة، ولكن أن نكون في حالة “وعي الصلاة”، والقلب متصل بالمسيح.
وهذه حالة نعتادها بعد أن نكون قد قبلنا نعمة أن نُمارس الصلاة بالروح() ولمدد طويلة، إذ ينفتح القلب والذهن لقبول نعمة
الصلاة الدائمة التي بها يستطيع الإنسان في أيِّ وقت أن يحس بلهج الصلاة في قلبه
الذي يسعفه بالصلاة المسموعة وقت الخطر: «أما أنا فصلاة» (مز 4:109). هذه حالة لا
يَقْرُبها الشيطان بل يرتعب منها. ويلزم أن لا يكون مخفياً عنَّا أن الشيطان
ازدادت أعماله ودخلت كل البيوت والكنائس. وهذه الانقسامات والعداوات والتعديات
والخصومات تشهد على ذلك وتوعِّينا أننا في خطر، لأن أيَّ بيت أو كنيسة فيها إنسان
كيهوذا يدخل بواسطته الشيطان ليس كضيف بل كصاحب بيت!!
ولكن ليس بالضرورة أن يكون على مستوى يهوذا، بل يكفي أن يكون
قد تآخى مع الخطية ومات ضميره وصار مقوداً يعمل تحت إيحاء الشيطان.
والآن أصبح من الضروري لكل راعي كنيسة مسئولٍ عن
كنيسته، أن يكرِّس أوقاتاً ثابتة مخصَّصة لجحد الشيطان الذي يتدخَّل في وسط الرعية
ليستخدم ضعاف الإيمان في تبنِّي إيحاءات الشيطان للمنازعات والانقسامات
والتحزُّبات والخصومات. هذه الأمور التي أصبحت عادية الآن، وهي من عمل الشيطان.
فإذا لم نقاوم الشيطان بالصلاة فسيملك علينا ويسيئ إلى
أولادنا في الداخل والخارج، والنتيجة هي أن يرعاهم الشيطان لحسابه. إذن، فلابد أن
يكون الأب في كل أسرة واعياً وكذلك الأم، بالمواظبة على الصلاة من أجل سلام البيت
وسلام الأولاد ومحبتهم لئلا يدخل الشيطان وينقسم البيت على ذاته، وإذا تملَّك من
فرد فيه فسيجعل البيت جحيماً. لذلك من نِعَمِ الله أن يكون واحد في الأسرة فدائياً
له قوة الصلاة سواء في الخفاء أو العلن من أجل كل فرد في الأسرة حتى لا يكون فيها
مدخل للشيطان. بل ويا حبذا لو كان لكل كنيسة إنسان تقي أو جماعة أتقياء يحملون
همَّ الصلاة الدائمة من أجل الراعي نفسه والرعية وكل ظروف الكنيسة، حتى لا يتدخَّل
فيها الشيطان بأعماله من خصام وعداوة تؤدِّي إلى الانقسامات والفرقة.
وليعلم كل إنسان أن الشيطان - كما نراه الآن - مُسيَّب يهيِّج الأمم على بعضها، بل الأمة
الواحدة يقسمها على نفسها، ويثير الأحقاد وبالتالي الحروب لخراب العالم! فليس أسهل
الآن من أن يُمارِس أحقاده على الكنيسة نفسها وقد ضعفت، بعد أن أذاقته العذاب
بصلواتها في العصور الذهبية السابقة.
وفي النهاية نعود إلى وصية المسيح أن: «صلُّوا لكي لا
تدخلوا في تجربة». هذه الوصية الإلهية هي السلاح الوحيد ضد أعمال الشيطان المنظورة
وغير المنظورة، وهي الحصن المنيع الذي نلجأ إليه في أيام الضيق القادمة.
+ إذن، فنصيحة المسيح لكل واحد من أولاده اليوم، أنْ:
صلِّ واهرب لحياتك.
+ والذي يقول ليس عندي وقت للصلاة، فهذا قد استطاع
الشيطان أن يقنعه بذلك حتى لا يصلِّي أبداً.
+ وإن كنتم في حالة صلاة، فأنتم في أمان من التجربة.
+ وإذا وقعتم في تجربة فلا تكفُّوا عن الصلاة حتى يخزى
الشيطان ويستطيع المسيح أن يخلِّصكم، ولا يضعف إيمانكم.
+ ولا تحزنوا إذا أصابتكم أيُّ خسارة، لأن الحزن هو
كأس الشيطان الذي يدس فيه قَطْع الرجاء. فليذهب كل شيء ويبقى الإيمان.
+ ولا تناموا في وقت الخطر، بل تيقَّظوا واسهروا
وصلُّوا لتُحْسَبوا أهلاً للنجاة (لو 36:21). وهذه الأيام تحمل لنا بوادر الخطر.
+ والذي يعتاد الصلاة يحس بقرب عمل الشيطان ويستعد له. فصلُّوا وكونوا
مستعدين، فالرب قريب!
صلُّوا، صلُّوا، صلُّوا. ومَنْ لم يتعلَّم الصلاة بعد، فليبدأ أن يصلِّي.
(فبراير 1996)
استجابة الصلاة
qlqlq
حينما تقدَّم أبو الولد المريض بالصرع إلى المسيح (مت 14:17-21) لم يكن له الإيمان
الكافي، لأنه سأل المسيح: «إن كنت تستطيع شيئاً فتحنن علينا وأعنَّا» (مر
22:9). فلم يعجب المسيح هذا التردُّد، وأعاد السؤال له هكذا: «إن كنت (أنت)
تستطيع أن تؤمن. كلُّ شيء مستطاع للمؤمن» (مر 23:9). وهكذا ربط المسيح معجزة
الشفاء بالإيمان وليس بالتحنُّن. وهذا كثيراً ما نخطئ فيه جميعنا، فنقول: “إن أراد
الله أن يتحنن علينا، يشفي هذا أو ذاك أو يشفيني”. فهنا ردُّ الله يكون: “أنا
أتحنَّن على مَنْ يؤمن أني قادر أن أشفيه. أو بمعنى آخر تحنُّني على خليقتي دائم
ومتوفِّر في جميع الحالات، غير أنه لا يُنفَّذ إلا لِمَنْ يؤمن به. فليس التقصير
في تحنُّني، ولكن التقصير في إيمانكم بي”. فتحنُّن الله لإتيان الأعمال الخارقة
للعادة يتطلب إيماناً خارقاً للعادة. أي على قدر صعوبة الشفاء يطلب الله شدة
الإيمان، ولكن ليس عند الله شيءٌ مستحيلٌ. فكل إيمان يساويه عمل من الله: «كل شيء
مستطاع للمؤمن». أما لغير القادرين على الإيمان، فتحنُّنه جاهز وفعَّال دون سؤال.
وهنا وضع الله أمام تفكيرنا نموذجاً مستحيلاً لعمل الإيمان، إذ قال إنه:
«لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل - وحبة
الخردل صغيرة، ولكن لها قوة الحياة والانبثاق من الأرض - لكنتم تقولون لهذا الجبل: انتقل من هنا إلى هناك
فينتقل» (مت 20:17)، «مَنْ قال لهذا الجبل، انتقل وانطرح في
البحر، ولا يشك في قلبه، بل يؤمن أن ما يقوله يكون، فمهما قال يكون له. لذلك أقول
لكم: كل ما تطلبونه حينما تصلُّون، فآمنوا أن تنالوه، فيكون لكم.» (مر
23:11و24)
هنا يُلاحظ القارئ أن المسيح يطلب إيماناً قليلاً، ولكن ليس ضعيفاً، بل
كما في حبة الخردل هو فعَّال أشد الفعالية والحيوية. وإن أردنا أن نشبِّه القليل
والفعل العظيم المقابل له، يكون كما صوَّره لنا عالم الطبيعيات أرشميدس اليوناني،
فهو يقول: “اعطوني رافعة طويلة (عتلة)، واعطوني نقطة ثابتة خارج الأرض،
وأنا أُحرِّك الأرض كلها من مكانها”. بل ووضع قانونه المشهور طبقاً لذلك، وهو
معروف لدى دارسي الميكانيكا. والروافع كثيرة، وأمرها هيِّن، ولكن أن نجد نقطة
ثابتة خارج الأرض، فلا يمكن!!! فهذا الثبوت هو الذي يطلبه المسيح بصلاة الإيمان
حتى يحرِّك به الجبل أو يشفي المريض، سيَّان! فكلاهما فوق الطبيعة.
وكثيرون يسألونني: “لماذا نطلب من الله بإلحاح ودموع، والله لا يستجيب”؟
فأقول: “هذا هو المُحال فيما يخص الله مع شعبه، فكل شيء ممكن إلاَّ أن يكون الله
غير صادق أو يغيِّر وعده، «بل ليكن الله صادقاً، وكل إنسان كاذباً» (رو 4:3).
فالمسيح جعل استجابة السؤال مضمونة بدمه واسمه وحق بنوَّته. فهو الذي سبق وقال:
«كل ما تطلبونه حينما تصلُّون، فآمنوا أن تنالوه، فيكون لكم» (مر 24:11)”.
وهكذا جعل المسيح استجابة الصلاة لا تعتمد على رؤيته أو فكره الخاص، بل
جعلها مرهونة بإيماننا، وأي إيمان؟ الإيمان الذي يثق أثناء الصلاة أنه قد نال ما
يطلبه فيكون له!! أي كما أراد ووثق بالإيمان. بمعنى أن الله أعطانا في المسيح أن
نقرر أولاً إن كنَّا ننال بالإيمان ما نطلبه أو
لا ننال. أما هو فمستعد أن يعطي، بل ويقول بولس الرسول أكثر من ذلك: «والقادر
أن يفعل فوق كل شيء أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر بحسب القوة (الإيمان) التي
تعمل فينا.» (أف 20:3)
فإن قرَّرنا بقوة الإيمان في الصلاة التي نصليها أننا قد نلنا ما طلبنا،
يكون لنا بقدر ما طلبنا، وأكثر مما طلبنا، أو حتى أكثر مما فكَّرنا. لأن سخاء الله
في المسيح لابد أن يغلب طمعنا فيه، لماذا؟ لأنها هي مسرَّة الله في المسيح أن
يفرِّح قلوبنا لنشكره ونعطيه المجد. فمهما طمعنا في محبته وسخائه فهو الذي
سيتمجَّد بالأكثر. لهذا نسمعه يستحثنا لأن نطلب واثقين فيه: «الحق الحق أقول لكم:
إن كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم. إلى الآن لم تطلبوا شيئاً باسمي. اطلبوا
تأخذوا، ليكون فرحكم كاملاً» (يو 23:16و24). ولكن يظل الشرط الأول والأساسي أنه
يلزم أولاً أن تؤمنوا أنكم ستنالون ما تطلبون فيكون لكم.
وبمعنى آخر نحن مسئولون عن استجابة صلواتنا، ولا اعتبار لصعوبة ما نطلبه
حتى ولو كان نقل جبل، ألم يقل هو كذلك؟ فقد وضع لنا المسيح القاعدة للاستجابة،
وجعل الاستجابة حاضرة عنده مهما كان الطلب فوق المستحيل: نقل جبل!!! وهكذا أخرج من
دائرة شكوكنا أن يكون الطلب معقولاً، بل استحثَّنا لمنتهى الطمع في استجابته مهما
كان الطلب كبيراً جداً أو غير معقول، إذ جعل الشرط الوحيد الذي يحرِّكه مباشرة
للاستجابة هو الثقة في أنه يعطينا ما نطلبه، وبعد ذلك: «فكل شيء مستطاع لدى
المؤمن».
وفي الحقيقة، هذا الشرط الوحيد الذي وضعه المسيح لاستجابة السؤال والطلبة
بأن نثق فيه أنه قد أعطانا (وليس سيعطينا) ما نطلب، هو كسر
للمعقول لبلوغ منتهى الثقة الشخصية فيه. تماماً مثل ولد يحب أباه ويطلب منه طلباً
غالياً، فيردُّ عليه أبوه: يا حبيبي، اعتبرها في جيبك خلاص. وهكذا ينشأ في قلب
ابنه المحبوب الثقة أن كل ما يطلبه من أبيه يناله. ولكن هذا المثل أيضاً ضعيف،
فالآب السماوي يريد أن يدرِّبنا أننا إذا أعوزنا شيء نمدّ أيدينا ونأخذه من جيبه!!
فالذي أعطانا أن نمسك بالحياة الأبدية: «أمسك بالحياة الأبدية التي إليها دُعيت»
(1تي 12:6)، بهذه الجرأة عينها يعطينا أن نمسك بعطاياه على أساس محبته الفائقة
نحونا. فالذي أعطانا حياته فهو حتماً يعطينا ما نطلبه: «في ذلك اليوم تطلبون
باسمي، ولستُ أقول لكم إني أنا أسأل الآب من أجلكم، لأن الآب نفسه يحبكم، لأنكم قد
أحببتموني» (يو 26:16و27)، «الذي لم يشفق على ابنه، بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا
يهبنا أيضاً معه كل شيء؟!» (رو 32:8)
إذن، فوعد المسيح بأن كل ما نطلبه في الصلاة «فآمنوا أن تنالوه
فيكون لكم»، هو تصريح موطَّد ومؤكَّد ومبني على ثقة الابن في الآب والآب في
الابن. فاستجابة السؤال والطلبة، أصبحت ثمرة من ثمار التجسُّد والموت والقيامة، أي
تحصيل عمل لاهوتي كبير جداً وعميق للغاية. فالذي يطلب بعد ذلك ويسأل في الصلاة
ويشك في قدرة المسيح على الاستجابة، أو يشك في عدم صلاحيته هو للأخذ، فهو كأنما
يشك في عمل المسيح الفدائي كله، ويشك في الصلة العُظمى التي تربط الآب بالابن. فإن
كنا نؤمن بالمسيح، فالآب يحبنا؛ وإن كنا موضع محبة الآب، فنحن نسأل لنأخذ، ولسنا
نسأل لنشحذ رحمة بعد، بل نسأل لنأخذ حسب وعد المسيح والآب.
إذن، فالمسيح قد وضع المحك الكبير في استجابة الصلاة أن نؤمن بأن ما نطلبه
نناله ليكشف به مستوى إيماننا به وبالآب، ومستوى ثقتنا في علاقته هو بالآب.
فإن كانت صحيحة أخذنا في الحال ما طلبناه بدون إلحاح. هذا في الحقيقة هو دستور
الصلاة المُجابة، وقانونها الذي يعتمد على صحة وقوة إيماننا بالمسيح والآب. إذن،
فمن صحة وقوة إيماننا بالمسيح والآب، فنحن نستمد استجابة الصلاة. كذلك
فاستجابة الصلاة تكون أكبر شاهد على صحة وقوة إيماننا بالمسيح والآب.
وأصبح تطبيق هذا القانون هو كالآتي: اطلب ورفِّع طلبك وزِدْهُ صعوبة،
واطمع في سخاء المسيح والآب ما شئت، ورسِّخ الإيمان في قلبك أنك قد نلت كل ما
طلبت، فيكون لك: «كل شيء مستطاع للمؤمن». فهذا القانون هو بحسب مشيئة المسيح
والآب، وفيه يتمجَّد الآب بالابن في كل طلبة ننالها!!
والذي يُرفِّع من طلبه ويزيد من صعوبته، هو في الحقيقة يرفِّع من تمجيد
الآب والمسيح ويزيد في تمجيدهما. فهل بعد ذلك يحقُّ لأي إنسان أن يقول إنه طلب من
المسيح مراراً وبإلحاح ودموع ولم يُستجَب له؟؟ ألا يكون مثل هذا التصريح هو اتهام
مباشر لصدق المسيح والآب؟ وألا يعتبر مثل هذا الاختبار هو خطأ إيماني يستحق
المراجعة والتصحيح؟
والآن وقد عرفنا أن الله والمسيح أعظم من أي سؤال وطلبة مهما كان صعباً بل
ومستحيلاً، وأن الوعد ثابت ومؤكَّد أن المسيح مستعد للاستجابة إن كنَّا نثق في هذه
الاستجابة، أصبح الشك في الاستجابة يُضاف إلي عدم إيماننا وليس لعدم سماع الله.
من هنا نفهم خطورة وقوفنا أمام الله نصلي ونطلب، فنحن نضع أنفسنا أمام
اختبار إيماني هائل، لذلك يلزم أن نعمل حساب سؤالنا وطلبتنا مرات ومرات: هل نحن
جادون في الصلاة والسؤال؟ هل نحن على مستوى الثقة في استجابة المسيح والله؟ أو
بمعنى آخر: هل إيماننا بالمسيح والآب هو على يقين الحق، وأن وعوده صادقة، وأنه
أمين على ما يقول، وأنه مستعد أن يهب لنا كل شيء نطلبه؟ وحينئذ نتقدَّم بالسؤال والطلبة
ولا نتزحزح عن ثقتنا بأنه قد استجاب. أما هو فصادق وأمين، وكل ما يطلبه هو صدقنا
نحن وأمانتنا في أمانته.
أعطني رُكباً منحنية وقلوباً صادقة في إيمانها بوعد المسيح والآب، طمَّاعة
في سخاء الآب واستجابة المسيح، وسوف ترى كيف أن العُمي يبصرون، والصُّم يسمعون،
والشُّل والعُرج يمشون ويجرون ويرقصون، وكل أنواع الأمراض تُشفى حتى المستعصية من
سرطان وسل وتليُّف كبدي وفشل كلوي وأمراض القلب. فالمسيح هو أمس واليوم وإلى
الأبد: الطبيب الذي جاء من أجل المرضى، وليدعو الخطاة إلى التوبة.
(21/2/1996)